نائب عربيّ يفتح النار على وفد إماراتيّ في الكنيست.. ويلقن أبو ظبي درساً في الأخلاق والإنسانيّة
الوقت- أثارت تصريحات النائب العربيّ في الكنيست، سامي أبو شحادة، ضجة كبيرة بعد تصديه لوفد إماراتيّ أثناء مشاركته في جلسة خاصة لمناقشة استثمارات إماراتيّة في قطاعي الغاز والنفط في فلسطين المحتلة، حيث وجه النائب العربيّ سيلاً من الإهانات للجانب الإماراتيّ، ووبخ أبو شحادة، المسؤولين الإماراتيين الذين حضرا في الكنيست الثلاثاء الماضي وشاركا في اجتماع لجنة الاقتصاد البرلمانيّة.
انتقادات لاذعة
بحجم خيانتها كانت الانتقادات التي وجهها النائب العربيّ في كنسيت العدو الصهيونيّ، سامي أبو شحادة، للإمارات ومسؤوليها، ما دفع رئيس الجلسة لمقاطعة أبو شحادة أكثر من مرة، ثم أمر بإخراجه من الجلسة التي تمت عبر خاصية “الفيديو كونفرانس”، فيما قال أبو شحادة مخاطباً أحد ممثلي الجانب الإماراتي: “هل أنت مدرك لكل ما يجري أم إنك لم تفهم حيثيات خطاب التطبيع”، في إهانة كبيرة لمسؤولي أبو ظبي.
ووجّه أبو شحادة انتقادات لاذعة للإمارات ووفدها المشارك في الاجتماع، عقب “الخيانة العظمى” التي قامت بها بحق القضية الفلسطينية والمتمثلة في تطبيعها مع عدو العرب والمسلمين، حيث وصلت عمالتها لدرجة مطالبة نائب رئيس شرطة دبي، ضاحي خلفان، بضم الكيان الصهيونيّ الغاصب إلى “جامعة الدول العربيّة “وتحويلها إلى “جامعة الشرق الأوسط”، وفق تصريحاته.
وعقب تخلي الإمارات عن أدنى معاييرها الأخلاقيّة والإنسانيّة والعربيّة والإسلاميّة، أشار النائب العربيّ إلى أنّ الأخلاق تلعب دوراً مهماً حتى لو كان هناك أبعاد اقتصاديّة معينة لأيّ خطوة، بعد أن تكشفت الأهداف الحقيقيّة من “اتفاقات الخيانة” أو ما يعرف بـ “التطبيع”، وانهيار شعارات “السلام” الواهيّة والمخادعة والتي ينطوي تحتها الكثير من المشاريع التدميريّة البعيدة كل البعد عن السلام الحقيقيّ المنشود.
إن لم تستح فافعل ما شئت
رداً على اعتراف نظام أبناء زايد بكيان الاحتلال الصهيونيّ على أرض فلسطين المقدسة، والتي لا يجهل أحد أنّ ملكيتها تاريخيّاً تعود للعرب والمسلمين، وجّه أبو شحادة حديثه للمسؤولين الإماراتيين في الاجتماع، قائلاً: “إن لم تستح فافعل ما شئت”، وخاصة أن القيادات الإماراتيّة قد تمادت في الفترة الأخيرة لدرجة أنّها أصبحت تعتبر الكيان جزءاً لا يتجزأ من أرض العرب، وأننا كعرب “لسنا في حالة عداء مع تل أبيب بل في حالة جوار”، فيما تتناسى أبواق النظام الإماراتيّ أنّ العدو الغاصب يعتبر أنّ أرض فلسطين العربيّة هي العاصمة الأبديّة لدولته المزعومة.
وفي هذا الخصوص، استمر النائب العربيّ في إذلال الوفد الإماراتيّ، قائلاً: “كنت أريد أن أنبهكم لخطورة الموقف لكي يظهر منكم القليل من الأخلاق والخجل”، وذلك في ظل المساعي الإماراتيّة لبناء سلسلة طويلة من العلاقات مع العدو الغاصب، من ناحية التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بينهما، فيما يصف الجمهور العربيّ ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، بالخائن للعروبة والإسلام، وخاصة بعد أن أصبحت الإمارات مرتعاً للصهاينة مغتصبي الأرض.
وشكك الأكاديميّ والسياسيّ الفلسطينيّ بعروبة الإمارات، التي شرعت أبواب الخيانة في العالم العربيّ، وطعنت الفلسطينيين بخنجر عمالتها، بعد استسلامها الرخيص بأمر من الإدارة الأمريكيّة، لتحقيق طموحات ترامب وكيانه المعتدي في أراضي العرب، وبررت أبو ظبي بشكل مثير للسخريّة خنوعها للعدو الذي لا يكف عن عبثه وتماديه وإجرامه بحق العرب.
ومن الجدير بالذكر أنّ أبناء الراحل زايد بن سلطان، أول رئيس لدولة الإمارات، لم يتركوا فصلاً من فصول الخيانة إلا وارتكبوه بحق الفلسطينيين، بعد العلاقة التي كانت توصف بالدافئة مع والدهم، حيث عملوا على تقويض تلك العلاقة وتمادوا في معاداة فصائل المقاومة الفلسطينيّة، وأصبحوا في صف العدو ضد أصحاب الأرض والتاريخ.
ختاماً، وكما قال النائب أبو شحادة ممثل حزب التجمع الوطنيّ الديمقراطي فإن أيّ اتفاق مع العدو الصهيونيّ الغاصب هو اتفاق لا يمت للشرعيّة بصلة وفقاً للقوانين الإنسانيّة والدوليّة، وإنّ الاعتراف بالاحتلال الذي قتل وشرد العرب والفلسطينيين يعد جريمة لا تقل فظاعة عن جرائم العدو محتل الأرض وسارق ثرواتها.