إتصال يسبق “التيار” إلى بكركي… الراعي: خسرنا كل شيء ولا يمكننا التفرّج
وفد “لقاء سيدة الجبل” و”التجمّع الوطني” و”حركة المبادرة الوطنية” مع البطريرك في بكركي
الكلمة امس كانت لبكركي، وغداً السبت ستكون للأرض، في ضوء المدّ الشعبي المتوقّع، تلبية لدعوات الحشد والتجمّع في الصرح البطريركي، للتأكيد “أنّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يتحرّك على ارض شعبية، وليس متروكاً لوحده”، ولرفض “اي اهانة له او محاولة التهويل عليه”، وهي رسائل يرغب أصحابها بتوجيهها “لمن يهّمه الامر”.
وبالتالي فإن مشهد الارض غداً سيكمّل المشهد السياسي الداعم لمواقف الراعي والتي أكدها مجدداً امس بقوله: “نريد استعادة هويتنا اللبنانية ولسنا في صدد طرح اي شيء جديد. الحياد وجد في بيانات الحكومات التي تعاقبت، بما معناه ان سياسة لبنان الخارجية اعتمدت مبدأ عدم الإنحياز او الحياد او التحييد طيلة هذه الفترة منذ الـ1920 حتى اندلاع الحرب. كان لبنان يعيش الإزدهار والتقدّم مالياً واقتصادياً وثقافياً واليوم خسرنا كل شيء بعد ابتعادنا عن الحياد، او بعدما فرض على لبنان الا يكون حيادياً، ولكن في الواقع لسنا كذلك”.
وأضاف: “دعونا الى المؤتمر الدولي بسبب عدم التفاهم المسيطر على الجو العام في لبنان وهذا امر مؤسف جداً، لا وجود لأي حوار او إتفاق… لذلك وانطلاقاً من كون لبنان عضواً مؤسساً وفاعلاً وملتزماً بمواثيق جامعة الدول العربية والأمم المتحدة هل يمكن تركه يموت امام أعيننا؟”. وقال: “المجتمع الدولي مسؤول وعليه ان يضع يده معنا رسمياً وجدياً. ولكن علينا ان نقول له ما نعاني منه. علينا ان نتحدّث عن معاناتنا انطلاقا من الثوابت الثلاث: وثيقة الوفاق الوطني التي صدرت عن الطائف والتي لم تنفّذ لا نصاً ولا روحاً. ثانياً الدستور وما يعانيه من ثغرات. الدستور يجب ان يكون الطريق الواضحة التي يجب اتباعها. ولكنه موضوع جانباً وهذا غير مقبول لأنه يجب ملء ثغراته. اما السبب الثالث فهو الميثاق الوطني الذي جدّده اتفاق الطائف وهو ميثاق العيش معاً. لبنان هو وطننا النهائي ويجب ان نعيش فيه معاً مسلمين ومسيحيين. المطلوب اليوم تقديم ورقة واحدة موحّدة للأمم المتحدة تعرض فيها المشاكل التي يرزح تحتها لبنان، وهذا يستدعي ان تضع الأسرة الدولية يدها معنا. انا لا اطلب من أي أجنبي مهما بلغت درجة صداقتنا به رأيه في ايجاد حل لأزمتنا، بل اعرض المشكلة واسأل المساعدة على حلّها”.
كلام الراعي جاء امام وفد من “لقاء سيدة الجبل” و”التجمّع الوطني” و”حركة المبادرة الوطنية”، قدّم اليه مذكّرة أكدت الوقوف معه وخلفه في دعوته إلى الحياد، ومناداته بمؤتمرٍ دولي لإنقاذ لبنان. وسألت: “كيف يُقال إنكم تسعون للحرب والتدويل وتجاوز العقد الوطني، وقد صغتم في عظتكم الأخيرة مطلبكم في جملةٍ هي فَصْلُ الخطاب: “نريدُ مؤتمراً دولياً خاصاً بلبنان، لحمايةِ وثيقةِ وفاقنا الوطني ودولتِنا الواحدة السيِّدة المستقلة. نعم لجبهة وطنية عريضة لتحرير الشرعية، والحياد الإيجابي، والمؤتمر الدولي من أجل الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية من أجل لبنان”.
وقال رئيس “سيدة الجبل” الدكتور فارس سعيد: “اننا بهذا التنوع نؤكد انه ليس هناك حل طائفي لأزمة كل طائفة في لبنان بل هناك حل لبناني لجميع اللبنانيين”. وأكد النائب السابق احمد فتفت ان الموجودين اليوم “يؤمنون بأن ما يقومون به هو عمل وطني وليس سياسياً للبحث عن سلطة او موقع، بقدر ما هو اعلان موقف وطني حيال ما يشهده البلد”. كما كانت زيارة من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم إلى بكركي، متطرقاً إلى جهوده في تشكيل الحكومة.
وزار بكركي وفد من “التيار الوطني الحر” بعد اتصال هاتفي اجراه رئيسه النائب جبران باسيل بالراعي صباح امس. وابدى النائب روجيه عازار للراعي استعداد “التيار” للبحث في أي طرح يعزز الحوار الشامل بين اللبنانيين. وقال: “وضعنا غبطته في تفاصيل ومضمون الكتاب الذي قدمناه الى السفير البابوي ومن خلاله الى قداسة البابا”، وأكد انه “لن ينجح أحد في تصوير أي لقاء أو مراسلة وكأنه موجّه من أحد معيّن ضد أحد”. والتقى الراعي الوفد المؤسس للقاء لبنان المحايد الذي عبر عن تأييده لمواقفه الوطنية.