التحركات الإحتجاجية لن تتحول الى 17 تشرين!
المصدر: JANOUBIYA
هل يمكن للإرتفاع الجنوني لسعر الدولار في السوق السوداء، أن يتحول إلى شرارة لإنطلاقة جديدة وواسعة للإحتجاجات الشعبية على جهنم، التي يكتوون بها معيشيا وطبيا، كما حصل في بداية إنتفاضة 17 تشرين 2019. السؤال يبدو مشروعا في ظل تنامي الإحتجاجات الشعبية منذ أكثر من أسبوعين، وتوسعها بعد أن كانت في البداية مجرد قطع طرقات على مداخل العاصمة وفي المدن الكبرى، إستنكارا لتدهور الوضع المعيشي لتتوسع اليوم ويدخل المحتجون إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ويتعاركون مع الوزير هيكتور الحجار بسبب عدم إقرار البطاقة التمويلية إلى الان، وأيضا قلب صورة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وإزالتها لاحقا. لا يمكن الجزم بالمنحى الذي ستتخذه هذه التحركات، لكنها تحمل رمزية كبيرة، على أبواب إنتخابات نيابية، وفي ظل شلل حكومي مستفحل، وصراعات بين الطبقة السياسية يبدو أنها لن تنتهي قريبا، وهذا ما يوافق عليه الخبير الاستراتيجي العميد نزار عبد القادر الذي يرى ل”جنوبية” أنه “من الضروري جدا أن يتحرك الناس من أجل وقف هذا الاستهتار بلقمة عيشهم و إذلالهم، وشخصيا أرى أنه من المعيب جدا أن تنقل وسائل الاعلام أن الرؤساء الثلاثة إستقلوا يوم عيد الاستقلال سيارة واحدة إلى القصر الجمهوري ، لكن للأسف بعد إجتماعهم لم يتحقق أي خطوة عملية تعيد الحياة إلى الحكومة والدولة ككل”. من الضروري أن يتحرك الناس من أجل وقف هذا الاستهتار بلقمة عيشهم و إذلالهم يضيف:”الدولة والاقتصاد معطل كليا والمافيات متحكمة بالبلد والشعب اللبناني ساكت، أين هي الثورة التي وعدونا بأنها “ستطيح بكلن يعني كلن”؟”، معتبرا أن هناك “تقاعسا من قبل الشعب اللبناني في الدفاع عن حقوقه، وشخصيا أتمنى أن تعود الثورة إلى جذوتها، لأن هذا الوضع غير مقبول وغير ممكن ولا يسمح بالحياة الشريفة للمواطن”، ويشدد على أن “هذا الامر نلمسه يوميا في ملف الادوية والطبابة والغذاء، فإلى متى يمكن للشعب اللبناني أن يتحمل الظلم الذي يقع عليه، والساسة يتلهون بمصالحهم وب “قبع” القاضي طارق البيطار؟”، مذكرا أن “جريمة المرفأ حصدت 217 ضحية وأكثر من 6500 جريحا، وسببت بتهجير 300 الف مواطن من بيروت، في الوقت أن هناك جهات سياسية تطالب بإلغاء العدالة ووقف التحقيق بحريمة العصر”. الشعب اللبناني يتقاعس في الدفاع عن حقوقه يؤكد عبد القادر أنه “من الضروري أن يتحرك الناس دفاعا عن لقمة عيشهم، والحياة في البلد لم تعد تطاق، والكثير من الشعب اللبناني لو إستطاع الهجرة لما تردد في ذلك، وليبقى البلد للقوى السياسية وأتباعهم وللمافيات”، ولكنه في المقابل “لا يتوقع أن تكبر التحركات الشعبية، لكي تتحول إلى كرة ثلج وهبّة شعبية على غرار ما حصل في 17 تشرين، ولكن هذه التحركات ضرورية وإلا فإننا شعب خنوع ويقبل بالذل والمهانة”.