“حزب الله” في موسكو… معالم الحل ربطاً بملفات المنطقة
خلال اتصاله بعدد من المسؤولين اللبنانيين أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان الوقت ليس مناسباً لأي فريق لان يكسر الفريق الآخر وانه قد آن الاوان لتسوية تذهب باتجاه تشكيل حكومة، وخلال اتصاله وجه دعوة لكل من رئيس الحزب “الاشتراكي” وليد جنبلاط ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية وآخرين لزيارة روسيا، وفيما يرهن جنبلاط الزيارة بموعد الانتهاء من تناول اللقاح ضد كورونا، برز امس خبر زيارة وفد “حزب الله” برئاسة رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد على رأس وفد الى روسيا. وتأتي الزيارة غداة لقاء جمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في ابو ظبي.
وعلى درجة من الاهمية بدا البيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية من ناحية الشكل والمضمون، على المستوى الداخلي اللبناني، والأهم أنه وضع على جدول اعمال حكومة الحريري اذا تشكلت، المشاكل الاقليمية بما فيها “حل الازمة السورية على قاعدة قرار مجلس الامن رقم 2245، لا سيما مسألة عودة اللاجئين السوريين الى ديارهم”.
ويأتي موقف الخارجية هذا مع تسجيل موقف متقدم للديبلوماسية السعودية عبر عنه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في الرياض الذي دعم مساعي التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، قائلاً إن “السعودية تدعم عودة سوريا إلى الجامعة العربية”، ودعا الى مفاوضات بين المعارضة والنظام ويعني ذلك ضمناً تجاوز مسألة اسقاط النظام الى بحث عودة سوريا الى الحضن العربي.
ومن هذا الباب يمكن قراءة دخول روسيا الى الملف اللبناني وفهم ابعاد الزيارة المرتقبة لوفد “حزب الله” الى روسيا، التي لعبت دورها على الساحة السورية ودخلت الى الساحة اللبنانية فتحولت الى ديبلوماسية مبادرة ووجهت دعوة الى “حزب الله” لزيارتها، وهي التي تنظر اليه كحزب تعدى دوره الساحة اللبنانية الى دور اقليمي ودولي تحالفت معه لطرد “داعش” في سوريا والمنطقة، وباستقباله تكون قد عمدت الى تكريس هذا الدور والدخول معه في حوار يؤسس لرسم معالم المرحلة المقبلة ما بين سوريا ولبنان، وقد لاقتها الديبلوماسية السعودية بموقفها الداعم لحل سياسي في سوريا وهو موقف يلتقي مع دعوة الامارات الى عودة سوريا الى حضن الجامعة العربية.
ولا يمكن حصر زيارة “حزب الله” المتوقعة الاثنين المقبل بالملف الحكومي الضيق بقدر ما ستكون بمثابة نافذة لفتح حوار يتعلق بملفات المنطقة من سوريا الى اليمن، بما ينبئ برسم معالم مرحلة جديدة مقبلة في المنطقة. وهي تأتي تلبية لدعوة روسية متفق عليها منذ زمن، والبحث سيتناول العلاقات بين الطرفين، خاصة وان العلاقة بينهما مفتوحة على آفاق التشاور في ظل واقع المنطقة والازمة السورية فضلاً عن الملف الحكومي.
وفيما تأتي الزيارة غداة لقاء لافروف – الحريري، اعتبرت مصادر مطلعة على اجواء “حزب الله” ان لا ترابط بين الزيارة ولقاء الحريري مع لافروف ولو كان هناك ثمة رابط زمني ليس الا. وقالت ان الدعوة كما الزيارة مقررة قبيل اللقاء. وقالت المصادر ان روسيا ارتأت التشاور مع “حزب الله” كقوة اساسية في البلد وان البحث سيشمل ملفات داخلية واقليمية وسيكون بمثابة حوار حول القضايا المطروحة. ومن المقرر ان يلتقي الوفد كبار المسؤولين الروس ويقوم بزيارة الى مجلس الدوما والخارجية والامن القومي.
يفضل “حزب الله” عدم حصر البحث بالملف الحكومي ولو كان سيبحث حكماً لكن التعويل على ان الزيارة وان اتت بعد لقاء الحريري سيليها مباشرة تشكيل حكومة ليس مصيباً، وتوقعت المصادر ان تشكل الزيارة فرصة للحوار ولعرض “حزب الله” وجهة نظره بكل الملفات والقضايا. بالمقابل أكدت مصادر ديبلوماسية روسية ان روسيا منفتحة على الحوار مع كل الافرقاء في لبنان من سياسيين واحزاب وهي تسعى الى بحث امكانية ايجاد حل للازمة والخلافات الداخلية، وهو دور طبيعي اعتادت روسيا على لعبه انطلاقاً من العلاقة التي تربطها مع كل الافرقاء السياسيين في لبنان.