مزيداً من الثقة وأملاً…بعد يأس.
سعدات بهجت عمر
يا شعبنا الفلسطيني العظيم اقترب الليل والنار في أبوابه، إن حيوية إنساننا الفلسطيني هي التي أشعلت الثورة، ولم تكن تلك الثورة لتتم وتنطلق دون ظهور الآثار المتنوعة المتناقضة والمؤتلفة، وهذه هي عناصر الحياة التي تفترق وتلتقي وتتشابك وتتعارض وتصطرع وتتفاعل وتنسجم وتتصافى وهذا سر الزمان. كل شهيد لأجل فلسطين وضع روحه في يد ربه، واليأس يذهب أمام أشعة الأمل، ولِيُلْقِ العالم بثقله، ولينهض أعداء فلسطين وشعبها فإن الخوف قد فارق النفوس لأن شعبنا يضع أمله في الله لا في غيره، ويتراءى له نبي الإسراء والمعراج في أرض القداسة لِيُعْلَنَ اقتراب الليل والنار في أبوابه. تلك هي الحقيقة ولا رياء ومراء فيها، وهناك سور كظلام يمسك باليد وفتن لها رائحة تُقَطّعْ. إن هذه الملاحظات لا تُنتقص بأي شكل من الأشكال فيجري مجراها في أعمال طيبة بقدر ما على الشجر من ورق، وما في الصحراء! من حبات الرمال، ومن قطرات الغيث التي تغلي الدماء في العروق، ومن محيٍ فلسطينيٍٍ لا ينضب لأنه ينبع من الإيمان بَمُدُّهم بإكسير لا ينتهي يعيش على نفسه، ويستمد النشاط والحيوية من المصاعب والأخطاء والماَسي، ويمزق أستار الظلام، ويشق طريق المجهول وسط المحال ويجدد المحبة والإنسانية في داخله كل يوم بدمه المراق على طريق ومذبح الحرية، وهذا ما يكون إلا بعد دروس ومراس وجهاد طويل وتضحيات وتضحيات ومحن تتطلّب التحمُّل والصبر وتجارب واسعة وقادة قادرين حيث تمر سنة وراء سنة بتحدياتها الشرسة ومؤامراتها الخطرة. مؤامرات شروط الاستسلام على شعبنا وأمتنا تلك الشروط الصهيو-أمريكية وصمة عار وذل لاجيالنا المقبلة تحت أعقاب الغزاة المستعمرين الحديدية ونير وسيطرة خططهم وأطماعهم التوسعية الإمبريالية الصهيونية الهمجية فلسفة حكماء صهيون وما يردده السلف والخلف من بن غوريون إلى نتنياهو. ليس مهماً ما يقوله الأغيار. المهم ما يفعله من يُسمَّوْنَ باليهود والحرب خدعة والخدعة تأتي عن دراية وعلم، وشعبنا الفلسطيني هو شعب المعجزة المستمرة سيبقى مُوحَّداً ومعاً كتفاً إلى كتف وساعداً إلى ساعد حتى أسوار القدس ففلسطيننا لا تتسع لإثنين، المعركة واقعة ولكنها معركة الصبر المستنير كمعركة الكرامة. معركة شد النواجذ على الأصابع، المعركة معركتنا إنساننا الفلسطيني متشبث بأرضه أما اليهودي فهو مُستعمِر قادم إلى الأرض لاحتلالها واستعمارها، والتعبير الأكثر دقة هم مجرورون بسلاسل إلى أرضنا مربوطين بها بالأوتاد، هذا القياس ليس مجرد مسألة فنية تتحقق بمجرد النوايا. إنها مسألة سياسية وحضارية بصورة منهجية وموضوعية. أما مسيرة الإنقسام والإنشقاق فالإنسان الفلسطيني هنا بيان سياسي لا على أنه إنسان.