زيارة باسيل إلى موسكو محكومة بالفشل سلفا؟
مصباح العلي-لبنان24
لا يدخل إعتبار فشل زيارة جبران باسيل إلى موسكو قبل حدوثها من باب “الحرتقة السياسية ” بقدر وجود وقائع لا يمكن تجاوزها و القفز فوقها أبرزها إعتبار لبنان “دولة فاشلة” بطريقة غير معلنة.
في المقاربة الديبلوماسية، لا يمكن الركون إلى المواقف الحادة التي يطلقها فريق بوتين بحق إدارة بايدن و إعتبارها مؤشرا على رغبة الطرفين بالنزاع المباشر فوق رقعة جغرافية بالغة الدقة لكلا الطرفين. ويؤكد الجانب الروسي على أن التجاذب الحاصل مع الولايات المتحدة لا يمس الحوض الشرقي للبحر المتوسط، والتنسيق في حدوده الدنيا حول الازمة السورية خير دليل.
انطلاقا من ذلك ، عمدت موسكو إلى مواكبة تدحرج الوضع اللبناني عبر اتصالات مع فرنسا وأميركا ودول الخليج العربي كما إيران، واتخذت القرار بفتح قنوات حوار مع الأطراف اللبنانية ، وهذا لا يعني تعديل سياسة موسكو بعدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية ربطا بالدور المؤثر والفاعل في سوريا كما كان يراهن بعض القوى محليا.
لذلك ، لا يمكن إعتبار البحث مع حزب الله بالملفات الاقليمية ومستقبل دوره العسكري والأمني تحديدا بكونه محاولة روسية للعب دور مباشر لحل الازمة اللبنانية ، باستثناء محاولة محاصرة النيران اللبنانية المشتعلة والحؤول دون امتدادها برا و بحرا.
بموازاة ذلك، يسعى جبران باسيل إلى توظيف الدعوة الروسية على الطريقة اللبنانية لناحية محاولة تعويم نفسه عبر الترويج لكسر الحصار وفتح باب العزلة الدولية بعد العقوبات الاميركية عليه و في ظل تصاعد اللوم الفرنسي واستعداد الاتحاد الاوروبي لفرض عقوبات على افرقاء سياسين من ضمنهم باسيل.
فبالتالي لا يمكن تسجيل إنجاز ديبلوماسي عبر اجتماعات موسكو فيما المستجدات المتسارعة تلقي بلبنان في أسفل القعر و تضعه بمصاف الدول الفاشلة والسلطات الجائرة العاجزة عن إدارة شؤون بلدها. وما يزيد من الطين بلة فضيحة فلتان المعابر و طغيان التهريب على أنواعه ما اوصد أبواب الخليج بوجه اللبنانيين.