الحدث

الايجابية الحكومية… رهينة دولياً!


ايناس كريمة -لبنان24

عادت الحلحلة لتطلّ برأسها من نافذة الملف الحكومي خصوصا بعد الزيارة التي قام بها الرئيس المُكلّف سعد الحريري أمس الى قصر بعبدا والتي وُصفت بالإيجابية، ولكن، وبعيدا عن نتائج هذه الزيارة وما إذا كانت ستؤدي حقاً الى تسريع عجلة التأليف، فإن المواقف الاقليمية والدولية من الواقع اللبناني لم يطرأ عليها أقلّه حتى الساعة أي تغيير.

وفيما لا تزال الولايات المتحدة الاميركية ترفض بشكل قاطع مشاركة “حزب الله” في الحكومة، إذ تحاول بشتّى الوسائل منعه من تعزيز شرعيته الدولية وصورته امام الرأي العام اللبناني للاستمرار في عملية التقدم للسيطرة تدريجيا على المؤسسات في لبنان، فإن إدارة الرئيس دونالد ترامب لن تتساهل في السماح لأي مشاركة جدية ومباشرة للحزب في أي حكومة، سواء ترأسها الحريري أو سواه، لأن الاميركيين يسعون فعليا الى تقليم أظافر “حزب الله” وإعادته الى ما كان عليه قبل عدة سنوات، الأمر الذي يرتّب على الأخير تراجعاً تكتيكيا واستراتيجيا داخل الدولة وذلك من اهم الشروط الاميركية المعلنة.

عربيا، فإن الموقف السعودي الرسمي يبدو رافضاً لإعطاء الحزب أي غطاء سني، اذ انه ورغم الليونة الخليجية الظاهرة غير ان المملكة لا تحبّذ المرونة الى هذا الحد، خصوصا وان “حزب الله” يملك الاكثرية النيابية وأن حليفه الأساسي هو رئيس الجمهورية، لذلك فهي تفضل حرمانه من الغطاء السني الوازن الا أنها وفي الوقت نفسه اختارت مؤخرا الوقوف بعيدا عن التدخل في الصراعات الداخلية للبنان، حيث أن السعودية ووفق مصادر مطلعة، تحاول تجنّب الخوض في الاشتباك اللبناني لكن رأيها واضح في هذه المسألة، لذلك فهي تكتفي ببعض التوجيهات الاستراتيجية من دون الدخول في الكباش المرتبط بالشأن الداخلي للبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى