الحدث

ديبلوماسية روسية ترد على نظرية الغرب.. «بوتين حامي الشيعة»

     اللواء

 

تحطمت توقعات الدعاية الغربية حول فقدان روسيا للأصدقاء في الشرق الأوسط بسبب الأزمة السورية، على أرض الواقع.

فقد تحدثت ماريا خودينسكايا-غولينشيفا، كبيرة مستشاري إدارة تخطيط السياسة الخارجية بوزارة الخارجية الروسية، البروفيسورة (الأستاذة) بمعهد موسكو للعلاقات الدولية، خلال مناقشة عامة حول موضوع “روسيا في الشرق الأوسط: صياغة الاستراتيجية” التي نظمها معهد الاستشراق التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، والمجلس الروسي للشؤون الدولية.

وفي مداخلتها أثناء حديثها عن المعالم الرئيسية للأزمة السورية، استدعت الدبلوماسية الروسية المقال الذي نشر بعنوان: “بوتين، حامي الشيعة” (بالإنجليزية: بوتين- بطل الشيعة (Putin, champion of the Shias)) في مجلة The Economist البريطانية في أكتوبر 2015. هذه المقالة وغيرها العديد من المقالات الأخرى التي نشرت في ذلك الوقت، وفقًا لخودنسكايا-غولنيشيفا، تكشف دونية وخلل الدعاية الغربية، وتركيزها فقط على التشهير ببلدنا وتقديم سياستها على أنها أحادية الجانب، تهدف إلى دعم بعض اللاعبين على حساب العلاقات مع الآخرين (اقرأ – التعاون مع إيران من أجل إبقاء حكومة ب. الأسد في السلطة).

وقالت الدبلوماسية: “في هذه المقالة ومواد أخرى مماثلة قُدمت استنتاجات بعيدة المدى مفادها أن روسيا، كما يقولون، تفقد الأصدقاء في الشرق الأوسط. وكانت المقصودة في المقام هنا هي ممالك دول الخليج”.

كما وصفت خودينسكايا-غولنيشيفا سياسة روسيا في الشرق الأوسط بأنها ذات توجه وطني ومتعددة الاتجاهات وواقعية ومنفتحة. واقترحت تقييم مدى معقولية التقديرات والتوقعات الغربية ومقارنتها بالواقع المعاصر. ولفتت الدبلوماسية الانتباه إلى أن العملية العسكرية للقوات الجوية الفضائية الروسية في سورية، والتي بدأت نهاية سبتمبر 2015، لم تؤد إلى تدهور العلاقات مع الدول العربية. وشددت بالقول: “على العكس، منذ ذلك الحين، وعلى الرغم من توقعات الكارهين، وصلت العلاقات الثنائية الروسية مع دول الخليج العربي إلى مستوى استراتيجي مختلف تمامًا”. على وجه الخصوص، مع الإمارات والسعودية وقطر.

ولفتت الدبلوماسية الانتباه إلى استعداد الدبلوماسيين الروس للحوار مع جميع أطراف الصراع. وبفضل ذلك، وفقًا لخودينسكايا-غولنيشيفا، فإن روسيا تشارك في جميع الصيغ، الهادفة لحل الأزمة في الجمهورية العربية السورية، دون استثناء.

كما سردت البروفيسورة بعض منصات وصيغ التفاوض، بما في ذلك المجموعة الدولية لدعم سوريا وفرق العمل التابعة لها بشأن وقف إطلاق النار والوصول الإنساني، وصيغة أستانا، ومجموعة العمل السورية، التي تم إنشاؤها في عام 2012. هذا بالإضافة إلى وضعية العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي. وقالت: “علاوة على ذلك، تتفاعل روسيا بشأن سوريا مع جميع اللاعبين على الإطلاق دون استثناء. سياستنا ليست براغماتية فحسب، بل هي غير مؤدلجة. وبهذا المعنى، نحن بالطبع في وضع فريد. أعتقد أنه لا أحد أخر لديه هذه المزايا”.

ولفتت المتحدثة الانتباه إلى حقيقة أن إنجاز روسيا للمهام المحددة في سوريا أصبح ممكنًا بفضل المزج بين العمل الدبلوماسي المضنى واستخدام القدرات العسكرية لوزارة الدفاع الروسية لأغراض مكافحة الإرهاب. ووفقًا لكلامها، فإن الحوار النشط مع بعض دول المنطقة مكّن من القضاء على (أي النقل تحت سيطرة الحكومة السورية) ثلاث من أربع من مناطق خفض التصعيد التي جرى إنشاؤها بقرار من صيغة أستانا وهي: الغوطة الشرقية وحماة-حمص وجنوب سوريا.

وبحسب رأي الدبلوماسية، يمكن لروسيا أن تستخدم بفاعلية خبرة التسوية المكتسبة على المسار السوري لحل الأزمات الإقليمية الأخرى، بما في ذلك الصراعات الجارية في ليبيا واليمن.


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى