هل يلد الحل من رحم الكارثة القادمة ؟؟!
كل المكونات السياسية ومعها قوى إقليمية ودولية ترغب بشكل او بأخر بإحداث صدمة كبيرة في لبنان من شأنها ان تنتج بداية حل او على الأقل الحد من الانهيار! الا ان هذه الصدمة تحتاج الى سناريو فوضى عارمة وليس ثورة ، وهذا الامر لن يكون باي حال من الأحوال خاضع لسيطرة كاملة من اَي مكون داخلي او طرف خارجي له تأثير بالساحة اللبنانية..
وهذا يعني حكما ان نتائج السيناريو الكارثي لها تداعيات وخسائر على كل القوى السياسية وان بنسب متفاوتة ، فهناك من سيكون خاسر وهناك من سيخرج باقل الأضرار ، ومن سيحافظ على قوته مع بعض الإصابات والخسائر..
بالمحصلة هناك شيء كبير وصادم سيحصل في لبنان بالأسابيع القادمة ، يمكن وصفه بمعركة كسر العضم التي سيتىشارك فيها كل اللبنانيين بإرادتهم وخارج ارادتهم ، وعض الأصابع بأنفاس مرهقة قد تبدل الخيارات عند البعض والأولويات عند البعض الاخر ، وهناك من سيبقى بالمنطقة الرمادية وان بنسبة صغيرة …
يمكن الجزم وفق معطيات انسداد الأفق السياسي وتصاعد الانهيار المالي ان الكارثة واقعة وفق المؤشرات الراهنة وهذا السيناريو سيكون ابرز وجه له بالأيام القادمة رفع الدعم بشكل تام سواء اصر الرئيس دياب على إبقائه ام قبل برفع جزئي فإن رفع الدعم واقع لا محالة ، ليس فقط لرفض حاكم مصرف لبنان المس بالاحتياط الإلزامي بل لان ارقام هذا الاحتياط غير صحيحة وهي اقل بكثير من المبلغ المصرح عنه ١٦ مليار $ ..
وعليه هناك شبه استسلام محلي وخارجي امام السيناريو القادم ، وحتى الان لا معطيات جدية وحثية داخليا وخارجيا من شأنها منع او وقف السيناريو الكارثي وان تسارع التقارب الاقليمي بالمنطقة على اكثر من صعيد ..
ليبقى الأقرب الى الواقع هو ما يرشح من كواليس جهات نافذة في لبنان عن قرب وقوع الكارثة قولها لا تكرهوا شيئاً عسى ان يكون خير لكم ، وهذه الجهات ترى وفق معطيات خاصة بها ان العقوبات الغربية جدية وندرس تداعياتها سلباً او إيجاباً على الازمة الراهنة وهل تكون مفتاح حل حكومي ام فراغ دستوري شامل، على ان هذه الجهات واثقة من ان اَي سناريو قادم على لبنان لن تكون مدته طويلة وقد تأتي بحلول خلال ساعات او ايّام لم تحل بأشهر وربما سنوات …
#يتبع
عباس المعلم / كاتب سياسي