تحذيرات نصرالله من قطع الطرق حرّكت «الاتصالات الرباعية»
علي ضاحي – الديار
الهاجس الامني مرتفع عند الاقطاب الاربعة…
تفشي «كورونا» وتجنب بعض القوى السياسية اللقاءات والاجتماعات والمخالَطة، ولا سيما بين الاحزاب الحليفة، لم يمنعا من تكثيف الاتصالات التي جرت بين حزب الله و «المستقبل»، وحزب الله و «حركة امل»، و «حركة امل» و «المستقبل» وحزب الله و «الاشتراكي»، ولا سيما بعد تحذير الامين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله من خطورة التمادي في قطع الطرق، ولا سيما عزل الجنوب ومحاصرته لجر الجنوبيين الى ردة فعل.
وتكشف اوساط بارزة في «الثنائي الشيعي» لـ «الديار»، ان بعد انتهاء اطلالة السيد نصرالله، بدأت عملياً مفاعيل تحذيراته والتي وصلت الى من قرأ «شيفرة التحذير»، حيث تدين المناطق الساحلية من الناعمة الى الدامور وبرجا واقليم الخروب والجية بالولاء السياسي والحزبي لكل من الرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط، ومعروف من يقطع هذه الطرق بالاسم، ولمن ينتمي وما هي اهداف ووجهة هذا العمل.
وتؤكد الاوساط ان الاتصالات الرباعية التي جرت وهي تجري بشكل دوري بين حزب الله و»حركة امل» و»الاشتراكي» و»المستقبل» تهدف الى التهدئة ومنع الفتنة، ولا سيما من بوابة التحريض المذهبي والطائفي وخصوصاً في المناطق المختلطة مذهبياً وطائفياً ولا سيما في بيروت والجبل والشوف، وتشير الى ان الاتصالات على ما يبدو نجحت في منع قطع الطرق، ولا سيما الطريق الساحلي الذي يربط بيروت بصيدا ومنها الى صور.
وتجمع الاوساط ان كل الاطراف حريصة على السلم الاهلي، وعلى منع الفتنة او تحويل المطالب الشعبية الى مطية لتفجير الاوضاع في الشارع، كما اتفق الاطراف الاربعة على ان استعمال الشارع والشارع المضاد يخدم هدف من يريد تفجير الاوضاع وجر الجميع الى ردة فعل امنية والى احتكاكات في الشارع.
وتشير الاوساط، الى ان من فحوى الاتصالات المحلية المكثفة في الايام الماضية، لم يتبدل اي معطى جدي يؤكد ان التعطيل الحكومي المستمر منذ 5 اشهر له نهاية بل على العكس يتوقع ان يستمر الوضع الحكومي على حاله بين عجز في التصريف وفشل في التأليف. لذلك تنحو كل القوى المؤثرة ولا سيما الاقطاب الاربعة: الرئيس نبيه بري، والسيد حسن نصرالله، والرئيس سعد الحريري، والنائب السابق وليد جنبلاط، الى التشديد على التهدئة، والى تحريك الملف الحكومي عبر مبادرات، يتردد انها من صناعة الثنائي بري- جنبلاط. وهي ترتكز على قاعدة الـ3 ثمانات ولا تعطي اي طرف ثلثاً معطلاً وتنص على إعطاء كل وزير حقيبة بينما يبقى رئيس الحكومة ونائبه بلا حقائب.
ووفق الاوساط لم تنجح هذه المبادرة بغض النظر عن ابوتها في رفع العدد من 18 الى 24 عند الحريري، ولم تلق قبولاً عنده كونه يعتبر ان التنازل عن رقم 18 هو انتصار للرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل وانكسار سياسي له، بينما يرى عون وباسيل ان التمسك بصيغة 18 وزيراً وتسمية الحريري للوزراء المسيحيين واصراره على ثقة كتلة باسيل معناه كسر التيار وتهميشه.
وتؤكد الاوساط ان تحرك جنبلاط ومبادرته تجاه قصر بعبدا وبوساطة الصديق المشترك النائب فريد البستاني ، هاجسه الاساسي الملف الامني وهدفه الاساس تحصين امن الجبل ومنع الفتنة مع المسيحيين و»التيار» في الجبل على غرار التهدئة مع الشيعة والسنة، ويرى جنبلاط ان التسوية الحكومية مفتاح لتشكيل الحكومة، مهما كان العدد والنوع وتشكيل الحكومة، سيكون مفتاح الاستقرار وتهدئة الاوضاع وبداية حل الازمة المالية والاقتصادية.