تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسسة الملك الحسين، اليوم الثلاثاء، عن خطورة سوء استخدام المضادات الحيوية، مشيرة إلى أن ذلك قد يتسبب بأضرار صحية كارثية على جسم الإنسان.
وتقدم النشرة، التي تتزامن مع الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية، نصائح وإجراءات مهمة تُبعد المواطنين والمهنيين الصحيين عن سوء استخدام المضادات الحيوية، وتقدم لهم الشكل السليم الأمثل لاستعمالها.
يعد سوء استخدام المضادات الحيوية سبباً رئيسياً لزيادة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، وقد ازدادت مقاومة المضادات الحيوية إلى مستويات مقلقة للغاية في جميع أنحاء العالم، مما يهدد القدرة على علاج أنواع من العدوى ويجعل المضادات الحيوية أقل فعالية.
يحدث سوء استخدام المضادات الحيوية إما بالإفراط باستخدامها أو استخدامها لأسباب خاطئة مما قد يسبب أضراراً صحية كارثية.
قد تغير المضادات الحيوية من فعالية الأدوية الأخرى وتسبب آثاراً جانبية أو ردود فعل تحسسية مثل الطفح الجلدي. ومن الممكن للمضادات الحيوية أن تقتل معظم البكتيريا الحساسة لها في جسمك، بما في ذلك البكتيريا الجيدة والتي تساعد على هضم طعامك أو الحفاظ على توازن صحي في جسدك، وتقوم بذلك بتدمير توازن البكتيريا الموجودة في جسم الإنسان، كما قد يسبب سوء استعمال المضادات الحيوية مشاكل صحية عديدة مثل آلام في المعدة. أما عند النساء فغالبًا ما يؤدي سوء استخدام المضادات الحيوية إلى عدوى الفطريات المهبلية وقد يقلل من فعالية حبوب منع الحمل.
ما هي المضادات الحيوية؟
كلمة مضاد حيوي تعني “ضد الحياة”. والمضادات الحيوية نوع من مضادات الميكروبات وهي أدوية تساعد على وقف الالتهابات التي تسببها البكتيريا وذلك عن طريق قتل البكتيريا أو منعها من التكاثر بإبطاء حركتها وإيقاف نموها.
ما هي مقاومة المضادات الحيوية؟
تحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تطوّر البكتيريا القدرة على هزيمة الأدوية المصممة لقتلها. هذا يعني أن الجراثيم لا تموت وتستمر في النمو على الرغم من استخدام المضادات الحيوية.
يصعب القضاء على البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وأحيانًا يكون من المستحيل علاجها. وفي معظم الحالات، تتطلب العدوى المقاوِمة للمضادات الحيوية فترات إقامة طويلة في المستشفى، وزيارات متابعة إضافية للطبيب، وبدائل مكلفة.
لا تعني مقاومة المضادات الحيوية أن الجسم نفسه أصبح مقاومًا لتأثير المضادات الحيوية؛ بل تعني أن البكتيريا أصبحت مقاومة للمضادات الحيوية المصممة لقتلها.
** من الأمثلة على مقاومة المضادات الحيوية مقاومة البكتيريا للفلوروكوينلونات، حيث أن الاستخدام الشائع لهذه المضادات أدى إلى تقليل كفاءة المضاد الحيوي، مما ترك آثاراً سلبية على مكافحة بعض أنواع العدوى البكتيرية الخطيرة، كتلك المرتبطة بالتليف الكيسي، حيث أن الكوينلونات هي من ضمن المضادات الحيوية القليلة الصالحة في تلك الحالة.
حتى لا تسيء استخدام المضادات الحيوية:
للمواطنين:
للوقاية من انتشار مقاومة المضادات الحيوية ومكافحتها عليك بما يلي:
- لا تستعمل المضادات الحيوية إلا بوصفة طبية.
-
اتبع نصائح الطبيب عند استعمال المضادات الحيوية: خذ المضادات الحيوية على النحو الموصوف. من المهم تناول الدواء كما وصفه طبيبك، حتى لو كنت تشعر بتحسن. إذا توقف العلاج مبكرًا، وأصبحت مريضًا مرة أخرى فمن الممكن أن تصبح البكتيريا المتبقية مقاومة للمضادات الحيوية التي تناولتها.
-
لا تتشارك مع أشخاص آخرين باستخدام المضادات الحيوية الموصوفة لهم من قبل الطبيب أو التي يتناولونها على عاتقهم.
-
لا تفوّت الجرعات: تكون المضادات الحيوية أكثر فاعلية عندما يتم تناولها بالطريقة الموصوفة من قبل الطبيب.
-
لا تستخدم المضادات الحيوية التي تم استخدامها سابقا مرة أخرى بدون استشارة الطبيب، فقد يصف الطبيب مضادا مختلفاً تبعا لحالتك في كل مرة.
-
لا تأخذ الدواء المتبقي، يمكن أن يؤدي تناول الدواء الخطأ إلى تأخير الحصول على العلاج المناسب وقد يؤدي إلى تفاقم حالتك. لا تتناول المضادات الحيوية الموصوفة لشخص آخر. قد لا تكون هذه مناسبة لمرضك، وقد تؤخر العلاج الصحيح، وقد تسمح لحالتك بالتدهور.
-
تحدث مع أخصائي الرعاية الصحية الخاص بك. اطرح أسئلة، خاصة إذا كنت غير متأكد من الوقت المناسب للمضاد الحيوي أو كيفية تناوله. جميع الأدوية لها آثار جانبية. أخبر أخصائي الرعاية الصحية إذا كان لديك أعراض جديدة أو غير عادية أو آثار جانبية. قد تحتاج إلى إيقاف المضاد الحيوي عند تسببه في آثار جانبية مزعجة وإكمال العلاج بمضاد حيوي مختلف.
-
احرص على الوقاية من العدوى عن طريق الانتظام في غسل اليدين، إعداد الطعام الصحي، وتجنب مخالطة المرضى.
للمهنيين الصحيين:
لمنع ومكافحة انتشار مقاومة المضادات الحيوية، يمكن للمهنيين الصحيين:
-
قم بمكافحة ومنع العدوى عن طريق التأكد من نظافة يديك وأدواتك وبيئتك.
-
لا تقم بوصف المضادات الحيوية وصرفها إلا عند الحاجة إليها.
-
وفقًا للإرشادات تحدث إلى مرضاك حول منع العدوى (على سبيل المثال: التطعيم ، وغسل اليدين، والجنس الآمن، وتغطية الأنف والفم عند العطس).
-
أبلغ فرق المراقبة عن العدوى المقاومة للمضادات الحيوية.
-
تحدث إلى مرضاك حول كيفية تناول المضادات الحيوية بشكل صحيح ومقاومة المضادات الحيوية ومخاطر إساءة استخدامها.
