الإسلام السياسي في ألمانيا والنمسا ـ التحذيرات والتدابير
إعداد وحدة الدراسات والتقارير “3”
المصدر: ECCI
تعد خطورة الإسلام السياسي على أمن أوروبا أخطر من تنظيم داعش والقاعدة ، ويرجع ذلك إلى أن جماعات الإسلام السياسي على اختلاف أنواعها تبنوا سياسات ناعمة لاختراق المجتمع والاقتراب من مؤسسات الدولة. لتقديم أنفسهم على أنهم “ممثلون” للجاليات المسلمة في أوروبا ، ومن ثم لتحقيق مصالح سياسية ونشر أيديولوجيتهم المتطرفة بدلاً من تقديم الخدمات للمجتمعات المسلمة.
تحذيرات الاستخبارات الألمانية لعام 2021
كشف تقرير لهيئة حماية الدستور في ولاية “بادن فورتمبيرغ” الألمانية في 18 فبراير 2021 عن تحذبرات لنوايا الإخوان المسلمين الخفية التي تدير مخططات سرية لزرع الإيديولوجية المتطرفة في عقول الأطفال والمراهقين في جميع الولايات الألمانية. وحذرت هيئة حماية الدستور الألمانية بشدة من الخطر الأكبر على النظام الديمقراطي في ألمانيا الذي يكمن في تأسيس علاقة وثيقة وطويلة الأمد بين المجتمعات الإسلامية وعناصر الإخوان بأي حال من الأحوال.
حذر مكتب مكافحة الجريمة في ألمانيا في 24 مارس 2021 من مخاطر وتهديدت تنظيم الذئاب الرمادية حيث رصد المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة في ألمانيا (24) تهديدا لمنتقدين للحكومة التركية مقيمين في ألمانيا من طرف تنظيم الذئاب الرمادية. وأوضحت وزارة الداخلية الألمانية أن المتضررين من هذه التهديدات من أصول تركية بالدرجة الأولى وساسة من حزب اليسار ومدونون على الإنترنت وصحافيون ومؤلفو كتب وعلماء ونواب وأنصار حزب الشعوب الديمقراطي وأحد رؤساء الجالية الكردية في ألمانيا، وذكرت أن بعضهم تلقى تهديدات متكررة.
أشارت تقديرات جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني (BND) في 13يوليو 2021 إلى أن الخطر الذي يمثله تنظيما “القاعدة” و”داعش” لم يتراجع، حتى بعد مضي ما يقرب من 20 عاماً على هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة. الإسلام السياسي في ألمانيا ـ المخاطر والتهديدات، بقلم بسمة فايد
حذرت هيئة حماية الدستور في 28 أكتوبر2021 بأن ألمانيا تواجه خطراً متزايداً من المتطرفين السياسيين والمجرمين وغيرهم. ويقول رئيس الهيئة “توماس هالدنفانغ” أمام البرلمان الألماني “مستوى التهديد الذي تتعرض له ألمانيا من الإرهاب والتطرف والتجسس، خصوصاً الهجمات الإلكترونية، لا يزال مرتفعاً للغاية ومتزايداً”.
القوانين والإجراءات في النمسا وألمانيا لعام 2021
دعم للاتحادات الإسلامية والمساجد في ألمانيا: دعا ” شتيفان كرامر” رئيس المكتب الإقليمي لحماية الدستور في 3 فبراير 2021 في ولاية “تورينغن الألمانية”، إلى تعزيز دعم الدولة للاتحادات الإسلامية والمساجد في ألمانيا في إطار مكافحة التطرف الإسلاموي. وأضاف “طالما أننا لا نجعل ذلك ممكنا، فلن يكون لدينا شريك على الجانب الآخر، ولن يمكننا تعزيز هياكل جديرة بالاهتمام أيضا، ما يدفع الجاليات (الإسلامية) إلى الحصول على الدعم المالي من مكان آخر”. واقع الإسلام السياسي في أوروبا 2020
خريطة الإسلام السياسي في النمسا: كشفت ” سوزان راب” وزيرة الاندماج النمساوية في 29 مايو 2021 “خريطة الإسلام السياسي”. كانت راب قد كشفت عن خريطة تتضمن أسماء (623 ) مسجداً ومؤسسة مسلمة في النمسا، تتضمن معلومات وخلفيات عن كل مؤسسة وارتباطاتها ووضعها القانوني، وتفاصيل حول موقعها وأرقام الاتصال وغيرها. وتضمنت الخريطة دعوة عامة “للكشف” عن معلومات حول أشخاص أو جمعيات مسلمة في النمسا.
قانون جديد لمحاربةالتطرف في النمسا: أقر المجلس الوطني في النمسا في 8 يوليو 2021 قانونا جديدا لمكافحة الإرهاب والتطرف يستهدف تعزيز جهود الدولة لحظر نشاطات التنظيمات الإرهابية وملاحقة مموليها. تتيح التشريعات الجديدة تغليظ العقوبات على البيئات الحاضنة للمتطرفين وتسهل عملية مراقبتهم وكذلك مراقبة خطاب الكراهية والتشدد الديني واستغلال شبكة الانترنت في هذه الأغراض.
الجمعيات والجماعات التي تم حظرها في ألمانيا والنمساعام 2021
جماعة “توحيد برلين” ألمانيا
“منظمة أنصار الدولية” ألمانيا
منظمة “دبليو دبليو آر-هيلب”. ألمانيا
اللجنة الصومالية للمعلومات والمشورة في دارمشتات وهيسين ألمانيا
حزب الله في النمسا
“عائلة ألمانية لبنانية” ألمانيا
“الناس من أجل الناس” ألمانيا
“أعط السلام” ألمانيا
حركة حماس ـ الرموز والشعارات ألمانيا
الإخوان المسلمين في النمسا
جماعة “توحيد برلين” : أكدت إدارة الشؤون الداخلية بمجلس بلدية برلين وفقا لـ” mc-doualiya” في25 فبراير 2021 حظرنشاط جماعة “توحيد برلين” الجهادية السلفية. حيث تشيد الجماعة بقتال تنظيم “داعش” على الإنترنت ودعت لقتل اليهود ووتورطت الجماعة بصلات بـ”أنيس العمري”. ويقول بيان مجلس الشيوخ الألماني إن أعضاء بالجماعة غير المسجلة كانوا يجتمعون بانتظام في المتنزهات والمنازل الخاصة لنشر فكر الجماعة عبر الإنترنت وتوزيع منشورات في الأماكن العامة.
منظمة أنصار الدولية: حظرت الحكومة الألمانية وفقا لـ”صحيفة الشرق الأوسط” في 5 مايو 2021 منظمة “أنصار الدولية” والعديد من المنظمات التابعة لها وتم إرجاع الحظر إلى أن المنظمة تجمع الأموال بنية تحويلها إلى الجماعات الإرهابية في الخارج، وتحديداً جبهة النصرة في سوريا، وحركة “حماس” الفلسطينية، وحركة الشباب في الصومال.ويقول “ستيف التر” المتحدثة باس وزارة الداخلية الألمانية إن “الشبكة تمول الإرهاب حول العالم بالتبرعات التي تجمعها”. ونقلت “التر” عن “فورست زيهوفر” وزير الداخلية الالماني القول: “إذا كنت تريد محاربة الإرهاب، فعليك تجفيف منابع تمويله”.وشملت وزارة الداخلية بالحظر وفقا لـ”mc-doualiya”ما مجموعه (9) منظمات فرعية لجمعية “أنصار الدولية” لاسيما اللجنة الصومالية للمعلومات والمشورة في دارمشتات وهيسين ومنظمة “دبليو دبليو آر-هيلب”.
حزب الله اللبناني في النمسا: حظرت السلطات النمساوية أنشطة حزب الله اللبناني وفقا لـ”سكاي نيوز عربية” في 14 مايو 2021، بجناحيه السياسي والعسكري وأكد “ألكسندر شالنبرغ” وزير الخارجية النمساوي إن “هذه الخطوة تعكس واقع الجماعة نفسها التي لا تميز بين الذراع العسكرية والسياسية”.
جمعيات تابعة لحزب الله في ألمانيا: أعلنت وزارة الداخلية الألمانية وفقا لـ”DW” في 19 مايو 2021 عن حظر (3) جمعيات بعد أن توصلت إلى أنها جمعت أموالاً لحزب الله. وأكدت الداخلية إن نشاط هذه الجمعيات “يتعارض مع فكرة التفافهم بين الشعوب”. والجمعيات هم”عائلة ألمانية لبنانية””الناس من أجل الناس” “أعط السلام”. وبحسب بيانات الوزارة، فإن الجمعيات الثلاث المحظورة قامت بجمع تبرعات لصالح ما وصفته بـ “أسر شهداء” من حزب الله ورعايتهم
رموز وشعارات حركة حماس: أقر البرلمان الألماني حظر استخدام أعلام ورموز حركة حماس في ألمانيا في 25 يونيو 2021 ، منعاً لتشجيع الخطاب المتطرف والحث على العنف.
الإخوان المسلمون في النمسا: حظر البرلمان النمساوي في 13 يوليو 2021 جماعة الإخوان ومنعهم من ممارسة أي عمل سياسي في البلاد. يأتي ذلك ضمن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها النمسا لمكافحة الإرهاب، والتي تتمثل في إقرار قانون جديد يستهدف تعزيز جهود الدولة لحظر أنشطة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان، وبذلك تكون النمسا هي أول دولة أوروبية تحظر هذا التنظيم الإرهابي.
التقرب إلى الأحزاب السياسية
تسعى جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا للتقرب إلى الأحزاب السياسية الألمانية لتحقيق أجندتها وتوسيع النفوذ. ويأتي في مقدمة الأجزاب حزبي “الخضر” و”اليسار” في ألمانيا. يقول ” هايكو هاينش” الكاتب والباحث المتخصص في شؤون الإخوان ، أن هجمات أحزاب اليسار المتكررة على التنظيمات المتطرفة مؤخرا “تعكس بداية مرحلة جديدة في مكافحة الإسلام السياسي في ألمانيا”. وتابع هاينش أن “تنظيمات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها الإخوان، كانت تحتمي بمواقف أحزاب اليسار، وتستغلها في تخفيف الضغوط الواقعة عليها، لكن الوضع تغير الآن، وباتت جميع الأحزاب الألمانية تتخذ مواقف قوية من هذه التنظيمات”.
عُيّنت ثلاث نساء في الفرع الألماني للمجلس الأوروبي للفتوى والبحوث في سبتمبر 2020، ومن أبرز الجمعيات النسائية في ألمانيا “مركز الاجتماعات والتدريب للمرأة المسلمة”. يتلقى “مركز الاجتماعات والتدريب للمرأة المسلمة” ومقره كولونيا التمويل من مصادر مختلفة، ويحظى بدعمٍ سياسي واسع النطاق وتذهب آراء إلى اعتبار أن الجماعة تعين النساء في هذه المناصب لتلبي وتتناغم مع التوقعات المتصوَّرة لصانعي القرار السياسي الأوروبيين في ما يتعلق بتمكين المرأة.
التقييم
لاتزال هناك مشكلة لدي الحكومات الأوروبية بشكل عام في التعامل مع ملف الإسلام السياسي والجماعات المتطرفة. ومازال العديد من الدول ترصد وتتابع هذا الملف لحين اتخاذ القرار. دون إدراج تلك الجماعات على قوائم التنظيمات المتطرفة حتى الأن
واجهت الحكومات الأوروبية لاسيما الحكومة الألمانيا والنمساوية انتقادات حادة بسبب التقصيرفي التصدي للجماعات المتطرفة والجمعيات والمراكز والمنظمات المرتبطة بهم رغم المخاطر التي رصدتها الأجهزة الاستخباراتية، ماددفع حكومات البلدين باتخاذ إجراءات وتدابير صارمة.
أتاحت القوانين التشريعات كذلك الإجراءات التي أقرتها النمسا وألمانيا تشديد العقوبات على البيئات الحاضنة للجماعات المتطرفة وتسهل عملية المرافبة لاسيما مرافبة خطابات الكراهية والتطرف على واستغلال شبكة الانترنت في هذه الأغراض.
بات من المتوقع خلال الفترة المقبلة أن تتخذ السلطات الحكومية في النمسا ,ألمانيا مزيد من الإجراءات لمكافحة التطرف. عبر تتبع تلك الجماعات وفرض مزيدا من الحظر على المنظمات والجمعيات المتصله بهم.