تحالف العدوان وتنظيما القاعدة وداعش.. الاستعانة بالإرهاب للحيلولة دون سقوط مأرب في قبضة “أنصار الله”
الوقت- تمكنت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية “أنصار الله” خلال الأيام القليلة الماضية من التقدم أكثر فأكثر في مختلف مديريات مدينة مأرب، واستطاعت تحرير العديد من المناطق التي كانت قابعة تحت احتلال قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته وعقب جميع هذه الانتصارات التي سطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في محافظة مأرب، بذلت الدول المعتدية الكثير من الجهود بمساعدة أنصارها الغربيين لوقف العمليات العسكرية على هذه المدينة الاستراتيجية وتشير التقارير إلى أن تحالف العدوان السعودي نقل العديد من الجرحى الذين سقطوا في جبهة صرواح إلى مستشفيات محافظة شبوة لتلقي العلاج بعد امتلاء مستشفيات مأرب بجثث لمرتزقة تحالف العدوان السعودي وجرحاهم وبعدما شاهد قادة تحالف العدوان هذه الهزائم التي لحقت بمرتزقتهم، قامت مقاتلات الجو السعودية بتنفيذ العديد من الهجمات الهستيرية على الجزء الغربي من مدينة مأرب وذلك من أجل إبطاء حركة أبطال المقاومة اليمنية للوصول إلى قلب مدينة مأرب. ولكن تلك الهجمات الهستيرية لم تُثنِ أبطال الجيش واللجان الشعبية عن مواصلة تقدمهم نحو مدينة مأرب.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن تحالف العدوان السعودي جمع خلال الايام الماضية عددا كبيرا من العناصر الإرهابية التكفيرية والسلفية من محافظات المهرة وحضرموت وشبوة وقاموا بنقلهم إلى جبهة مأرب. ولفتت تلك التقارير إلى أن هذه القوات الإرهابية قد تدربت في قاعدة عسكرية تسيطر عليها الإمارات في إريتريا لعدة أشهر وتم إرسالها على الفور إلى ساحات القتال في غرب مأرب لمنع سقوط هذه المدينة الاستراتيجية وأكدت تلك التقارير أن بعض العناصر الإرهابية رفعوا أعلام تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين في ساحات القتال.
وعلى صعيد متصل، قال رئيس حكومة صنعاء الدكتور “عبد العزيز بن حبتور” يوم أمس الجمعة، أن “من يقاتل في مأرب هم عناصر حزب الإصلاح و”القاعدة” و”داعش” والسلفيين جرى تجميعهم بغطاء أمريكي وسعودي وإماراتي”. وأكد “بن حبتور” أن “المعركة في مأرب هي معركة كرامة ومعركة حسم مع قوى تسعى لإبقاء الوصاية على اليمن”، مضيفاً “من يقاتل في مأرب هم العملاء فقط، وجرى تجميعهم إلى مأرب برعاية تحالف العدوان، وهو من يرتب نقلهم منذ بداية العدوان بنقل العملاء من محافظة أخرى”. كما شدد رئيس حكومة صنعاء على أنهم “معنيون بدعم الجيش واللجان الشعبية في المعركة الفاصلة في مأرب، ومنع استغلال حزب الإصلاح العميل للبسطاء وجرهم ليكونوا أضاحي ضمن أهدافه الخبيثة والمعادية لليمن”. كذلك، لفت إلى أن “الجيش واللجان الشعبية يسطرون أروع الملاحم في معركة هي مدماك استقلال اليمن”، قائلاً إن “الأحرار من أبناء المحافظات المحتلة معنيون بكشف حقيقة حزب الإصلاح العميل لـ”إسرائيل” وأمريكا وأدواتهما الإقليمية”.
ومن جهتها، قالت “فاطمة الخطري” عضو مجلس الشورى رئيسة لجنة الثقافة والإعلام، إن “حزب الإصلاح ارتكب أفعال الخسة في اليمن وهدف بأفعاله تدمير النسيج المجتمعي ككل”. كما رأت “الخطري” أن “الإصلاح في الحقيقة يقوم بجلب التكفيريين إلى مأرب من كل أصقاع الأرض وليس محافظات بعينها”، مشيرةً إلى أن “معركة مأرب هي استكمال لمعركة تحرير اليمن من التنظيمات الإرهابية وتثبيت لوحدة اليمن وإسقاط مشاريع الأقلمة والتفتيت الأجنبية”. وأضافت قائلةً: “نرفض محاولات الأمم المتحدة ليّ ذراعنا تحت العنوان الإنساني، فليأخذوا مساعداتهم ونحن لنا عزتنا وكرامتنا وأرضنا حاضرة لنأكل من خيرها”.
ومن جانبه، أكد المتحدث باسم المجلس الأعلى لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن “طلعت الشرجبي”، أن تحالف العدوان يحاول وبكل الوسائل للحفاظ على آخر معاقل القاعدة وداعش المتمركزة في مدينة مأرب.
ولفت “الشرجبي”، إلى أن هناك محاولة من قوى العدوان والقوى التي تقف خلفها للحفاظ على آخر معقل من معاقل القاعدة وداعش المتمركزة في مدينة مأرب، مضيفاً بالقول: “هي حرصت بكل الوسائل على أن تبقي مأرب بعيدة عن الصراع وأن تحافظ على منطقة الساحل الغربي والتي تعنيها وتهمها بالدرجة الأساسية”. وأشار إلى أنه كانت هناك تقدمات حقيقية من قبل الجيش واللجان وضرب لمعاقل القاعدة وداعش في البيضاء ومن ثم الاتجاه لتطهير آخر معاقل القاعدة في الشمال، إذ حركت قوى العدوان عددا من الجبهات ومنها الحديدة التي كانت لها اتفاقات دولية للتهدئة.
وأشار إلى أن السياسة الداخلية للقيادة في صنعاء وكذلك إدارة المعركة أربكت المشهد لدى تحالف العدوان في قراءته لطبيعة المعركة التي تدور، كما أن الانتصارات التي تم تحقيقها هي من جعلت قوى تحالف العدوان ومن خلفها تتسرع في اتخاذ مثل هذه المواقف. وأضاف “الشرجبي” قائلا: “عندما تكون هناك انكسارات كبيرة لقوى تحالف العدوان نرى تحركا حثيثا من قبل المبعوث الدولي لفرض التهدئة في جزء من المناطق اليمنية”.
وعلى الصعيد نفسه، تساءل العديد من السياسيين لماذا لم تحرك الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة ساكنا تجاه انتشار تنظيمي القاعدة وداعش في محافظة مأرب ولماذا هذا الصمت المريب تجاه تحالف العدوان السعودي الذي استعان مؤخراً بهذه الجماعات الإرهابية لمنع سقوط مدينة مأرب. إن هذا الامر يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن الدول الغربية وعلى رأسها واشنطن كانت وما زالت الحاضن والداعم لتلك الجماعات الإرهابية وذلك من أجل تحقيق الكثير من المكاسب السياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الاوسط وخاصة في اليمن.
وعلى هذا المنوال نفسه، كشف العديد من الخبراء أن الولايات المتحدة الأمريكية كان لها دور بارز في تقديم كل الدعم المالي والعسكري لهذه التنظيمات الإرهابية وقامت بإرسالها إلى محافظة مأرب للوقوف في صفاً واحداً مع قوات تحالف العدوان السعودي لمنع سقوط هذه المدنية الاستراتيجية في أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية.
ولفت اولئك الخبراء إلى أن للولايات المتحدة والدول الغربية وبعض الدول الأقليمية دورا بارزا في رعاية تنظيم داعش وبناء ورعاية تنظيم القاعدة، والذي مر بثلاث مراحل زمنية الأولى عملية بناء وظهور تنظيم القاعدة في أفغانستان، والمرحلة الثانية، النجاح في بناء تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. والمرحلة الثالثة النجاح في تمدد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سوريا وهي المرحلة الممتدة منذ عام 2014 م، حتى الآن. ولقد استند اولئك الخبراء إلى تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين بعلاقة الولايات المتحدة بتنظيم القاعدة ومنها تصريحات “هيلاري كلينتون” بالدعم الأمريكي لإنشاء تنظيم القاعدة وداعش الإرهابيين.
ووفق تقرير لموقع “روسيا اليوم”، فإن الولايات المتحدة بسياساتها النفعية الخطرة، عبر استغلاها للنزعات الدينية، رعت تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن، فتوسعت البيئة الحاضنة للإرهاب، وصار خطر هذه الظاهرة يهدد أمن العالم برمته. ويؤكد الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية، “فيليب جيرالدي”، في هذا الاطار أن امريكا ساهمت في ظهور تنظيم القاعدة في اليمن كما تساهم الان في دعم الأكراد في سوريا في اشارة الى التنظيمات الارهابية التي تدعمها الولايات المتحدة هناك ومنها تنظيم “بي كا كا”.
ولفت إلى أن اليمن شاهدة على الرعاية الامريكية لتنظيم القاعدة كذلك. ووفقاً للعديد من التقارير الاخبارية، فإن تحالف العدوان السعودي الاماراتي في اليمن عقد اتفاقات سرية مع تنظيم القاعدة وداعش الارهابيين خلال الفترة الماضية وقام بتمويله، بناء على دعم ورعاية أمريكية .
وفي الختام يمكن القول إن محافظة مأرب لها أهمية استراتيجية من عدة جوانب، فهي غنية بالنفط والموارد الاقتصادية، علاوة على أهميتها الجغرافية حيث تربط بين ثلاث محافظات رئيسة وهى الجوف وشبوة والبيضاء، كما أن لها ارتباطات جغرافية بالسعودية. ولهذا فإن تحالف العدوان السعودي يسعى جاهداً مستخدماً كل الوسائل الخبيثة لمنع سقوط هذه المدينة الاستراتيجية في أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية.