أمريكا وصناعة الإرهاب.. هنا تبدأ واشنطن والرياض في الارتعاش.
كتب: محمد أبو زيد
إذا كان الهدف الاستراتيجي لأمريكا في المنطقة هو السيطرة المباشرة على مصادر الطاقة، فإنها حاولت تحقيق هذا الهدف عبر رعاية رأس الحربة الإستعمارية في المنطقة .. “إسرائيل” التي جمعت الدول العربية في مرحلة – واثارت المقاومة المسلحة في مرحلة تالية – ووجهت بالرفض الشعبي، خاصة في مصر، في كل المراحل.
– حاولت أمريكا السيطرة المباشرة عبر غزو العراق في 2003 ونجحت في حل الجيش العراقي، وفي السيطرة المباشرة المؤقتة على النفط، وسعت لتأمين إسرائيل من الجهة الشرقية .
ولكنها خرجت بدرس.. أن العمل العسكري المباشر باهظ التكاليف خاصة من وجهة نظر الشعب الامريكي.. فتحولت الي الحل البديل الذي اعلنت عنه كوندي ليزا رايس في بيروت 2006 ..الشرق الاوسط الجديد أي بلقنة الدول العربية بتحويلها الي دويلات على اسس دينية وطائفية كما فعلت في افغانستان ..
– تفتيت الدول العربية يتم عن طريق خلق ميليشيات عسكرية متناحرة تسندها أمريكا وتمولها السعودية وقطر ..
– هذه الميليشيات وجدت في الثقافة الدينية السائدة ( عبر سنوات من قهر الانظمة العربية للثقافة العلمية ) مرتعا خصبا لتشكيلها تحت راية دينية وطائفية.
– تمت تقوية هذه الميليشيات سعياً لإسقاط النظام والدولة السورية معا ولكن النظام السوري وكثير من الارضية الشعبية ومساندة حزب الله تمكن من المقاومة رغم التدخل الامريكي والصهيوني والخليجي المباشر وغير المباشر ..
– في خضم الفوضي العارمة التي خلفها الاحتلال الامريكي للعراق، وفي غياب جيش عراقي حقيقي، وبدء استكمال مقومات دولة مستقلة للأكراد في شمال العراق …برزت، على اساس ثقافة دينية سلفية، ميليشيات عسكرية ذات توجه ديني ومنها ما سمي بداعش التي رحبت امريكا بتكوينه وعهدت الي السعودية وقطر بأمر تمويله وبدأ يستخدم أساسا لاسقاط الدولة السورية.
ومع الصعوبات التي واجهت ذلك بدأ يعمل في فوضي الوضع السياسي الذي خلفه الأمريكي في العراق : رافعا الشعار السني، ضد حكومة تنحاز للشيعة، في وسط عشائر سنيه، وبقايا جيش صدام حسين وبما تحت أيديهم من أسلحة : فيبرز تنظيم داعش الذي لا يعلن سياسة تكوين ولايات تقطع اوصال الدولة وإنما يعلن سياسة هدفها تحقيق دولة اسلامية في شكل الخلافة تضم، عبر السلاح، الدول القائمة التي تعتبر العائق في سبيل تحقيق الدولة الاسلامية ..
– ومع عجز داعش النسبي في سوريا، ينجح في اكتساح القوة العسكرية الهزيلة للحكومة العراقية وفي عملية الازاحة يكاد يسيطر على مناطق النفط في شمال العراق ويمكن الحكومة الكردية من السيطرة على البعض منها ..
– تشجع امريكا والسعودية وقطر في المرحلة الاولى داعش الذي يجد في المنطقة العربية ارضية ثقافية دينية شبه داعشية ساعد تنظيم الاخوان المسلمين عبر تاريخه في ترويجها ( امة واحدة ودولة خلافة واحدة )
– وبإزدياد قوة داعش والأخطر مع سيطرتها على مناطق نفطية، وبدء استخراجه وتسويقه تصل الايرادات البترولية الدولارية الي نغانيش داعش ويبدأ ساحر العصر، رأس المال النقدي، في ان يهيج من طموحاتها، ويصبح شعار الدولة الاسلامية ممثلا لهدف حقيقي، يتحقق عبر السيطرة على النفط لا مجرد شعار للاطاحة بنظام او لابتزاز اصحاب رأس المال الريعي في المنطقة ..
هنا تبدأ أمريكا والسعودية في الارتعاش ..
المصدر: محمد أبو زيد