موجة ثالثة من الوباء قادمة للعالم وإلا…
بينما يحاول العالم التفاؤل بعد ظهور لقاحات تبشّر بخلاص البشرية من أزمة فيروس كورونا المستجد، حذر المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية والوقاية منها، من أن البيانات الأخيرة تنذر باحتمالات عالية بعودة الفيروس إلى الانتشار في موجة ثالثة، إذا لم تتخذ التدابير اللازمة لتقييد التحركات والتجمعات خلال عطلة نهاية السنة.
وجاء في تقرير المركز، الذي يتخذ من هلسنكي مقراً له وتنتمي إليه 52 دولة أوروبية، أن معظم التدابير التي اتخذتها الحكومات خلال فترة العطلة الصيفية لم تكن كافية لمنع الموجة الثانية، التي أوقعت عدداً من الضحايا تجاوز العدد الذي أسفرت عنه الموجة الأولى.
وحذر المركز في تقريره الدوري الصادر، الاثنين، من الانجرار وراء الإفراط في التفاؤل مع بدايات حملات التلقيح التي لن تؤتي ثمارها حتى تتحقق المناعة الجماعية، داعياً إلى مزيد من الحيطة والتشدد في الإجراءات خلال فصل الشتاء، الذي لا يستبعد أن يشهد ارتفاعاً في شحنة الفيروس، وسرعة سريانه التي ستتزامن مع ذروة انتشار الفيروسات الموسمية الأخرى.
يشار إلى أنه ومع ازدياد وتيرة الموجة الثانية من الجائحة تشرين الأول، أعادت معظم الدول الأوروبية فرض تدابير صارمة لوقف انتشار المرض الذي أصاب أكثر من 15 مليون إصابة في القارة العجوز، ما دفع منظمة الصحة العالمية قبل فترة، إلى التحذير من موجة ثالثة “قاتلة” قادمة من تفشي الفيروس المستجد بعد أشهر فقط.
وتوقع ديفيد نابارو، مبعوث المنظمة الخاص بفيروس كورونا حينها، موجة ثالثة من الجائحة في أوروبا في أوائل عام 2021، إذا كررت الحكومات ما قال إنه تقاعس عن القيام بما يلزم لمنع الموجة الثانية.
كما أضاف في مقابلة مع صحف سويسرية: “لم تعمل الحكومات على إقامة البنية التحتية اللازمة خلال أشهر الصيف بعد السيطرة على الموجة الأولى”.
وأوضح نابارو، وهو بريطاني الجنسية أخفق في الفوز بمنصب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عام 2017، قائلاً “الآن نواجه الموجة الثانية. إذا لم تعمل (الحكومات) على تجهيز البنية التحتية اللازمة فستكون لدينا موجة ثالثة في أوائل العام المقبل”.
جاء ذلك بعد يومين من قول هانز كلوغ، مسؤول شؤون أوروبا بمنظمة الصحة العالمية، إن أوروبا مسؤولة عن 28% من الحالات العالمية، و26% من الوفيات.
يشار إلى أن فيروس كورونا المستجد قد سجل أكثر من 72 مليون إصابة حول العالم منذ بدء تفشيه قبل سنة تقريباً، فيما تجاوز عدد المتعافين37 مليونا، وبلغ عدد الوفيات أكثر من مليون ونصف حالة.
إلى ذلك، تتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد الإصابات، تليها الهند ثم البرازيل وفرنسا وروسيا وإسبانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا والأرجنتين وكولومبيا والمكسيك وبيرو وألمانيا وبولندا وإيران.
كما تتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث أعداد الوفيات، تليها البرازيل والهند والمكسيك والمملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا.