فرنسا واكبت زيارة لودريان بإطلاق العقوبات
كتبت” النهار”: في الثامنة والنصف من صباح اليوم، يفترض أن يكشف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في مؤتمر صحافي في قصر الصنوبر علناً ما أبلغه، بعيداً من الإعلام والأضواء الإعلامية أمس، إلى العدد المحدود من الرسميين والسياسيين والناشطين في الانتفاضة الشعبية الذين التقاهم في بيروت. ما سيعلنه صار معروفاً بعد إحدى أكثر الزيارات لمسؤول اجنبي إثارة للغموض والالتباس، وهو أن فرنسا أطلقت عملياً آلية العقوبات ضدّ معطّلي الحلّ وتشكيل الحكومة الجديدة، وضدّ الفاسدين، من دون أن يكشف إطلاقاً عن اللائحة الأولية الإسمية بهؤلاء. تريّث لودريان في الإدلاء علناً بأي كلام واستعاض عن ذلك بلقاءين رسميين فقط مشدودين للغاية بل متوترين، خصوصاً مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي لم يدم سوى ثلاثين دقيقة، ومع رئيس مجلس النواب نبيه بري بحيث فهم أنه لم يخض معهما أبداً في الملف الحكومي بل أبلغهما أن آلية العقوبات سارت وانطلقت. أما اللقاء الموسع الذي عقده مع ما وصف بقوى المعارضة التغييرية فبدا واضحاً أن لودريان أراده لإطلاق الرسالة التغييرية في وجه القوى السياسية والحزبية التقليدية وحضّ الجماعات المعارضة على بدء تكوين جبهة صلبة استعداداً للانتخابات النيابية المقبلة. وما بقي عالقاً يثير التساؤلات وموجات التقديرات والتوقعات المتناقضة حتى الليل هو اللقاء الذي كان ينتظر كثيرون انعقاده بين لودريان والرئيس المكلف سعد الحريري والذي انعقد بينهما في التاسعة مساء في قصر الصنوبر.
وإذا كان غضب لودريان وخيبته اللذين ترجمهما في لقاءاته أمس وسيترجم مزيداً منهما اليوم، لم ولن يفاجئا أحداً فإن باريس حرصت على إضفاء الجدية التامة على مسألة العقوبات ضد شخصيات لبنانية من خلال بيان رسمي أصدرته وزارة الخارجية الفرنسية من باريس خلال وجود الوزير في بيروت.
فردّاً على سؤال حول ما إذا كانت فرنسا قد اتخذت بالفعل إجراءات وطنية في حق الذين يعرقلون تشكيل الحكومة في لبنان، وهل يمكن إعطاء مثال على شخص استهدفته هذه الإجراءات؟ أعلنت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الفرنسية أنياس فان دير مول: “كما أشرنا لذلك، تم بالفعل اتخاذ إجراءات على الصعيد الوطني بهدف منع دخول الأراضي الفرنسية للشخصيات اللبنانية المتورطة في العرقلة السياسية والفساد. نحتفظ بالحق في اتخاذ تدابير إضافية إذا استمر التعطيل. ولقد بدأنا مناقشات مع شركائنا الأوروبيين حول التدابير المتاحة للاتحاد الأوروبي لزيادة الضغط من أجل الخروج من الأزمة. فالوزير موجود حالياً في لبنان ليعبّر، كما قال، عن رسالة حزم كبيرة للقادة السياسيين ورسالة تضامن كامل مع اللبنانيين”.