الشركات الإسرائيليّة في مرمى القراصنة.. والكيان الصهيونيّ يفشل في حمايتها
الوقت_ اعتدنا كل شهرين أو أكثر، أن نسمع أخبار اختراق الشركات التابعة للعدو الصهيونيّ الباغي، وبعد أشهر قليلة على اختراق شركة التأمينات الصهيونيّة “شيربيت” وقرصنة خوادمها من قبل مجموعة “بلاك شادو”، وحصولها على معلومات خطيرة وإضرارها بشكل كبير بالموقع الإلكترونيّ للشركة، وسرقة معلومات شخصيّة لمئات الآلاف من زبائنها، وقبل يومين كشفت هيئة البث العبريّة “مكان”، أنّ مجموعة القراصنة المعروفة “بلاك شادو”، قامت بتطبيق تهديداتها عقب رفض الشركة دفع فدية بقيمة عشر عملات “بيتكوين” الرقميّة، وسربت معلومات شخصيّة عن زبائن لشركة “كي إل إس كابيتال” الصهيونيّة، موضحة أنّ من بين ما تم تسريبه، صور لبطاقات هويّة وائتمان تابعة لبعض الزبائن.
يظّن الكيان الصهيونيّ نفسه لاعباً قويّاً في مجال الحرب الإلكترونيّة التي تشكل جزءاً أساسيّاً من “قوته الناعمة” ضد الدول الرافضة لاحتلاله، لكن هذه السمعة التي تحاول تل أبيب إلصاقها بنفسها تشوهت بشدة بسبب الاختراقات المتتاليّة، وبالأخص بعد إعلان اختراق شركة التأمين المعروفة “شيربيت” قبل بضعة أشهر، والتي فازت قبل مدة بمناقصة لتأمين سيارات خاصة لموظفي الدولة ووزارة حكوميّة، وفيها عدد كبير من الذين يخدمون في الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة التابعة للعدو.
وكالعادة، تحاول وسائل إعلام العدو التخفيف من هول الصدمة، حيث أشارت شركة “كي إل إس كابيتال” إلى أنّ رفضها التفاوض مع ما أسمتها “الجهات المعادية” للعدو الغاصب للأرض العربيّة، زاعمة أنّه من غير المعقول أن يتم تحويل أموال ربما تستخدم لتمويل نشاطات وصفتها بـ “الإرهابيّة”، وادعت الشركة أنّها تواصل التحقيق في الحادثة بالتعاون مع الجهات المختصة، وذلك في مسعى للحد من الأضرار الكبيرة التي ستلحق بزبائنها.
في الوقت ذاته، تشكل “الحرب الناعمة” خطورة على العدو، لا تقل عن الحرب العسكريّة، وتشير تقديرات المختصين في الكيان الصهيونيّ، إلى أن جميع معلومات الشركة والتفاصيل الشخصية عن جميع الزبائن قد تسربت في إطار هذا الهجوم، وبينها تفاصيل تراخيص سيارات وأرقام هويات وبطاقات ائتمان وتقارير ماليّة، وكشوف عن صناديق ومخصصات توفير للزبائن، ومن بينهم من يخدمون في الوزارات ومؤسسات الدولة والأجهزة الأمنيّة والاستخباراتيّة.
وقد اعتدنا على رفض الشركات الإسرائيليّة دفع مبالغ لمنع تسريب القراصنة معلومات مستخدميها، وفي وقت سابق رفضت “شيربيت” دفع فدية قيمتها 4 ملايين دولار بواسطة العملة الرقمية “بيتكوين”، رغم التهديدات الخطيرة الصادرة عن مجموعة “بلاك شادو” للشركة، ببيع كامل المعلومات الشخصيّة لعملائها، لجهات أو دول يعتبرها الكيان معادية له، وبعد انقضاء المهلة ورفض الشركة الإسرائيليّة تنفيذ أوامر القراصنة، قاموا بنشر قرابة 2000 وثيقة تضم مئات البطاقات الشخصيّة، والتفاصيل المهمة لبعض الزبائن، إضافة إلى قسائم أجور عمل، وتقارير ماليّة خاصة بالشركة.
وتتحدث بعض التقارير الإعلاميّة أنّ مجموعة القرصنة التي تخترق الأنظمة الصهيونيّة تضم إسرائيليين فيها، فيما تشترك كل استنتاجات الجهات التابعة للعدو إلى أنّ اختراق خوادم شركاته ينضوي تحت ما يسميه “أهدافاً استراتيجيّة” ضد الكيان الغاشم، ولا تقف وراءه دوافع ماليّة فقط كما في الظاهر، وفق زعمه.
وفي هذا الشأن، تقوم مجموعة القراصنة بنشر الكثير من الوثائق الخاصة والشخصيّة من المخزون المسروق، من ضمنها رسائل تم تحويلها إلى الشركات الإسرائيّلية عبر أجهزة الفاكس، علماً بأن حجم الملفات الإلكترونيّة المسروقة من خوادم شركة “شيربيت” يقدر بألف غيغابايت وهو رقم ضخم جداً ويدل على حجم المعلومات الكبير الذي أصبح لدى المخترقين من الشركة التي تستحوذ على قرابة 3% من التأمينات في كيان الاحتلال، مع رأس مال يقدر بنحو 90 مليون دولار وأرباح سنوية تقدر بحوالي 10 ملايين دولار، وفق تقارير الشركة لعام 2019 والتي نشرتها مواقع إخباريّة.
ومع كل اختراق لأيّ شركة صهيونيّة، تزعم ما تسمى “وحدة السايبر” التابعة للكيان الصهيونيّ المستبد، أنّ مجموعة القراصنة لم تتمكن من الوصول إلى قاعدة البيانات الخاصة بالزبائن، وأنّ المعلومات التي بحوزتهم ليست ذات قيمة كبيرة، وبالتالي لن يتم بيعها، بينما يحذر خبراء الحماية الإلكترونيّة من أن معلومات وتفاصيل الزبائن سلعة مطلوبة بين مجرمي الإنترنت الذين يستخدمونها للتسلل إلى حسابات العملاء على منصات مختلفة، ولإنشاء حسابات مزيفة، حيث سيتعرض الكثير من الزبائن للأذى بعد أن عهدوا بمعلوماتهم الأكثر سريّة إلى شركات العدو لكنها فشلت في حمايتها.
والخطير في الأمر، أنّ استخدام المعلومات الشخصيّة لزبائن الشركات الإسرائيليّة للوصول إلى حسابات متعددة عبر الإنترنت وكأنها حقيقية، يمكن المرء من محاولة بيع أشياء لزبائن ممن تسربت تفاصيلهم ومعلوماتهم الشخصية أو حتى ابتزازهم، والأسوأ من ذلك، أن بعض المعلومات هي رصيد لمنظمات إرهابيّة معادية أو وكالات استخبارات.
في النهاية، يعكس الاختراق الكبير لشركة “كي إل إس كابيتال” فشل الكيان الصهيونيّ في إحباط الهجمات الإلكترونيّة التي يتعرض لها، رغم امتلاكه الوحدة رقم 8200 والتي تعد من أخطر الوحدات لدى قوات العدو، وتعمل تحت مظلة جهاز المخابرات الداخليّة أو ما يطلق عليه ”الشاباك”، وهي المسؤولة عن قيادة الحرب الإلكترونيّة وجمع المعلومات الاستخباريّة، وتقوم دائماً بتجنيد عدد كبير من الشباب ليشكلوا أكبر جيش الكترونيّ لنشر الفكر الصهيونيّ والتوغل في أعماق العالم العربيّ والإسلاميّ وتسميم ثقافة وفكر الشعوب وضرب قيمهم الأخلاقيّة والإنسانيّة والعقائديّة، وهم يعملون بهدوء على بث الفتن وترويج الإشاعات واستهداف الناشطين والمثقفين وتأجيج الفتن المذهبيّة والدينيّة.