تحقيقات - ملفات

انفراجات متأرجحة على خط التشكيلة… والانظار تترّقب زيارة ماكرون الى السعودية

صونيا رزق-الديار

الحريري في بيروت خلال ساعات فهل يزور قصر بعبدا ويتخطى «اللطشات» السياسية؟

في ظل القطيعة الحاصلة والتوتر المتواصل بين المعنيين بالتشكيلة، وخصوصاً بين بعبدا وبيت الوسط و«اللطشات» المتبادلة، وآخرها ما قاله رئيس الجمهورية ميشال عون يوم السبت في بكركي، «بأنّ خروج التشكيلة الى العلن تنتظر عودة الرئيس المكلف من الخارج»، مردّداً العبارة المذكورة مرتين، وهذا يعني انه من الصعب تخطيّ كل هذا، إلا من خلال بروتوكول التهنئة بعيد الفصح، علّ هذه التهنئة تكسر الجليد المتراكم جرّاء التناحر والشروط المتبادلة.

لكن ثمة تفاؤل حذر يدور في الافق الحكومي، وفق ما يشير مصدر سياسي مطلّع على ما يجري في هذا الاطار، ويقول لـ«الديار»: «مَن تابع كلمة الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في خطابه الأخير الهادئ، يستوحي هذا التفاؤل خصوصاً مع عبارته «علينا وضع الخلافات جانباً لتشكيل الحكومة»، مما يشير الى سير الاتجاه نحو تشكيل حكومة من 24 وزيراً، من دون ثلث معطّل لأي فريق، أي انّ مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، تلوح في الافق، معتبراً أنّ فك العقد اليوم يعود الى التهديد بالعقوبات الاوروبية، الذي اطلقه المسؤولون الفرنسيون ضد معرقلي التشكيلة، إضافة الى العقوبات الاميركية المرتقبة، ما دفع بالمعنيّين الى الموافقة على تسوية الـ 24 وزيراً. انطلاقاً من هنا، بدأت المرونة تظهر فجأة في مواقف المتناحرين، على امل ان يخرج الدخان الابيض قريباً جداً، ويبشر بولادة الحكومة المنتظرة منذ سبعة اشهر، لكن المصدر المذكور يعوّل ايضاً وبقوة على نتائج الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي الى السعودية، والتي سبقها اتصال ماكرون بوليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث لم يغب ملف لبنان عن محادثات الطرفين، فضلاً عن تهدئة ديبلوماسية يقوم بها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، الذي بدأ نوعاً ما بفتح أسوار الرياض المغلقة في وجه لبنان، على أثر التوتر في العلاقات الذي كان قائماً بقوة، لكن اللقاءات التي اجراها البخاري مع عدد من المرجعيات السياسية في لبنان، كسرت الجليد بعض الشيء، فيما تبقى الانظار شاخصة بقوة الى نتائج الزيارة الفرنسية الى المملكة، التي تؤكد دائماً عدم تدخلها في الداخل اللبناني، لكنها بالتأكيد تحرص على استقراره .

الى ذلك يترّقب الجميع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري في الساعات المقبلة الى بيروت، وفي هذا الاطار يلفت المصدر المذكور الى إمكانية ارتفاع حظوظ التأليف، في انتظار تكثيف الاتصالات والوساطات، لإزالة التشّنجات السائدة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، لإعادة تحريك الملف الحكومي، لكن هذه المرة بزخم اقوى، مشيراً الى انّ ترطيب الاجواء مطلوب قبل حصول اللقاء الثنائي في بعبدا، وإلا سيبقى التوتر سيّد الموقف ولن نصل الى نتيجة. ونقل عن مصادر الصرح البطريركي أنّ التوافق شبه تام على عدد الوزراء أي 24، وهذا ما جرى التداول به خلال لقاء الرئيس ميشال عون بالبطريرك الماروني بشارة الراعي يوم السبت، حيث طالب الاخير بالتسريع بالتشكيلة لان الوضع لم يعد يحتمل ابداً.

وعلى خط آخر، كرّرت مصادر تيار المستقبل لـ«الديار»، أنّ الحريري لا يزال يشدّد على المعايير التي حدّدها سابقاً، في ما يخص عملية التأليف، أي وزراء اختصاصيين مستقلين وغير حزبيين، قادرين على تنفيذ الاصلاحات الاقتصادية المطلوبة، بغياب الثلث المعطل لأي فريق، مع التأكيد النهائي وللمرة الاخيرة، أن لا اعتذار مهما كانت الاسباب او محاولات البعض استفزاز الرئيس المكلف، فهو باق باق باق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى