مايسترو النشاز ملك التعطيل
يكاد لا يمر على اللبنانيين أسبوع أو أسبوعان من دون أن يطل عليهم جبران باسيل في مونولوغ، مرّة من “ميرنا الشالوحي” ومرة من دارة اللقلوق ومرّة من الرابية، ومرة من رحم المعاناة ليزيد المغص والتقلّصات لا ليقدّم ما يسهّل الولادة والفَرَج.
إنه كائن سياسي معجون بالكراهية والطموح الإنتحاري والعناد والإنفصال عن الواقع في أسطع تجلياته. كلما ضاق أفق “التلميذ المجتهد”، الأستاذ بالشعبوية، يفتح جراب الكردي، وتاريخ الحروب اللبنانية الشفوية، ويروح يفتح القبور وينكأ الجراح لشدّ عصب جمهوره و”حرسه” المنتشين اليوم بأداء القاضية الأسطورية غادة عون. فيلهي الناس، في سياق الرد على سمير جعجع، بقصة الصليب المشطوب، من دون أن يكلّف خاطره ويسأل وزيره القواتي القديم بيار رفّول، عن هذا الصليب المقدّس، الذي يشرّف حامليه. أو يمارس شيئاً من بهلوانياته السياسية لتطيير ملف ترسيم الحدود البحرية من خلال رمي اقتراح يعلم سلفاً أنه لن يمر، أو يناصر القضاة الأوادم أي العونيين حصراً، على القضاة الزعران، أو يركب موجة المطالبين بتحقيق دولي في انفجار المرفأ، والذي اعتُبِر مضيعة للوقت، أو يوغل في التعمية على موضوع تشكيل حكومة المهمة صاباً كل سمومه على شريك التسوية الرئاسية سعد الحريري المساهم بإيصال بعض نواب “لبنان القوي” إلى الندوة البرلمانية في دوائر بيروت الثانية وزحلة والكورة والزهراني… وإذا ما استمر “مايسترو” النشاز السياسي في مساره التصعيدي، فقد تزم كتلته في خلال أشهر ليستقر العدد في ربيع السنة المقبلة على سبعة نواب إلّا ربعاً.
كان يفترض أن تنهي الحكومة الجديدة مهمتها في 6 أشهر، وها قد انقضت 6 أشهر على التكليف وحتى الساعة لا رأي معللاً بالتشكيلة التي قدمها الحريري في 9 كانون الأول من العام الماضي ولا توقيع ولا تسهيل من باسيل.
يفكر باسيل 6 أيام في الأسبوع، وفي اليوم السابع يطل، بلوكه الشبابي، على المشاهدين بمونولوغ يتّسم كل مرة بكمّ من الطروحات المُشبعة بكمية من السموم وبطاقة هائلة على توليد السلبيات ومراكمة الأعداء وتيئيس عموم المواطنين وتهشيل القادرين على حزم متاع الهجرة وشراء بطاقة سفر”وان واي” إلى المجهول.
الإيجابية الوحيدة للتلميذ المهفهف أنه يملأ الفراغ، بين مسلسل ومسلسل، بعرض أسبوعي مجاني. وبقدر ما ينظّف “برسيل” يفعل باسيل العكس.