المير “خالد” ~ جاع ما باع
SNAA TV
راي حر …على ذمة الراوي
.عكاز الأمير خالد شهاب وسيارة سليمان فرنجية
في ارشيف الحكام في بلدنا الكثير من النوادر والقصص التي حدثت، تصلح ان تكون عبر ودروس لما يسمى حكام بلدنا اليوم، الذين اكلوا اموال الشعب وازدادوا طغيانا فوق طغيان، هم ونسائهم وعيالهم بالجملة، وزع قبل فترة على وسائل التواصل الاجتماعي قصة رئيس الحكومة الأسبق الامير خالد شهاب؛ ونظرا لاهميتها وحقيقتها نعيد نشرها لاخذ العبر والاستفادة؛ علّها توقظ بعض الضمائر … واليكم ما حصل (حقيقة)…
بداية سبعينيات القرن المنصرم، تقدّم نائب عاليه “منير أبو فاضل” *بإقتراح قانون يرمي إلى إعطاء رؤساء الجمهورية والمجالس النيابية والحكومات والنواب السابقين تعويضات* بعدما كانت تردّدت أخبار عن سوء الأحوال الإجتماعية للمسؤولين السابقين وعيالهم آنذاك.. أقرّ الأقتراح في مجلس النواب وأحيل إلى رئيس الجمهورية “سليمان فرنجية” فتمهّل في توقيعه *معتبرًا أنه يرتّب أعباءً مالية كبيرة على الخزينة.* وبحسب ما أخبر الوزير “خليل أبو حمد” وقبيل “عيد الإستقلال”، صودف أن كان الرئيس فرنجية يقف مع بعض المدعوين على شرفة الطابق الأول في “قصر بعبدا” قبل مباشرة أستقبال المهنئين، لفت نظر رئيس الجمهورية سيارة إجرة عادية تتوقّف في الباحة وينزل منها رجل عجوز يتّكئ على عكّاز. سأل الرئيس “فرنجية” عنه فقالوا له إنه *رئيس الحكومة السابق الأمير “خالد شهاب”.* طلب الرئيس “فرنجية” من الوزير “أبو حمد” معرفة *إن كانت سيارة الأمير “خالد شهاب” مقطوعة أو خربانة حتى وصل في سيارة تكسي ؟* صافح الوزير “أبو حمد” الأمير “خالد شهاب” وسأله : *لماذا حضرت في سيارة أجرة ؟* ردّ ببساطة : أن لا أملك سيارة ولا قدرة لدي على الإنفاق عليها.. بعد أن عرف الرئيس “فرنجية” بالجواب، أشار إلى أحد مرافقيه بدفع إجرة السيارة العمومية التي أقلّت الأمير “خالد شهاب” وصرفها وتحضير إحدى سيارات المراسم.. عندما همّ الأمير “خالد شهاب” بالإنصراف اد أستفقد السيارة العمومية فقيل له إنها صرفت. فسأل : *من حاسب السائق لكي أحاسبه ؟ فلم يُفد.*
بعد لحظات دعاه مرافق الرئيس “فرنجية” للصعود في السيارة الرئاسية لتوصيله إلى منزله في الناصرة.
وبعد أنتهاء مراسم إستقبال المهنئين، دخل الرئيس “سليمان فرنجية” إلى مكتبه *وأخرج قانون التعويضات ووقّعه.* وكان عُرف عن الأمير “خالد شهاب” *تحبيذه التوجّه إلى مكتبه بالترامواي توفيرًا على خزينة الدولة نفقات إنتقاله سواء في رئاسة مجلس النواب أو رئاسة الحكومة.* وهناك مقولة مشهورة عن الأمير “خالد شهاب” تقول : *المير “خالد” جاع وما باع*. فما قصّة هذا المثل ؟.. كان الأمير “خالد شهاب” يملك أراضي في “فلسطين” رفض بيعها لليهود بالرغم من حاجته الماسة للمال وعدم تمكّنه من الوصول إليها أو إستغلالها وبقي يحتفظ بصكوكها حتى وفاته. من هنا أتى هذا المثل : *جاع وما باع*. الأمير “خالد شهاب” ترأّس برلمان 1935 و3 حكومات في أعوام 1936 و1938 و1952 وأنتخب نائبًا عن محافظة الجنوب كما عيّن وزيرًا عدة مرات وتسلّم وزارات المال والخارجية والمغتربين والعدل والتربية الوطنية والفنون الجميلة والتجارة والصناعة والبرق والبريد والهاتف والزراعة والداخلية والدفاع الوطني والأشغال العامة والنقل.. وبعد كلّ تلك الفترة الطويلة من المشاركة في الحكم , *لم يكن قادرًا أن يقتني سيارة* وتوفي في 7 تموز 1978 رحمه الله ورحم الله أمثاله من الشرفاء..
هذه القصة تبين المقارنة بين *شرفاء الأمس ولصوص اليوم*
يرحم زمن الشرفاء
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع