الحكومة تفصيل امام انهيار التوازنات الهشة ..؟!
رغم الأزمات المتلاحقة التي تعصف بلبنان بلا هوادة وتلد من كل ازمة انهيار ! أصبحت ولادة الحكومة من عدمها تفصيل صغير امام الاختلال الكبير الذي اصاب عمق التوازنات الهشة التي حكمت لبنان ثلاثين عاما ..
المشكلة الفعلية اليوم التي لا تلغي المشاكل الاقتصادية والمالية والاجتماعية والصحية هي انهيار التوازنات دون حلول توازنات مقابلة وهذا امر يعبر عن اختلال خارجي يمكن وصفه بالجليدي ضرب لبنان بالسنوات الاخيرة؟ والذي يعتبره البعض تخلي المجتمع الدولي والعربي عن لبنان وبعض اخر يصفه بصراع المحاور على الرغم من هذا الصراع لا يزال يتمتع بنسبة كبيرة من التوازن لكن لا ينعكس ذلك على لبنان ولو بنسبة صغيرة
انتظر لبنان كما العالم تغيير إدارة ترامب ليعيد خلط اوراقه مع إدارة جديدة وهذا ما حصل ، لكن لم يدرك بعض هذا العالم كما بعض لبنان ان التغيير في واشنطن لن يكون جذري او حتى جزئي على الأقل خلال الأشهر الست لبدء حكم إدارة بايدن وان ما وصل اليه ترامب خلال ٤ سنوات اقليميا ودوليا لن يلغى بتوقيع من الرئيس الجديد وجل ما يمكن فعله ان يقوم بتبديل شكلي بالخطاب والأسلوب دون المساس بالسياسة العامة لإدارة العالم الذي تديره امريكا بشكل احادي وحازم حتى الان ..
ومن خلال ما تقدم فان اَي كلام عن حلول او انصافها او حتى أرباعها لن يصرف بالداخل اللبناني الذي انتقل من مرحلة الانهيار الى مرحلة الانحلال لما تبقى من دولة وشبه نظام عام كان منحصرا بما تيسر من إدارة لمؤسسات الدولة تحكمها سلطات كل سلطة منها اقوى من الدولة برمتها
من هنا يجب على اللبنانيين وكل القوى السياسية التدارك والادارك التام ان ما من جهة خارجية او داخلية او شخصية قادرة على وقف الانهيار لا الإنقاذ ! وان ما يحتاجه فعليا لبنان ليس حكومة اختصاص ولا قروض ميسرة او معسرة ولا مساعدات عاجلة
بل كل هذه الامور ستصبح تفصيل صغير اذا ما حصل انتاج جديد للتوازنات ! وهذا يتطلب الانتقال من مرحلة المراوحة بتوازنات هشة منهارة الى مرحلة الحسم على كل الأصعدة والتي تتطلب ما يشبه المواجهة بشكل او باخر والتي من شأنها انتاج توازن يسلم له الخارج بعد ان يفقد هامش التحكم بالانهيار المتصاعد الذي يعصف بلبنان ليصبح ايجاد الحلول لمشاكل لبنان اولوية خارجية لاحداث توازن لمصالحهم مع التوازنات التي من الممكن ان تكون مغايرة لمصالحهم ولها تأثير فعلي على نفوذهم ومصالحهم في هذا البلد ..
#للحديث_تتمة
عباس المعلم / كاتب سياسي