غضب الشعب لن يرحمكم أيها الحكّام
اندريه قصاص-لبنان24
يبدأ اليوم أسبوع الآلام لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي وصولًا إلى يوم الجمعة العظيمة فعيد القيامة، على أمل أن يكون بداية لنهاية درب الجلجلة لوطننا المعذّب، وأن تكون القيامة قريبة، إذ لا بدّ في النهاية من أن يطلع الفجر بعد ليل مظلم.
وعلى هذا الأمل يعيش اللبناني يومياته المنغصّة بعد توالي الأخبار عن الإرتفاعات الجنونية لأسعار السلع الإستهلاكية، وخاصة تلك التي تدخل في حيز إنشغالات ستات البيوت هذه الأيام تحضيرًا للعيد بما يتوافر من حلويات ستقتصر هذه السنة على “حواضر البيت”.
فكيفما إتجهت وأينما حللت تسمع الحديث نفسه. مجمع السمنة أصبح بهذا السعر، وكيلو الجوز والفستق والتمر بمئات ألوف الليرات غير المتوافرة، بعدما فقدت الليرة قيمتها الشرائية، إذ بات يحتاج كل متسّوق إلى شوال من الليرات لكي يستطيع أن يؤّمن حاجته اليومية، مع شدّ محكم للأحزمة وعدم شراء سوى ما هو ضروري وملحّ.
هذه هي حال كل العائلات التي تستعدّ للعيد الكبير، وهذه هي حال كل ربّ عائلة يعجز عن تأمين أدنى متطلبات عائلته، فيما المسؤولون لا يزالون يتجادلون حول “جنس الحكومة”، سواء أكانت من 18 وزيرًا أو من 20 أو 24. وهذا الأمر هو آخر إهتمامات اللبناني، الذي لم يعد يصدّق أي كلمة تخرج من فم أي مسؤول، وهو غير مستعد لأن يلدغ من الجحر مرتين وثلاثة ومئة، لأن الذي يجرّب المجرّب يكون عقله مخرَّبًا أو فيه مسّ.
ما همّ المواطن إذا كانت الحكومة الموعود بها، والتي يعتقد أنها لن “تشيل الزير من البير”، فيها ثلث معطِّل أو نصف زائدًا واحدًا لهذا الفريق أو ذاك الطرف ما دامت النتيجة واحدة، وهي إستمرار معاناته بكل ما فيها من تفاصيل محزنة.
فإذا كانت هذه الحكومة هي خشبة الخلاص، كما يُقال، فأسرعوا وشكّلوها وأريحوا هذا الشعب الذي يقاسي ما لم يقاسه أي شعب آخر، ويُذّل في اليوم الواحد ألف مرّة، وهو الذي خسر “تحويشة” العمر، وقد وضع قرشه الأبيض في المصارف تحسبًا ليومه الأسود، فكانت النتيجة أن خسر كل ما يملكه ولم يبق معه ما يبعد عنه شبح المجاعة، التي لا بدّ آتية في حال إستمرّ هؤلاء المسؤولون بالتصرّف بخفّة ومن دون مسؤولية.
فأمام هؤلاء المسؤولين فرصة أخيرة. هذا ما يقوله الشعب. فإمّا أن يتفقوا على تشكيل حكومة من خارج المنظومة السياسية الحاكمة وإمّا فإن غضب الناس سيكون عظيمًا هذه المرّة، وهو لن يرحم أحدًا.
ما نشهده من حوادث أمنية متفرقة في مختلف المناطق اللبنانية ليس سوى البداية، وهو نتيجة عدم تحمّل المسؤولين لمسؤولياتهم، على غرار ما سمعناه من كلام غير مطمئن ومحبط من وزير الداخلية، الذي “بشّر” الناس بأن أمنهم غير مضمون.
للحديث بقية إذا لم تتشكّل الحكومة قريبًا.