قراءة في زيارة السفير السعودي لعون
– اولاً: السفارة السعودية تعتبر انها تلبي دعوة بروتوكولية اتت من رئيس الجمهورية اللبنانية وهي غير معنية بالدخول في الحسابات السياسية اللبنانية سواء الاشتباك مع طرف داخلي ضد طرف آخر او في الاجتماع العاصف الذي حصل بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.
– ثانياً: السفير السعودي حرص على ان لا تستغل زيارته الى قصر بعبدا، فتقصّد البخاري قراءة رسالة مكتوبة من منصة القصر الجمهوري بمضمون واضح له علاقة بثوابت لبنانية او بالاحرى ثوابت 14 آذار، رغم ان هذه الحركة لم تعد قائمة. حيث اكد البخاري على القرارات الدولية وتحديداً 1559 و1680 ، وهذا امر مهم ومتقدم.
ويذكر ان قرار 1680 صدر في 17 ايار 2006 والذي يشجع سوريا على احترام سيادة لبنان وسلامته الاقليمية واستقلاله السياسي. كما تطرأ البخاري في كلمته الى اتفاق الطائف كمرتكز اساسي، وبذلك اراد القول ان اي محاولة لاستبداله او اسقاطه امر مرفوض، وبالتالي، وجّه السفير السعودي كلاماً واضحاً مفاده ان اي حكومة اذا تبنت مضمون رسالته في بيانها الوزاري عندها ستكون السعودية داعمة لها.
في المقابل، هناك من يعتبر ان العهد تقصّد في هذا التوقيت بالذات دعوة السفير السعودي كي لا يتحوّل الاشتباك السياسي بينه وبين الحريري الى حدث متواصل ومستمر، خصوصاً بعد ان نجح الحريري للمرة الاولى باظهار ان بعبدا هي المسؤولة عن التعطيل. وبالتالي، اليوم لم يعد الحديث عن الخلاف بين عون والحريري، بل عن زيارة السفير السعودي للرئيس ميشال عون. وعليه تمكّن الرئيس عون من احراج الحريري وسدد تسديدة متينة على هذا المستوى.