الحدث

جنبلاط لـ”ليبانون ديبايت”: أنه صراع “الفيلة” و”الدببة”

“ليبانون ديبايت” – علي الحسيني

لم تهدأ بعد، “عاصفة” السجال السياسي التي تُسيطر على الأجواء المُمتدة من “حارة حريك” إلى “بكركي” على الرغم من محاولات تلطيف الأجواء عبر بعض الساعين إلى لملمة الإنعكاسات التي طفت خلال اليومين الماضيين على سطح الاحداث في البلاد.

وكانت زيارتا كل من وفدي “الحزب التقدمي الاشتراكي” وحزب “القوّات اللبنانية” إلى الصرح البطريركي، دعماً للمواقف الأخيرة التي أطلقها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خصوصاً في ما يتعلّق بدعوته إلى مؤتمر دولي خاص بلبنان تحت رعاية أممية، قد شكلتا دعماً حزبيّاً وسياسياً لسيد الصرح، بعد حملة الردود التي شُنّت ضده والتي وضعته في مكان ما، في خانة التشكيك واتهامه من حيث يدري أو لا يدري الأخرون، بالسعي إلى تدويل الأزمة في البلاد.

المؤكد، أن مشكلة بكركي ليست مع “حزب الله” ولا مع أشخاص أو جهات سياسية مُحددة أو حزبيّة حتّى، بل مشكلتها مع طاقم سياسي يعجز عن الإتفاق حول تحقيق أدنى مقوّمات الصمود للمواطن في ظل الأوضاع الصعبة الحاصلة، في وقت تتناطح هذه الفئة السياسية في ما بينها، على مُكتسبات سياسية تؤمّن لهم فقط، البقاء في مواقعهم وتدرّ عليهم “نعمة” التوارث من جيل إلى جيل. ومن هذا التخوّف جاء الإستنجاد بالخارج علّه يتمكّن من تحقيق ما عجز عنه الداخل.

في هذا السياق، يؤكد رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، على “دعم تحرّك الراعي وندائه إلى المجتمع الدولي، كي يتذكروا أن هناك كياناً اسمه لبنان.”

ويُتابع جنبلاط: “كفانا نظريات وتشكيك حول التدويل، فمنذ القرار 425 إلى القرار 1701 والقرار المشؤوم 1559، وإلى “باريس 1 و2 و3” إلى “مؤتمر سيدر” وإلى المحادثات التي أُجهضت حول موضوع الثروة النفطية في أكثر من مكان وصولاً إلى “إتفاق الطائف”، فليقولوا لنا ما هي الأمور التي لم يجرتدويلها بعد. ولذلك أعود وأكررّ، كفانا تحليلات حول التدويل”.

ويُشير جنبلاط إلى أن “كل ما يفعله البطريرك الراعي، هو التذكير بأن لا يذهب هذا البلد أو يزول بين صراع الفيلة والدببة”. وعن سؤال “البيك” الشهير “إلى أين” الذي كان طبع مرحلة سياسية سابقة في ما لو أردنا استخدامه اليوم، يطلب جنبلاط إحالة هذا السؤال إلى “الذين يرفضون المساعي والمبادرات ويضعون الشروط التعجيزية حول موضوع تأليف الحكومة.”

هل ما زال وليد “بيك” على دعوته إلى الرئيس المكلف سعد الحريري للإعتذار عن مهمة التشكيل؟ يجيب جنبلاط:” هذا الأمر ليس مطروحاً حالياً”. وعمّا إذا كانت أزمة التشكيل مُرتبطة بالداخل فقط، يجزم بأن “كل شيء مُرتبط بالخارج”.

وفي الوضع الصحي، يوضح جنبلاط بأن ثمّة إشاعة انتشرت خلال الأيام الماضية تتعلّق بتراجع عدد الإصابات بفيروس “كورونا”، موضحاً أن الأمر غير صحيح على الإطلاق وربما تراجعت الأمور نسبيّاً نتيجة الحجر، لكن إيّانا أن نُصدّق بأن هناك تراجعاً حصل والأمل معقود فقط على تلقيح كل الشعب اللبناني واللاجىء السوري والفلسطيني”. ويُضيف جنبلاط : “كُنّا في غنىّ عن قيام بعض النواب بأخذ جرعات اللقاح من خارج المنصّة والأُطر التي وضعاها وزارة الصحة. أمّا بالنسبة إلى رجال الدين، فمع تقديري لهم، إلا أننا نسأل عن تفضيلهم على بقية المواطنين في تلقّي اللقاح”، مُذكّراً بمبدأ فصل الدين عن السياسة.

وعن نوع المُبادرة التي ينتظرها جنبلاط من أجل إخراج لبنان من أزمته، يقول: “لا توجد مبادرات وكل ما يوجد لدينا اليوم هو طرح الرئيس الحريري الذي يُرفض من الدوائر العُليا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى