الحدث

وكأنّه يوم المباراة النهائية من بطولة كأس الحكومة..

ميار برجاويإعلامية

إمّا تتويج البلد بها والانتقال تدريجياً إلى مرحلة متدرّجة الإستقرار، وإمّا الخسارة والفلتان.

كلّ منّا أمسى محلّلاً على قدر معلوماته ومتابعاته، وعلى قدر ولاءاته وقناعاته.

تحليلات تتفاوت بين التفاؤل والتشاؤم والتشاؤل والتحامل، إلا أنّ القاسم المشترك بينها جميعها هاجس الفلتان.

لم أكن بهذا القدر من التشاؤم كما الأمس، لحظة سمعت مقابلة وزير الداخلية ينعى الأمن في البلاد لكثرة الجرائم المتفلتة، معبّراً، أن التعامل معالإرهاب أسهل”..مطالباً كل مواطن أن يصبح خفير نفسه!

ملتُ بكامل اشمئزازي قبالة أبي الذي مُني بدوره بالأمس بحصّة من السرقة، تمثّلت بنشل أحد أولاد الحلال بطارية مَركبة لديه لا يزال في طور تقسيطها بالدولار منذ ما قبل الأزمة، ويُعادل ثمن ما سُرِق راتبه شهرين بأقل تقدير بالعملة المحلية..هزأتُ منه:”الحق عليك..كان لازم تكون خفير حالك وبطاريتك”..

نعم أبي، وكلّ ضحيّة مثله، يغدو المُقصِّر، المُذنب، ما كان عليه أن يُغمِض جفنيه بعد يوم عمل شاق، ليعمل ناطوراً يحرسنا في عتم ليلٍ يستغلّه المجرمون، وربّما المحرومون، لسرقة عرق جبين الناس، فيما قصور الساسة الفاسدين، حتى المجرمون أنفسهم يخشونها كما يخشاها قطّاع الطرق.

أكثر وزارة معنية بحمايتنا تطالبنا بحماية أنفسنا! هو صريح فما بيد الأمن حيلة، وعليه لنتوقّع أن تُسرق منّاالحيلة والفتيلة”.

لا أدري ما هي لوازم مهنة الخفير، هل عليّ أن أُركّب عيوناً خلفيّة وعلى جانبي لأُبصر الخطر الداهم! وإن وقعت الواقعة كيف أردُّ، أأرتكبُ جريمة بحق المُجرم حمايةً لنفسي ولبطاقة هويّتي وهاتفي وملاليم في جيبي، كما حال سائر المواطنين اليوم، وتصبح الجريمة بالجريمة والجاني بالمجني عليه!

جرائم نشل وقتل مروّعة نسمعها، بعضها مُضحك حدّ العزاء، كسرقة مسجدٍ طالعتني بها صديقتي، وبعضها مُقلق حدّ الرعب كسماعي حالات إحتيال، ينتحل عبرها مجرمون صفات أمنية كما المعلومات، لمباغتة المنازل وتصفيتها من بقايا نبض وليرات.

نحن أمام معضلة أمنيّة ومأساة إنسانية، كل مواطن منّا خفير نفسه..طالما الخفر (الخجل) الأمني في خبر كان!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى