وفد حزب الله في الخارجية الروسية: لسنا من يعطل تشكيل الحكومة!…
سفير الشمال-غسان ريفي
كل المعطيات تشير الى أن زيارة وفد حزب الله برئاسة النائب محمد رعد الى موسكو ليست إبنة وقتها، بل هي دعوة سابقة كانت القيادة الروسية وجهتها للحزب للبحث في شؤون المنطقة، وحالت ظروف دون إتمامها الى أن حصلت يوم أمس.
أما وقد وصل وفد الحزب الى العاصمة الروسية، فإن البحث في تأليف الحكومة بات أمرا واقعا نظرا لما يشهده لبنان من إنهيار شامل في كل قطاعاته وخصوصا على الصعيد الاقتصادي وإنهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار، وفي ظل دعوات العالم أجمع الى المسؤولين اللبنانيين لتشكيل حكومة.
في الدقائق الأربعين التي إستغرقها الوفد في إجتماعه مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، حضرت ملفات المنطقة من اليمن الى سوريا حيث أعلن النائب محمد رعد أن وجهات النظر كانت متطابقة وقد تم الاكتفاء بالاشارات ولم يكن هناك حاجة للغوص بالتفاصيل.
وقد جاء ذلك، بناء لتفهم القيادة الروسية لطبيعة وجود حزب الله في سوريا والقائم بالتنسيق مع الحكومة السورية، فضلا عن تلاقي رغبة الحزب والروس بعودة النازحين الى بلدهم، لا سيما أولئك المتواجدين في المخيمات التي يرى الحزب ضرورة لتفكيكها كونها يمكن أن تشكل بيئة حاضنة لخلايا يمكن أن تقوم بعمليات أمنية.
أما فيما يتعلق باليمن فإن القيادة الروسية وحزب الله باتا على قناعة بضرورة تسريع التسوية التي يعمل الوزير لافروف عليها وكانت محور زيارته الى الخليج، حيث تقضي بتطبيع العلاقات الخليجية مع سوريا وفتح السفارات في دمشق، وعودة سوريا الى جامعة الدول العربية، والعمل على التخفيف من مفاعيل قانون قيصر، على أن يتم وقف الحرب في اليمن وفقا للقاعدة اللبنانية “لا غالب ولا مغلوب”، مع الحفاظ على دور السعودية كحاضنة عربية لجميع الدول.
على الصعيد اللبناني تشير المعلومات الى أن الملف تم عرضه في شقين الأول بحث في الخطوط العريضة مع لافروف والثاني غوص في التفاصيل مع مساعده ميخائيل بوغدانوف، حيث أكد وفد حزب الله أننا لسنا من يعطل تشكيل الحكومة في لبنان ولسنا من يضع العراقيل، كما شدد على رفض مبدأ سحب التكليف من الرئيس سعد الحريري وإعادة الثقة الى الحكومة المستقيلة، وهو أي الحزب يتمسك بالحريري لرئاسة الحكومة لكن في الوقت نفسه لا يستطيع الضغط على رئيس الجمهورية ميشال عون ولا على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
لذلك يشير وفد الحزب الى أن السيد حسن نصرالله أمسك العصا من الوسط، وقدم مبادرة تقضي بكسر الرقم 18 لعدد وزراء الحكومة، وبعدم إعطاء الثلث المعطل لأي تيار سياسي بمفرده، لكن هذه المبادرة لم تسلك طريقها الى التنفيذ بفعل الخلاف القائم بين الرئيسين عون والحريري الذي ينتظر ضوءا أخضرا سعوديا يبدو أنه لن يأتي، في ظل إصرار المملكة على عدم تمثيل حزب الله في الحكومة.
المباحثات الروسية مع حزب الله التي تستكمل اليوم في مجلس الدوما الروسي وتنتهي الخميس المقبل، أكدت التناغم القائم بين الطرفين حول كل الملفات التي تم بحثها، وخصوصا لجهة التمسك بالحريري رئيسا للحكومة وعدم إعطاء الثلث المعطل لأي تيار سياسي.
كما أظهرت المباحثات أن الملفين اللبناني والسوري هما في عهدة حزب الله الذي لديه إستقلالية كاملة فيهما بمعزل عن التدخل الايراني، خصوصا أن المعلومات تشير الى أن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف كان أبلغ الوزير لافروف رفض إيران للثلث المعطل في الحكومة اللبنانية ،لكنه أكد في الوقت نفسه أن هذا الأمر مع تفاصيل الوضع السوري يتم بحثهما مع حزب الله حصرا.
ويبدو أن كلام ظريف ساهم في تسريع حصول الزيارة رغم الظروف التي كانت تحول دون إتمامها وفي مقدمتها جائحة كورونا.
وكان وفد حزب الله وصل الى موسكو مساء الأحد حيث إلتقى السفير اللبناني في روسيا شوقي بونصار المرشح لأن يشغل منصبب وزير الخارجية في الحكومة العتيدة.