حسام الدين آشنا: لعودة متزامنة إلى الالتزامات وأيّ بنود جديدة مرفوضة
الصبر الاستراتيجي» لا يعني السكوت، والصمود قد يتحوّل إلى أشياء أخرى
حسام الدين آشنا، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، ورئيس «مركز الدراسات الاستراتيجية لرئاسة الجمهورية»، واحد من الشخصيات النافذة في حكومة روحاني. كما يتمتّع بخلفية أمنية على اعتبار أنه شغل منصب مساعد وزير الأمن إبان ولاية محمد خاتمي الرئاسية، فضلاً عن كونه وجهاً علمياً وأكاديمياً وصاحب مؤلّفات في حقلَي السياسة والثقافة. كلّ ما تقدّم يدفع بخلاصة مفادها أنّ آشنا يعدّ العقل المفكّر لحكومة روحاني. «الأخبار» أجرت مقابلة معه، بالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية، تطرّقت خلالها إلى مختلف القضايا، بما فيها السياسة الخارجية الإيرانية، والصراع مع الولايات المتحدة، ومآلات الاتفاق النووي والقضايا الصاروخية والإقليمية، والتوتّرات مع السعودية، وصولاً إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة
مع مرور 42 عاماً على انتصار الثورة الإسلامية في إيران، يستعيد كثيرون شعار «لا شرقية ولا غربية»، على اعتبار أن علاقات إيران الوثيقة مع روسيا والصين تناقضه. ما هو رأيك؟
– لقد اعتمدت إيران في سياستها الخارجية توجُّهاً متعدّد الأطراف، وذا أوجه عدّة. كنّا نريد علاقات مع الغرب، كما مع الشرق. كما أن شعار لا شرقية ولا غربية لا يعني غياب العلاقة مع كلا الطرفين، بل يعني ألّا يفرضا إرادتهما علينا، وألّا تتمّ التضحية بمصالحنا من أجل مصالحهما. لكن إن اقتضت مصالحنا الوطنية أن نُقيم علاقات أكثر ودّية مع روسيا أو الصين، فهذا شيء آخر. إننا، وروسيا، نمرّ بمشاكل مشتركة على الصعيد الدولي، إحداها المطالب الأميركية المبالَغ فيها. ففي سوريا، تملك إيران وروسيا مصالح واستراتيجية وتكتيكاً مشتركاً، وتتعاونان معاً. وحتى عندما أصبحت مصالح إيران تتقاطع مع أميركا في أفغانستان والعراق، فقد تعاونت معها. وعندما تعارضت مصالحنا مع أميركا في العراق، اصطدمنا بها. وهذا يُظهر أنّ إيران تمسّكت خلال الأعوام الـ42 التي مرّت بمصالحها.
هل ستستمرّ المواجهة بين طهران وواشنطن إلى ما لا نهاية؟ ألا يمكن لإيران الوصول إلى وضع عادي ومستقرّ في العلاقة مع أميركا؟
– يجب أن يتّخذ الأميركيون أنفسهم هذا القرار، فهل يريدون أن يكونوا دولة عادية أم «بلطجية» وقراصنة؟ دائماً ما طُلب من إيران أن تُغيّر سلوكها. وثمّة تصوّر في أميركا أن إيران الصالِحة هي إيران عهد الشاه. وطالما لم يتمّ إصلاح هذا التصوّر، فإن المشاكل بين البلدَين ستستمرّ. يريد الأميركيون أن تكون إيران على غرار دول مثل السعودية والكويت وقطر أو الإمارات. وإن رضخت أميركا لواقع أن إيران قد تغيّرت بفعل الثورة، وأن الثورة جاءت كردٍّ على التدخّلات الأميركية المباشرة على مدى 25 عاماً، إضافة إلى التعويض عن الأضرار والخسائر التي لحقت بإيران، فإن الكثير من الأمور ستتغيّر. شدّ الإيرانيون، طيلة الأعوام الـ42 الماضية، على يد الصداقة التي امتدّت إليهم، وحيثما شعروا بأنّ ثمة طريقاً لمعالجة المسائل، فقد سلكوه، وآخره كان الاتفاق النووي الذي كان مهمّاً لدرجة أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية استخدم عبارة «المرونة البطولية» بشأنه.
بيد أن المطاف انتهى بالاتفاق النووي إلى وضعٍ لم تتوقّعوه. ما هو الحلّ في ظلّ الطريق المسدود الذي وصل إليه؟ وفي وقت سابق، تحدّث وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، عن آلية لتنسيق الإجراءات بين طهران وواشنطن، وجعلها متزامنة مع العودة إلى الالتزامات. إلى أيّ حدٍّ يمكن وضع هذه الفكرة موضع التطبيق؟
– إن موقف السيد ظريف جاء في إطار الاتفاق النووي ولجنة تسوية الخلافات بين أطرافه. كما أن هذا الموقف هو أقصى ما يمكن لإيران عرضه لكي تقبل بالعودة إلى الالتزامات بشكل متزامن، بينما يقوم الاتحاد الأوروبي بالتحقُّق من ذلك.
تأسيساً على جدول زمني محدّد؟
– نعم. وفقاً لجدول زمني محدّد قابل للتأكّد والتحقُّق منه. وليست ثمّة حاجة إلى وساطة، كما أن إضافة أطراف أخرى أو مواضيع أخرى إلى الاتفاق النووي لا تحظى بتأييد إيران.
ألا يؤدّي تنفيذ مشروع البرلمان الإيراني القاضي بوقف التطبيق الطوعي للبروتوكول الإضافي إلى تصاعد حدّة التوتّر؟
– إيران ليست المذنبة في اندلاع هذا التوتّر. إن ترامب هو الذي أثاره، وقامت طهران بضبط سلوكها على إيقاع التصرّفات الأميركية. فلا ينبغي علينا أن نترجّى أميركا لكي تعود إلى الاتفاق النووي، كما أنها لا تعود إلى الاتفاق من خلال التمنّي والترجّي.
لكن لنفترض أن أميركا عادت إلى الاتفاق، فإن أرادت إضافة بنود أخرى، هل ستقبل إيران بذلك؟
– إن كانت إيران تريد القبول بالتزامات جديدة، لكانت توصّلت إلى اتفاق مع ترامب، ولم تكن هناك حاجة للصبر والانتظار لقدوم شخصٍ آخر إلى البيت الأبيض.
هل من المرجّح أن تُجرى محادثات في شأن القضايا الصاروخية والإقليمية؟
حتماً. شريطة أن توضع جميع القضايا العسكرية والتسليحية في المنطقة على طاولة المحادثات، لا الموضوع الإيراني فحسب. لقد بلغت مشتريات مختلف دول المنطقة من الأسلحة أرقاماً طائلة، وعندما نتطرّق إلى التوازن العسكري، فإن الأرقام تتحدّث عن نفسها. وإن قامت دولة ما بإنفاق عشرة أمثال دولة أخرى على السلاح، فلن يكون من الممكن القول إنه يجب تقييد الدولة التي تُنفق عُشر هذه الأرقام. وإن أردتم تقييدها، فإن ذلك يعني أنكم تريدون القضاء عليها، عبر انتزاع إمكانية الدفاع عن نفسها. البلد الذي كلّ أسلحته دفاعية، يختلف عن ذاك الذي كلّ أسلحته هجومية. إن بمقدور إيران الدخول في مفاوضات مع دول المنطقة، ودول من خارج المنطقة، في شأن الوضع الأمني والعسكري للمنطقة.
مع مجيء الرئيس الأميركي جو بايدن، يتحدّث البعض عن توافر فرصة لخفض التوتّرات بين طهران والرياض، ويقال إن اليمن يشكّل نقطة البداية لذلك. فما الخطّة التي قد تعتمدها إيران في هذا المضمار؟
– لقد شكّل اليمن نقطة انطلاق التوتّر بين إيران والسعودية. مع بدء ولاية روحاني الرئاسية، بعث الملك عبد الله رسالة تهنئة إليه، كما شارك ممثّل عن السعودية في مراسم أدائه اليمين الدستورية، ومن ثمّ وُجّهت إليه دعوة لزيارة السعودية وتأدية مراسم العمرة، الأمر الذي أبدى روحاني استعداداً للقيام به. ولو لم يكن موضوع اليمن، لكانت العلاقات بين إيران والسعودية قد شهدت تحوُّلاً كاملاً. الحرب في اليمن تتواصل من دون أيّ نتيجة. وقد قدّمت إيران خطّة من أربع مراحل لتسوية الأزمة هناك، كما أعلنت عن جهوزيّتها للتوسُّط بين اليمنيين، وكذلك بينهم من جهة وبين السعوديين والإماراتيين من جهة أخرى. إن نماذج إحلال السلام التي اتّبعتها إيران في سوريا يمكن لها أن تُطبَّق في اليمن أيضاً. تَنظر إيران إلى العلاقات مع السعودية من منظور أرحب، ألا وهو قضايا المنطقة. تتمثّل رؤيتنا في أن المنطقة، بدلاً من أن تتحوّل إلى ساحة للتنافس المدمّر، يمكن لها أن تكون ساحة للتعاون البنّاء.
يتطلّب التعاون أن تضع الدول حدّاً لتهديداتها الأمنية ضدّ بعضها البعض. هل هناك إمكانية لذلك في ظلّ الأجواء السائدة؟
– إن جزءاً من مشاكل السعودية يتمثّل في أنها كانت تظنّ بأن إدارة ترامب قادرة على الدخول في مواجهة مع إيران لتحجيمها وتقويضها بالنيابة عن الحكومة السعودية. وقد دفعت الرياض لهذا الهدف أموالاً طائلة. بيد أن ذلك العهد قد ولّى. إن توجّه إدارة بايدن، على حدّ علمنا، لا يقوم على القيام بعمل بالنيابة عن السعودية. وأستحضر هنا التصريحات التي أدلى بها الرئيس السابق باراك أوباما في أيامه الأخيرة، حين قال إن على إيران والسعودية أن تُسوّيا المشاكل العالقة بينهما بنفسيهما. رؤيتنا مبنيّة على هذا الأساس. طهران والرياض ليستا بحاجة إلى وسيط من خارج المنطقة لتسوية المشاكل العالقة بينهما. لقد أعلنت إيران صراحة أنها، مثلما هرعت لمساعدة دمشق وبغداد وكركوك وأربيل عندما كانت على وشك السقوط بيد «داعش»، فهي ستهرع لمساعدة الرياض لو تعرّضت لهجوم مماثل، ولو طلبت الحكومة السعودية منّا ذلك. تتوافر اليوم إمكانية أن ندخل في حوار ونتوصّل إلى تفاهم لخفض التوتّرات على أقلّ تقدير في ضوء الفهم المشترك للمشاكل والمقاربات. يراودني شعور بالأمل.
إلى أيّ مدى يمثّل هذا الكلام موقف الدولة ككلّ؟ فقد قال ظريف، أخيراً في إحدى المقابلات، إن دوره في صياغة السياسة الخارجية الإيرانية في المنطقة أقلّ، مقارنة بالمجالات الأخرى. ويذهب كثيرون إلى حدّ القول إن صياغة السياسة الخارجية الإيرانية في المنطقة، ليست بيد الحكومة.
– تتمّ المصادقة على السياسات الأمنية لإيران في المجلس الأعلى للأمن القومي، برئاسة رئيس الجمهورية. وبديهي أن تُعدّ وزارة الخارجية «وسيطاً ومنفّذاً» لا «واضعاً للسياسات» في هذا المجال. بوسع وزارة الخارجية الإدلاء بأفكارها وآرائها في المجلس، وتقديم اقتراحاتها كذلك. لكن الذي يتّخذ القرار في النهاية هو المجلس الأعلى للأمن القومي، ويتعيّن على وزارة الخارجية وبقية المؤسّسات تنفيذ هذا القرار.
حرب اليمن بلا نتيجة، وإمكانية الحوار مع السعودية متوافرة
إن العديد من دول المنطقة، وفي معرض إشارتها إلى شعار «تصدير الثورة» الذي كان يُطلَق خصوصاً في السنوات الأولى من الثورة الإيرانية، اعتبرته محاولة للتدخُّل في شؤونها الداخلية وقلب أنظمة الحكم فيها. يُثار هذا الكلام أيضاً في الوقت الحاضر، فهناك من يقول إن إيران، وعلى خلفية دعمها لـ«الميليشيات»، بصدد تقويض دول المنطقة، وإن الجمهورية الإسلامية هي «ثورة» أكثر منها «دولة». ما رأيك بهذه الانتقادات؟
– يجب الرجوع إلى التاريخ. هل الوجود السوري الذي استمرّ على مدى سنوات في لبنان كان نابعاً من التوجُّه الثوري للحكومة السورية؟ كلا. يمتدّ تاريخ النفوذ السوري في لبنان لعشرات، أو ربّما مئات السنين. ألم يكن لإيران قبل الثورة نفوذٌ لدى الشيعة في لبنان؟ إن هذا النفوذ معمّق. إنّ تاريخ العلاقات بين إيران ولبنان أقدم بكثير من الجمهورية الإسلامية. ولا يمكن تجاهل أثر علماء جبل عامل في لبنان على إيران في العصر الصفَوي، أو الأثر المتبادل لإيران في لبنان. حتى أن شاه إيران أنفق في سبيل دعم لبنان وشيعته. لذلك، فإن رؤية إيران تجاه لبنان كانت تاريخية وثقافية. أمّا العلاقة بين إيران والعراق، فتضرب بجذورها في أعماق التاريخ. إنها علاقة عاطفية وثيقة للغاية، قائمة بين الشعبين الإيراني والعراقي بسبب التشيّع. كما أن أكراد إيران والعراق يعتبرون أنفسهم من عرقية واحدة. وحتى أن سنة العراق لا يُكنّون عداء تاريخياً لإيران، باستثناء حقبةٍ جرى خلالها تأليبهم ضدّ إيران. وبخصوص العلاقة بين إيران واليمن، فهي تعود حتى إلى ما قبل الإسلام. إن العلاقة العاطفية التي يبديها الشيعة الزيدية في اليمن تجاه إيران عريقة للغاية وتتجاوز التطوُّرات الحالية. كذلك، فإنّ نفوذ إيران في آسيا الوسطى والقوقاز أمرّ طبيعي. لقد كانت هذه الدول جزءاً من إيران وانفصلت في ما بعد، ولم يمرّ زمن طويل على انفصالها. كما أن العلاقة بين إيران والبحرين شيء لا يمكن التستّر عليه وإخفاؤه. إن البحرين كانت على أيّ حال، وبشكل ما، جزءاً من إيران وانفصلت عنها في سنوات ليست بعيدة. كذلك، لا يمكن كتمان العلاقة القائمة بين شيعة إيران وشيعة السعودية. إن نفوذ إيران في المنطقة نابع من الجغرافيا والتاريخ والثقافة والموقع الترانزيتي لإيران، وهذا الوضع لا علاقة له البتّة بالجمهورية الإسلامية أو بالشاه. ويمكن القول إن جزءاً من هذه الطاقات يشهد تفعيلاً أكثر، في كلّ حقبة تاريخية. فأن يكون التواصُل الإيراني مع الشيعة بعد الثورة قد تزايد، هو حقيقة لا يمكن إنكارها، لسبب أن دولة شيعية قد تسنّمت زمام الأمور في إيران. وفضلاً عن ذلك، فإن هذه المنطقة، ضمّت في حدّ ذاتها طاقات النضالات المناهضة للاستبداد والاستعمار، وجميع الفصائل والمجموعات التي لها ماضٍ في محاربة الاستبداد والاستعمار، استبشرت خيراً بانتصار الثورة الإسلامية، ووجدت أنه إن كان بالإمكان، الإطاحة بالشاه، فإن الآخرين ليسوا بمأمن من الخطر. لكن لا توجد أدلّة دامغة تبرهِن أن الجمهورية الإسلامية قدّمت دعماً عملياتياً لقلب أنظمة الحكم في المنطقة. وفي المقابل، فإن دولة مثل السعودية، التي تزعم أنها تقود الدول العربية في المنطقة، يمكن تحديد ورصد مدى تدخُّلاتها والأموال التي تنفقها في بلدان المنطقة. وعلى سبيل المثال، فإن إيران لا تشنّ حرباً وتنفّذ مجازر في اليمن اليوم، بل إن السعودية هي التي تعتبر أن اليمن ملك لها.
لقد أعلنت إيران، مراراً وتكراراً، أن على الأميركيين الانسحاب من المنطقة، في حين أن وجودهم جاء بشكل رئيس بطلب رسمي من دول المنطقة التي منحتهم قواعد عسكرية على أراضيها. لذلك، قد تعتبر بعض الدول الموقف الإيراني ضرباً من التدخُّل في قراراتها. كيف تتوقّع طهران أن يُستجاب لمطالبها؟
– نحن لا نُصدر الأوامر لأميركا ودول المنطقة، بل نبيّن توجُّهات سياستنا الخارجية. نحن لا نستسيغ الوجود الأميركي في المنطقة، وفي المنظور الإيراني، فإن المنطقة بحاجة إلى هيكلية أمنية جديدة قائمة على التعاون بين بلدانها. وفي هذه الحالة، ليست ثمّة حاجة لوجود الآخرين فيها. إن كلام طهران يتمثّل في أنه لو قامت بلدان المنطقة بمراجعة سياساتها، سيتّضح لها أنها قامت، خلال هذه السنوات، بتغطية النفقات الأميركية، لا نفقاتها الأمنية.
لقد اعتمدت إيران، خلال السنوات الأخيرة، سياسة «الصبر الاستراتيجي» في مقابل الضغوط الأميركية، وكذلك التهديدات الإسرائيلية، بما فيها الاغتيالات أو مهاجمة المواقع الإيرانية في سوريا. السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل لهذا الصبر حدودٌ، وهل عدم ردّ إيران يعني أنها باتت تعتمد نزعة محافِظة؟
– لقد فُهم «الصبر الاستراتيجي» بصورة خاطئة. إن هذا «الصبر» لا يعني «الانتظار» و«السكوت»، بل يعني «الصمود». هو يعني أنه مهما قصفتم ونفّذتم غارات، فإننا لا نزال باقين وموجودين. أي أنه على الرغم من الضغوط التي مورست ضدّنا، فإننا لم نغادر مواقعنا. الصمود الاستراتيجي في مقابل ضغوط ترامب كان معناه أننا لم نتراجع عن مواقفنا. لكن هل يمكن لهذا الصمود الاستراتيجي أن يتحوّل إلى أشياء أخرى؟ نعم يمكن، والمهمّ أن نكون نحن من يقرّر ذلك.
بعد نحو أربعة أشهر من الآن، ستُجرى الانتخابات الرئاسية، ويرى البعض أن التذمّر والاستياء السائدَين بين الجماهير يؤدّيان إلى انحسار المشاركة. هل يحظى هذا الرأي بالقبول؟
– إن الاحتجاج على الوضع القائم يمكن أن يشكّل أحد أهمّ أسباب تزايد المشاركة، كما يمكن في الوقت ذاته أن يُسهم في إيجاد حالة من الإحباط. حدَث هذا الشيء في أواخر ولاية أحمدي نجاد الرئاسية، لقد كان الاستياء كبيراً، لكن بما أن الأمل بالتغيير كان قائماً، فقد أسهم في مشاركة واسعة للجماهير في الانتخابات. وفي الرئاسيات المقبلة، إن كان ثمّة أملٌ في تحسّن الظروف، فمن المتوقّع أن ترتفع نسبة مشاركة الشعب.
هل ترحّب حكومة روحاني بترشّح أشخاص مثل أحمدي نجاد؟
– كلّ الذين لهم سجلّ وتاريخ في البلاد لهم الحق بتبيان هذا السجل والتاريخ، وعرضهما على النقاش والبحث. إنّي شخصياً أدافع عن خوض الرؤساء السابقين، بمن فيهم السيد محمد خاتمي والسيد أحمدي نجاد، الرئاسيات. طبعاً، إن كانوا راغبين في ذلك.
هل توافقون على ترشُّح العسكريين للرئاسيات؟
– إن جميع الذين لهم خلفية عسكرية يحقّ لهم الترشح، لكنّ الذين يرتدون الآن الزي العسكري ويعملون كعسكريين يجب أن يحسموا موقفهم في ما إذا كانوا عسكريين أم مدنيين. فإن أراد عسكريٌ ما الترشُّح بصفته العسكرية، عندها سيكون هناك تعارضٌ في المصالح بين السلطة التنفيذية والمؤسّسة العسكرية.
مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني