ما يحدث اليوم من ارتفاع جنوني بعدد الإصابات بالكورونا وإقفال البلاد ٣ أسابيع بسبب ذلك ؟ ما هو الا نتاج لفساد وترهل الدولة اللبنانية التي تخضع لسطو الهيئات الاقتصادية ورجال الأعمال الذين فرضوا على كل الدولة من رأس الهرم الى اصغر عسكري فتح البلاد على مصرعيها دون اتخاذ اَي اجراء او ضبط مخالفة بشهر الأعياد الذي عاد بأموال طائلة على جيوب هؤلاء الهيئات ورجال الأعمال ومتفرعاتهم من اصحاب المطاعم والملاهي على حساب عشرات آلاف اللبنانيين الذين اصيبوا بالوباء والمئات منهم الذين دخلوا العناية الفائقة ومئات اخرين يأنون بمنازلهم بين الحياة والموت بعد استنفاد كل الأسرة لمرضى الكورونا بالمستشفيات
واليوم يدفع مئات الألف من اللبنانين ثمن الإقفال العام لمصالحهم ولقمة عيشهم بسبب وحشية الطبقة الراس مالية التي لم توفر حتى صحة الفقراء لمصلحة مراكمة ثرواتهم التي حصلوا عليها من اموال الشعب والدولة وحتى اموال المودعين الصغار
هذه الطبقة لها شريك اساسي بإجرامها بالقطاع الصحي من خلال الغالبية العظمى من المستشفيات الخاصة التي ترفض استقبال مرضى الكورونا بوقت قد تتوقف حياة مواطن على ايجاد سرير واحد بهذه المستشفيات التي تذبح المريض على بابها بطلب المال قبل علاج مريض ينازع بين الحياة والموت
اذا كان لا بد من اجراء وعقاب للذين لا يلتزمون باجراءات التعبئة العامة وقرار الإقفال فان الأهم من ذلك هو محاكمة وسجن هذه الطبقة التي تتحمل المسؤولية الكبيرة بانتشار الوباء والتسبب بوفاة العشرات وفقر وتعثر مئات ألاف اللبنانيين جراء انتشار الوباء وقرارات الإقفال. لمصالهم خصوصا أؤلئك الذين يعيشون على العمل اليومي ولا معيل او داعم لهم ..
عباس المعلم/ كاتب سياسي
