الحدث

قطر والبحرين.. مواجهات في البحر والجو تنتظر حل أزمة الخليج

Doc-P-778209-637445196352698868.jpg

في وقت نفت فيه المنامة اتهامات الدوحة بشأن اختراق مقاتلات بحرينية للمجال الجوي القطري، وأكدت أنها اتهامات “لا تمت للحقيقة بصلة”، لا تزال هناك نقطة ضوء في آخر نفق الأزمة الخليجية القاتم.

يأتي التصعيد الجديد بعد بيان مجلس الدفاع الأعلى في البحرين، والذي يدعو إلى “ضرورة إنهاء الصراعات والنزاعات الإقليمية بالطرق السلمية”.

وتفرض هذه الأحداث المتصاعدة بين البحرين وقطر تواجدها خلال مباحثات القمة الخليجية المزمع عقدها في 5 كانون الثاني المقبل بالرياض برئاسة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.

وينظر إلى القمة الخليجية المقبلة على نطاق واسع كونها تأتي بعد إعلان وزارة الخارجية الكويتية عن وجود “مباحثات مثمرة” بين أطراف الأزمة الخليجية في وقت سابق من الشهر الحالي.

لكن التجاذبات بين البحرين وقطر تصاعدت مجددا بين البحرين وقطر في أعقاب قضية الصيادين البحرينيين التي تقول المنامة “إنهم يتعرضون لاستهداف في أرواحهم وأرزاقهم” من جانب السلطات القطرية.

وقالت قطر، الخميس، إنها أبلغت مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة عن “خروقات جوية من قبل أربع طائرات مقاتلة بحرينية اخترقت الأجواء القطرية في يوم الأربعاء الموافق 9 كانون الأول 2020″، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا).

مقاومة الصلح
ويرى المحلل السياسي الكويتي صالح المطيري أن “التصعيد البحريني القطري ليس جديدا بسبب الحساسية المفرطة بين البلدين تاريخيا”.

وقال لموقع “الحرة” إنه على الرغم من الترابط التاريخي والاجتماعي بين البلدين، إلا أن هذا العامل أدى لتنافس شديد، مردفا: “هو إرث قديم من الصراع (…). إنه صراع نفسي أكثر من أنه استراتيجي”.

وتعليقا على التصعيد الأخير بين البلدين، يقول المطيري إن هذه الأفعال والعمليات تعتبر بمثابة “مقاومة الصلح”، مضيفا: “الولايات المتحدة هي الراعي الرئيسي للمصالحة، وهذه التجاذبات تظهر من أطراف لا ترغب في إعادة الأمور إلى نصابها”.

وتابع: “إدارة ترامب مصرة على إنهاء الخلاف قبل مغادرة البيت الأبيض حتى يسجل ضمن الإنجازات التي حققها الرئيس الجمهوري، خاصة بعد الاختراق في العلاقات الخليجية الإسرائيلية الجديدة”.

وكانت السعودية وحلفاؤها الإمارات والبحرين ومصر، قطعت علاقاتها مع قطر في حزيران 2017 ومنعتها من استخدام مجالها الجوي، متّهمة الدوحة بتمويل حركات إسلامية متطرفة وهو ما تنفيه الدوحة بشدة. كما أخذت عليها تقاربها الكبير مع إيران.

وأشار المطيري إلى أن “بعض مراكز القوى لدى أطراف الأزمة تملك مساعي لعرقلة المصالحة (…) في الأمتار الأخيرة”، موضحا أن “هذه القوى من الجانبين تمارس أفعال متعمدة لإحباط أي تقدم في جهود حل هذه الأزمة”.

ويتهم المطيري، وهو ئيس مركز المدار للدراسات السياسية، بعض وسائل الإعلام بتعمد التصعيد في هذه المرحلة، قائلا: “إعلامنا الخليجي أغلبه مأمور. وهناك توجيهات من أطراف مختلفة لتعمد التأزيم لعدم رغبتها في حل (…)”.

ويؤكد أن “الإعلان الكويتي جاء بعد الحصول على ضمانات من مختلف الأطراف بوقف الصراع الإعلامي، لكن أطراف عدة خالفت ذلك”.

ومع ذلك، لم يستبعد المطيري طي الازمة وفتح صفحة جديدة في القمة الخليجية المقبلة، في ظل رغبة إدارة ترامب في تتويج حقبتها بالمصالحة.

وقال: “إن لم تستفد الدول من هذه الفرصة الناشئة في آخر أيام إدارة ترامب، فهذا خطأ كبير”.

بدوره، قال المحلل السياسي البحريني سعد راشد لموقع “الحرة”، إن المصالحة الخليجية مستمرة بوجود الوساطة الكويتية وذلك “حال تنفيذ الدوحة للشروط التي وقعت عليها في اتفاقية الرياض”.

وأردف: “أبواب دول المقاطعة مفتوحة متى ما نفذت قطر المطالب (…)، ولكن النظام القطري لا يرغب بذلك”.

عارٍ من الصحة
في بيان لوزارة الخارجية نشرته وكالة أنباء البحرين الرسمية (بنا)، قالت المنامة، الخميس، إن “ادعاء السلطات القطرية لا مسؤول وعارٍ من الصحة”.

وقال راشد إن مضمون “الادعاءات” القطرية “غير حقيقية” وأنها “مفبركة”.

وأضاف أن “التطور التكنولوجي يرصد حركة الطيران، ومن الممكن أن يكشف أي اختراق، لكننا أيضا لا نعلم لماذا قطر تأخرت 14 يوما حتى الإعلان عن هذه الحادثة المختلقة”.

وأوضحت المنامة أن طائرتين مقاتلين تابعين لسلاح الجو الملكي البحريني مع طائرتين تابعتين لسلاح الجو الاميركي، قاما بتدريب مشترك في يوم 9 كانون الأول الماضي في المجال الجوي السعودي، قبل أن يعودوا لقاعدة الشيخ عيسى العسكرية، دون أن يدخل أي منها المجال الجوي القطري.

وقال البيان إن “سلاح الجو الملكي البحريني يتوخى الدقة والحرفية أثناء تنفيذ جميع الطلعات الجوية لضمان عدم الاقتراب من حدود الدول الأخرى”.

وأشار راشد إلى أن المجال الجوي البحريني يعد من أكبر المجالات الجوية لدول مجلس التعاون الخليجي، في المقابل يصنف المجال الجوي القطري أنه الأصغر بين الدول الست، موضحا أن هذه المفارقة من شأنها “كشف الادعاءات القطرية التي تأتي للتغطية على قضية الصيادين العادلة”.

ويرى المحلل السياسي البحريني أن بلاده لا ترغب بتضخيم الأمور في هذا التوقيت تحديدا، مشيرا إلى أن “البحرين لا تريد أن تخلق أزمة من هذه الحادثة”.

المصدر: الحرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى