امريكا لن تحارب لاجل ترامب وتبحث عن صفقة الحد الادنى..!
محمد صادق الحسيني
يبدو ان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تلفظ أنفاسها الأخيرة في السلطة ادركت ان تحشيد القوات وارسال حاملات الطائرات، والغواصات “النووية” الى منطقة الخليج الفارسي لم تعط مفعولها في بث الرعب المأمول في قلوب القادة الإيرانيين وربما لهذا قررت تخفيض حدة التوتر بإصدار وزير حربها كريستوفر ميللر امس قراراً بسحب حاملة الطائرات العملاقة “يو اس اس نيميتز” من المنطقة .
وهكذا تكون القيادة الامريكية هي التي صرخت أولاً في معركة عض الاصابع مع طهران…!
وهكذا يكون الامريكيون قد قرروا التخلي عن رئيسهم لصالح حفظ بعض ماء وجه امريكا..!
الإيرانيون بالمقابل، ونحن نتحدث هنا عن الشعب والقيادة معاً، سينتقمون حتماً لاغتيال اللواء قاسم سليماني وابو مهدي المهندس،ولكنهم غير متهورين، ويأخذون قراراتهم وينفذونها بتأن وضبط نفس، وبعد حسابات دقيقة بما يضمن نجاح معظم خطواتهم، والا لما استطاعت ثورتهم الصمود اكثر من 40 عاما رغم الحصارات والحروب الامريكية سواء كانت مباشرة او غير مباشرة.
الامام القائد كان واضحاً: “الآمرين والمنفذين يجب ان ينالوا عقابهم لا محالة”..!
السيد إبراهيم رئيسي رئيس السلطة القضائية في ايران، ، ادلى اليوم الجمعة بتصريح خطير جدا قال فيه “ان قتلة سليماني لن يكونوا في امان في أي مكان في العالم”، وأضاف “حتى الرئيس ترامب الذي امر بتصفية سليماني لن يتمكن من الإفلات من العدالة مثل كل الذين لعبوا دورا في عملية القتل”.
هذا التهديد المباشر لن يجعل الرئيس ترامب يتمتع بحياة آمنة بعد مغادرته السلطة، وسيظل في حال رعب حتى آخر يوم من حياته، لانه لا يعرف من اين ستأتيه رصاصة الانتقام، وهذا في حد ذاته الجحيم بعينه.
القائد الجديد لقوة القدس اسماعيل قاءاني بدوره قال: “قد يأتي الانتقام من داخل امريكا..”!
هذا وقد كان الحاج قاسم واضحاً يوم رد على تهديدات ترامب بالقول : “نحن اقرب اليكم مما تتصورون..!”
فهل هزمت أمريكا امام ايران تماماً بعد حماقتها في اغتيال سليماني وباتت تنتظر نوع الانتقام وزمانه ومكانه..!؟
قد تكون امريكا لم تخسر الحرب تماماً حتى الساعة لكنها خسرت معركة الضغوط الاقتصادية غير المسبوقة على طهران وكذلك من خلال عملية الاغتيال …فلا هي أطاحت بالنظام او اضعفته، ولا تهديداتها وتحشيداتها العسكرية بعد الاغتيال نجحت في اجبار النظام على الاستسلام، واجباره على رفع الإعلام …!
ومع ذلك قد لا يعني هذا ان المواجهة انتهت، فالأيام القليلة المقبلة قد تحمل الكثير من المفاجآت.. .!
لكن الامر المتيقن ان امريكا ترامب لن تجرؤ على التحرش بايران في ما تبقى لها من ايام …بعد ان تأكدت ان اليد زمام المبادرة باتت بيد ايران ، ولم يبق لامريكا سوى تقليل خسائرها بالحد الممكن وهو ما اكدته رسالة الخارجية الامريكية لطهران عبر القيادة القطرية …!
فهل قررت واشنطن التخلي عن ترامب وتركته في مهب رياح معركته الخاسرة ليخسر رأسه وحده، أو انها ستصر على حصاد رؤوس ال ٤٥ متورط في اغتيال رستم ايران الاسلامي وجيفارا العرب والمسلمين قاسم سليماني..!؟
الايام بيننا ، فمن خلد شهادة الانبياء والائمة المذبوحين وفي مقدمهم نبي الله يحيى والامام الحسين عليهما السلام آلاف السنين وانتقم لهما طوال ذلك التاريخ ولا يزال يطالب بدمهما، فانه سيخلد قطعاً اسم ولي الله المذبوح قاسم سليماني ولن يهدأ له بال الا بالانتقام له وتخليد ذكره بمزيد من الانتفاضات وتحرير المقدسات…!
والانتقام قادم لا محالة…!
بعدنا طيبين قولوا الله