الحدث

“سواتر سياسية” بين بعبدا وبيت الوسط تقود الى الانهيار!


تحت عنوان ″سواتر سياسية″ بين بعبدا وبيت الوسط تقود الى الانهيار!، كتب غسان ريفي في “سفير الشمال”: في الوقت الذي يمنح فيه عيد الاستقلال شعوب العالم الفخر والعزة والكرامة والعنفوان بتحرير أوطانهم ونيلها حريتها وسيادتها، فإن اللبنانيين شعروا في يوم إستقلالهم الـ77، بكثير من الحزن واليأس والبؤس والضعف وقلة الحيلة في مواجهة حفنة من المسؤولين يصرون على سوقهم وسوق وطنهم الى ″جهنم″.

ما زاد الطين بلة في يوم الاستقلال، هو رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون الى اللبنانيين والتي لم تعط أملا ولم تحاك طموحا، ولم تطمئن مواطنا لا لحاضره ولا لمستقبله، فكانت أشبه بـ”ورقة النعوة” لوطن قرر حكامه أن يكون مصيره “جهنم” فإرتكبوا باسمه كل الموبقات والمعاصي وصولا الى الكبائر.

يمكن القول، إن رسالة الاستقلال الخامسة في عهد ميشال عون، قد أنهت شعار “العهد القوي” بعدما أظهر رئيس الجمهورية نفسه بأنه مغلوب على أمره ولا حول له ولا قوة في مواجهة ما أسماه “منظومة الفساد المتحكمة في البلاد”، متنصلا في الوقت نفسه من كل المسؤوليات، ومحملا الشعب اللبناني مسؤولية مواجهة الأزمات، واضعا نفسه مع دخول سنته الخامسة في سدة الرئاسة في خانة “شهود الزور” على ما يواجهه لبنان من إنهيار مدمر”.

لم تُقنع رسالة ميشال عون أكثرية اللبنانيين لا في الفساد ولا في القضاء ولا في المحاسبة ولا في إنفجار مرفأ بيروت، ولا في التدقيق الجنائي، ولا في تشكيل الحكومة، فضربوا كفا بكف على ما آلت إليه أوضاع البلاد ورئاستها العاجزة عن تحقيق بعض البديهيات، فإذا كان حال رئيس الجمهورية “الشكوى والنعي” فماذا يكون حال شعبه الذي يعاني الأمرين من عهد قوي بالاسم ضعيف بالممارسة، يحكم ويعارض في الوقت نفسه، يقود المؤسسات وينقلب عليها، ويستدرج الأزمات وكذلك العقوبات.

في الاستقلال، كان اللبنانيون يتطلعون الى أن يقدم لهم رئيسهم خارطة طريق نحو الحل، فإذا به يسدّ ما تبقى من آفاق، ويضاعف من سوداوية المشهد الذي يرخي بظلاله القاتمة على يوميات وطن بات مهددا بالحرب والمجاعة والموت.

في ظل الاستقلال الحزين الذي منعت جائحة كورونا إحتفالاته وعرضه العسكري الرسمي، ما تزال الحكومة العتيدة تراوح مكانها في الحجر السياسي، فلا رئيس الجمهورية أوحى بإمكانية تسهيل ولادتها، ولا جبران باسيل تراجع عن التعطيل المحصّن والمدعوم رئاسيا، ولا الرئيس المكلف سعد الحريري عمل على تدوير الزوايا، ولا الثنائي الشيعي دخل على خط الوساطة لتقريب وجهات النظر والوصول الى قواسم مشتركة.

تشير المعطيات الى أن المبادرة الفرنسية التي تتهاوى أمام الطعنات التي تصيبها، وكان آخرها إنسحاب شركة التدقيق الجنائي لكشف المتلاعبين بحسابات الدولة، تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة، خصوصا أن أزمة الحكومة تتجه الى مزيد من التصعيد، وصولا الى رفع السواتر بين قصر بعبدا وبيت الوسط، على وقع الاتهامات الباسيلية للحريري بأنه يتحصن بقصر الأليزية لتحسين شروطه وتشكيل حكومة لا تراعي وحدة المعايير، فضلا عن إيحاء باسيل وبعض حلفائه بإمكانية تعويم حكومة حسان دياب المستقيلة منذ كارثة إنفجار 4 آب، أو دفع الحريري الى الاعتذار.

وفي هذا الاطار تقول مصادر مطلعة: إن الحريري لن يعتذر، وإن حكومة حسان دياب أصبحت في عداد “الموتى” بإنتظار تحديد موعد “الدفن” على ساعة تشكيل الحكومة الجديدة، فيما لبنان يبقى أمام فرصته الأخيرة المتمثلة بالمبادرة الفرنسية التي سيكون فشلها بمثابة إعلان رسمي عن إنهيار لبنان بالكامل.
المصدر: سفير الشمال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى