“تعهد بإنهاء حرب اليمن”.. كيف ستكون العلاقة بين السعودية وبايدن؟
على مدى السنوات الأربع الماضية، توثقت العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، في عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب، لدرجة أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كان يفعل ما يريده دون أن يتلقى أي تعليق من الإدارة الأميركية، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
وذكرت الصحيفة أن السعودية ارتكبت انتهاكات بحق المدنيين في اليمن، واعتقال نشطاء الرأي السعوديون، ولم يهز أي من ذلك التزام ترامب تجاه المملكة كشريك موثوق به ضد إيران ومشتري مهم للأسلحة الأميركية.
والآن تستعد السعودية لرئيس أميركي جديد تعهد بإنهاء الدعم لحرب اليمن، ومعاقبة المملكة على انتهاكات حقوق الإنسان. وكان الرئيس المنتخب جو بايدن قال العام الماضي عندما سئل عن السعودية: “لقد حان الوقت لاستعادة الشعور بالتوازن والإخلاص لقيمنا في علاقاتنا في الشرق الأوسط”.
وأضافت الصحيفة أن هذا الاختلاف الصارخ في نبرة تصريحات بايدن، تؤكد أنه ما لم يغير ولي العهد من طرقه وأسلوبه فمن غير المرجح أن يلقى ترحيبا في البيت الأبيض كما كان في عهد ترامب، وقال الخبراء إنهم لا يتوقعون انفصالا عن المملكة، لكن الضغط من إدارة بايدن قد يدفع الرياض لتهدئة سلوكها.
لن تستمر بهذه الطريقة
وقالت تمارا كوفمان ويتس، من مركز سياسات الشرق الأوسط في معهد بروكينغز:”هناك الكثير من الأسباب لاستمرار هذه العلاقة – لها قيمة كبيرة لكلا الجانبين – لكنها ببساطة لا يمكن أن تستمر بالطريقة التي كانت عليها خلال السنوات الأربع الماضية”، وتابعت “كانت هناك سلسلة من انتهاكات القواعد بين الحكومات الصديقة، وهو انتهاك للمعايير.”
وكان تقرير لمجلة فورين بوليسي رسم صورة قاتمة للعلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، في حالة فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية، ويرى التقرير أن محمد بن سلمان كان يتمتع بحصانة في عهد ترامب، بعدما أقنع الرئيس الأميركي بأنه على “استعداد السعودية لشراء أسلحة أميركية بمليارات الدولارات ومعارضة إيران والتواصل مع إسرائيل”.
وأكد التقرير أنه في عهد بايدن، ستنتهي هذه الحصانة وفتح سجل حقوق الإنسان داخل المملكة وفي اليمن”.
لطالما وصف بايدن السعودية بأنها “منبوذة” وناهض بشدة حرب السعودية في اليمن، وحث على إعادة تقييم العلاقة بينها وبين واشنطن.
من جانبهم قلل المسؤولون السعوديون من أهمية العلاقات الاستثنائية بين ترامب والمملكة، وأكدوا أن العلاقات بين الدولتين مستمرة منذ 8 عقود، وقالت الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، السفيرة السعودية في واشنطن، في خطاب بالفيديو أمام المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية يوم الأربعاء: “علاقتنا أعمق بكثير من مجرد زعيم سعودي واحد أو رئيس أميركي واحد”.
شريكا مهما
وقالت إن القوة الإقليمية للمملكة وبروزها العالمي المتزايد تجعلها شريكًا مهما لأميركا، وأضافت: “بينما تعزز إصلاحاتنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المملكة، سنكون في وضع أفضل باعتبارنا الحليف الأكثر موثوقية للولايات المتحدة في المنطقة”.
وبحسب نيويورك تايمز، سيحتاج بايدن إلى السعودية للمساعدة في بناء دعم إقليمي لاستراتيجيته الجيدة مع إيران، أو لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط أو للمساعدة في استئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، كما قد يؤدي عرض سعودي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل لرفع مكانة المملكة في واشنطن، على الرغم من أن المسؤولين السعوديين والإسرائيليين قالوا إن مثل هذه الخطوة ليست وشيكة.
بينما لم تستبعد مجلة فورين بوليسي أن ترد الرياض على ساسية بايدن المحتملة، بتعزيز العلاقات مع الصين أو تسريع خطوات التطبيع مع إسرائيل، لكسب ود واشنطن. ومع ذلك، يرى التقرير أن ذلك لن يشفع للرياض.
المصدر: الحرة