بعد اصطفافه في الوسط بينهم وبين الحريري
بولا مراد-الديار
العونيون غير ممنونين من نصرالله …
لا تمر اليوم العلاقة بين حزب الله و»التيار الوطني الحر« بأفضل أحوالها. فبعد الجدل والاخذ والرد الذي تلا موقف »التيار الوطني الحر« في ذكرى اتفاق مار مخايل من مسألة بناء الدولة وحديثه عن ان التفاهم لم ينجح في هذه المهمة الرئيسية، اتى موقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله من الملف الحكومي خلال اطلالته الاخيرة ليزيد الطين بلة بين الطرفين. فبالرغم من اشادة قسم كبير من الفرقاء بالخطاب الهادىء في زمن يتعرض له الحزب لأشرس هجوم من اكثر من جبهة، اعتبر العونيون ان نصرالله لم يدعمهم، باعتباره ارتأى الوقوف في الوسط بينهم وبين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بدل ان يقف في صفهم ويضع يده بيدهم في عملية شد الحبال المحتدمة مع بيت الوسط. وفي هذا الاطار تقول مصادر »التيار الوطني الحر« ان حديث السيد نصرالله عن تفهمه لقلق الحريري من الثلث المعطل »بمثابة تأكيد للاتهامات التي تساق ضدنا بأننا ورئيس الجمهورية نريد هذا الثلث، وبالتالي نعطل عملية التشكيل، وهذا الكلام غير صحيح وغير دقيق«، لافتة في حديث لـ»الديار« الى ان دفع نصرالله باتجاه توسعة الحكومة من 18 الى 20 وزيرا، وان كان مطلبنا ايضا، الا انه اراد فيه اولا الوقوف في صف حليفه الدرزي النائب طلال ارسلان وليس في صفنا نحن. ولعل الاشارة الوحيدة الواضحة التي وجهها امين عام الحزب لمصلحتنا هي قوله انه من الظلم اتهام الرئيس عون بتعطيل عملية التشكيل«.
فان كان »التيار الوطني الحر« يدرك حساسية وضع حزب الله في هذه المرحلة وبخاصة ان الكثير من الاتهامات توجه اليه مباشرة بتعطيل التأليف ربطا بملف النووي الايراني واستخدام الملف اللبناني ورقة على طاولة المفاوضات مع طهران، الا انه بالوقت عينه يعتبر انه على الحزب الوقوف من دون اي تردد في صف حليفه، خاصة اننا اليوم بتنا في الصفوف الامام للمواجهة وبات الحزب خلفنا. وهذه المواجهة نخوضها عنا وعنه بضمان تشكيل حكومة منتجة لا يكون الحريري وحيدا من يتحكم بمصيرها ومسارها«.
وتعتبر مصادر سياسية قريبة من الطرفين، اي حزب الله و»الوطني الحر« ان آخر ما يحتاجه البلد اليوم هو سجال بين »التيار« والحزب، لافتة الى انه »على العونيين ان يدركوا ان الحزب اليوم في موقع لا يحسد عليه… اضافة الى كونه بعكسهم مقتنعاً بوجوب عودة الحريري الى السراي الحكومي ليس محبة فيه بل لان البديل القادر على الحصول على دعم عربي ودولي غير متوافر، كما انه ومن دون شك غير متحمس لتكرار تجربة حكومة حسان دياب التي تمت محاصرتها خارجيا ما انعكس سلبا على وضع البلد. وتشير المصادر الى ان العونيين بالمقابل باتوا مقتنعين اكثر من اي وقت مضى بوجوب اعتذار الحريري خاصة بعدما تحول الخلاف معه الى خلاف شخصي وبات من المستحيل عودة العلاقة معه الى ما كانت عليه قبل تقديم استقالته على خلفية انتفاضة 2019، ما يعني ان المشادات والكباش بينهما في افضل الاحوال ستنتقل من عملية التشكيل الى العمل الحكومي، وهو آخر ما يريده الرئيس عون في القسم الاخير من ولايته الذي يطمح ان يكون منتجا بشكل استثنائي بعكس ما كانت عليه الولاية حتى اليوم«.
بالمحصلة، يجد حزب الله نفسه بين مطرقة العونيين وسندان الحريري، وهو يعول على دور يؤديه رئيس المجلس النيابي نبيه بري يخلصه مما هو فيه!