السياسة الأميركية في الشرق الأوسط..هل يُكمل بايدن ما بدأه ترامب؟
–ديانا غسطين–موقع المردة
تشخص الانظار نحو البيت الأبيض لمعرفة ما ستؤول اليه السياسة الخارجية للإدارة الأميركية الجديدة، لا سيما وان الرئيس الاميركي جو بايدن قد استهل ولايته بإصدار قرارات تنقض ما اتخذه سلفه الجمهوري دونالد ترامب. فأعلن عودة بلاده الى صفوف منظمة الصحة العالمية وكذلك الى اتفاقية المناخ، ناهيك عن ان بايدن يولي اهمية كبرى لمعالجة جائحة كورونا والتداعيات الصحية والاقتصادية الناتجة عنها… فماذا عن السياسة الاميركية في الشرق الأوسط؟
في السياق يشير سفير لبنان الأسبق لدى واشنطن عبد الله بو حبيب في حديث لموقع “المرده”، الى انه “بالنسبة للادارة الاميركية الجديدة، فإن الهم الداخلي أولوية خاصة بعدما اظهر هذا الداخل انقساماً عمودياًعلى نفسه”.
ويتابع: “في واشنطن تسود قناعة بأن مشاكل الشرق الأوسط عصية على الحل، ومن هذا المنطلق تظهر سياسة الاحتواء والاستيعاب كأفضل حل للولايات المتحدة”.
في الملف الايراني، يرى السفير بو حبيب انه “من المرجح تأجيل البحث في الاتفاق النووي الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الايرانية المقبلة والتي ستجرى في حزيران 2021. الا انه قد تقوم ادارة بايدن بمساعدة مرشح “معتدل” عبر الغاء بعض العقوبات التي فرضها دونالد ترامب على طهران”.
ويكمل قائلاً : “يرى الفريق المتابع للملف الايراني في ادارة بايدن ان عودة ايران الى الاتفاق النووي ووقفها تخصيب اليورانيوم سيساعدان في اقناع الكونغرس برفع العقوبات”.
وحول مصير القضية الفلسطينية، يشير السفير بو حبيب الى انه “على ما يبدو فإن بحث القضايا العالقة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية مؤجل الى ما بعد الانتخابات التشريعية الاسرائيلية المبكرة في آذار المقبل وتشكيل حكومة جديدة. لكن المعنيين في الادارة يدركون ان عودة بنيامين ناتنياهو الى رئاسة الحكومة قد لا يساعد أي حوار يقود إلى حل الدولتين”.
ويلفت الى ان “المسؤولين المعنيين يدركون ان الظروف التي واجهوها اثناء تمرسهم في مهام مماثلة خلال ولاية الرئيس الأسبق باراك اوباما قد تغيرت، خصوصا في ما يتعلق بالعلاقات بين اسرائيل ودول الخليج”.
أما في ما خص سوريا، فيرجح السفير السابق “بقاء الوضع على حاله بانتظار حوار ثلاثي بين واشنطن وكل من موسكو وطهران”.
الى لبنان الذي “تعتبر واشنطن ان ازماته داخلية بحتة”، بحسب ما يشير السفير بو حبيب مرجحاً ان “تُفعّل الادارة الاميركية الجديدة سياسة الدبلوماسية بدل العقوبات اقلّه في سنتها الاولى، وذلك بعد اعادة بناء هيكلية وزارة الخارجية”. ويسترسل: ” ربما يرتاح لبنان من المزيد من العقوبات الاميركية، لكن واشنطن لن تنغمس في الوحول اللبنانية كما فعل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون”.
“بما ان مشاكل لبنان لن تؤدي الى اهتزاز الامن الاقليمي، سينحصر الاهتمام الاميركي لبنانياً بالطقم الدبلوماسي والامني في سفارة لبنان والمسؤول عن لبنان في الخارجية الاميركية والادارات والوكالات الاخرى” يؤكد بو حبيب، خاتماً بالقول: “ربما يتغير الوضع بعض الشيء اذا استلم مركز مساعد الوزير لشؤون المنطقة دبلوماسي شبيه بديفيد هيل”.
اذاً لا يبدو اقله في المدى المنظور ان لبنان على لائحة اعمال ادارة جو بايدن. فهل يتنبه المعنيون بالحكم فيه لهذه النقطة ويسرعون الى تشكيل حكومة تنقذ البلد من أزماته ام سيدفعون بالبلاد الى مزيد من الانهيار؟