جعجع: ما نعيشه اليوم وضع اصطناعي بحكم تركيبة سياسية قوامها التيار الوطني الحر وحزب الله ولن تبقى موجودة!
أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “الهدف الأول والأخير يبقى الإنقاذ، لأن من دونه سيتواصل الانهيار الذي وصل إلى حدود غير مسبوقة في لبنان، فضلا عن خطورته، في حال استمراره، على الوضع برمته، ومن هنا ضرورة التفكير بأمر أوحد هو الإنقاذ: إنقاذ لبنان من الانهيار الشامل، وإنقاذ اللبنانيين من المجاعة والفقر، ولا نرى سبيلا لهذا الإنقاذ سوى من خلال الانتخابات النيابية المبكرة، لأن تأليف الحكومة مع الفريق الحاكم يعني البقاء في دوامة الفشل نفسها، لأن هذا الفريق أوصل البلد إلى الكارثة بسبب سياساته الداخلية والخارجية، ويستحيل إخراج لبنان من وضعه الكارثي قبل إخراج الفريق الحاكم من السلطة.
وشدد، في مقابلة أجراها معه موقع “MENANEWS”، على أن “الحل الوحيد يكمن في تغيير ميزان القوى في الحكم عن طريق إعادة إنتاج السلطة برمتها، بدءا من مجلس النواب وصولا إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة”.
ورأى أن “تغيير الدستور في لبنان مسألة معقدة وصعبة للغاية ومن يظنّ ان بإمكانه تحقيقها من باب ميزان القوى، فهو واهم، ولو كان هذا الكلام صحيحا فلماذا لم يبدِّل أو يعدِّل الطرف الأقوى الدستور؟ لأنه بكل بساطة غير قادر على ذلك، لأن اي تغيير يستدعي التوافق والتفاهم ولا يتم بالقوة. فيمكن للفريق الذي يستقوي بالسلاح والخارج ان يفرض سياسة أمر واقع مثلا عن طريق مصادرة قرار الدولة الاستراتيجي، ولكنه لا يستطيع ان يذهب أبعد من ذلك، وبالتالي هذا الأمر غير مطروح، ومشاريع الغلبة لا تعمر ولا تمر في لبنان ومصيرها مهما طال الوقت الفشل”.
ولفت إلى انه “من غير المقبول ان يبقى الوضع اللبناني متأرجحا بين حروب باردة وأخرى ساخنة، فيما المطلوب أن يتحول إلى بلد طبيعي كأي بلد في هذا العالم، وهذا ما نسعى للوصول إليه، لأنه من غير المسموح ان يبقى الشعب اللبناني في قلق وجودي على مصيره وحاضره ومستقبله، فيما نقطة ارتكاز الاستقرار الثابت تكمن في قيام دولة فعلية ممسكة بالقرار الاستراتيجي في البلد ويعود لها وحدها المرجعية في قراري السلم والحرب”.
وقال: “لا يمكن للبنان ان يعيش من دون حياد والوضع المأسوي الحالي هو نتيجة الخروج عن الحياد الذي يشكل العمود الفقري للاستقرار، بدليل انه في كل مرة سقط فيها الحياد سقط الاستقرار، ومن دون حياد سيبقى لبنان، ليس فقط مسرحاً للسياسات والأجندات الخارجية، إنما منقسّم من الداخل، لأنّ كل من يتوسّل الخارج سيعمل على توظيفه في الداخل في سياق سياسة الغلبة، وما زال لبنان يعيش منذ العام 1969 فصول التدخلات الخارجية التي يتبدّل فيها اللاعبون، ولكن النتيجة واحدة وهي غياب الدولة والاستقرار، ومن هنا يرتقي الحياد إلى مَصاف السيادة والعيش المشترك”.
وأوضح انه “ضد حكومات الوحدة الوطنية وقد شاركنا فيها اضطرارا انطلاقا من الثقة التي أولتنا إياها الناس في الانتخابات النيابية، ولانه لم تكن تؤلف حكومات خارج الوحدة الوطنية، فيما ثبت بالتجربة والملموس ان هذه الحكومات غير فاعلة وتولد مشلولة، وكنا أول من طالب في 2 أيلول 2019 في اللقاء الحواري الذي عقد في القصر الجمهوري بالذهاب إلى حكومة اختصاصيين مستقلين، ولن نقبل من الآن فصاعدا إلا ان تكون الحكومات ذات توجه واضح، لأن حكومات المتاريس كما كانت عليه غير منتجة، والمطلوب الانتقال إلى الحكومات المتجانسة”.
وذكّر جعجع بان “القوات اللبنانية” طالبت منذ اللحظة الاولى بمبدأ الفصل بين الوزارة والنيابة، وتقدمنا باقتراح قانون لفصل النيابة عن الوزارة، لأننا على قناعة تامة بان الفصل بين السلطات ضروري من أجل فعاليتها وإنتاجيتها، فضلا عن ان الاحتراف يستدعي التخصص، والتوفيق بين الوزارة والنيابة سينعكس تقصيرا وإهمالا على المستويين النيابي والوزاري، حيث كل جانب يتطلب تفرغا كاملا، كما ان عمل النائب يختلف عن عمل الوزير، وبالتالي الفصل ضروري من أجل تطوير الممارسة السياسية لما فيه خدمة البلد والناس”.
واعتبر ان “الشأن العام هو كل متكامل سياسي واجتماعي وتشريعي، وان “القوات اللبنانية” تعطي لكل مجال البعد الذي يستحقه، وعدد المؤسسات التي أنشأتها “القوات” على هذا المستوى، وفصّل دور كل منها تحت عنوان وهدف واحد وهو تدعيم المجتمع، لأن القوات اللبنانية التي تناضل في سبيل استعادة السيادة على مساحة الـ10452، تريد ان يبقى المواطن اللبناني متجذرا على امتداد هذه المساحة، وان يكون لديه دولة قانون عصرية وحديثة تجسِّد تطلعات اللبنانيين بمستقبل آمن ومستقر”.
وتوجّه جعجع بكلمة إلى اللبنانيين قائلا: “بالرغم من فداحة الوضع ومأسويته أطلب من الشعب ان يحافظ على أرضه ووطنه وصلابته وإيمانه، وما نعيشه اليوم وضع اصطناعي بحكم تركيبة سياسية قوامها التيار الوطني الحر وحزب الله، ولن تبقى موجودة بعد الفشل الذي أوصلت اليه البلد، والمهم هو الصمود وعدم اليأس، لأنه إذا خسرنا كل العالم ولم نخسر أنفسنا يمكننا أن نستعيد العالم، ولكن إذا ما خسرنا نفسنا فلن نستطيع من استعادة أي شيء، ونحن أكثر حزب على تماس مع الشعب في لبنان ونلمس الانهيار على المستويات كافة، إلا ان هذا الوضع يجب ألا يدفعنا وألا نسمح لهم بدفعنا إلى الإحباط أو الهجرة”.