الحدث
كاتبة إسرائيلية تستبعد العودة لطاولة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية و كيان الإحتلال مع فوز بايدن
قالت الكاتبة الإسرائيلية ” مزال معلم” إنه “رغم انتخاب جو بايدن لرئاسة الولايات المتحدة، فلا أحد في إسرائيل حريص على الاندفاع لطاولة المفاوضات مع الفلسطينيين.
وتناولت “معلم” في مقالها على موقع المونيتور دعوة وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكنازي إلى العودة لطاولة المفاوضات مع الفلسطينيين دون شروط مسبقة، مرجحة عدم تحقق ذلك.
وأضافت إن “أشكنازي استغل التغطية الإعلامية للقائه في القدس المحتلة بنظيره البحريني عبد اللطيف الزياني لنقل رسالة تصالحية للفلسطينيين بعد إعلانهم عن استئناف التنسيق الأمني مع إسرائيل، لكن أشكنازي كان صوتاً وحيدا في الحكومة، ويفتقر لأي أهمية عملية طالما أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يزال منخرطا مع الرئيس دونالد ترامب”.
وأشارت “معلم” خبيرة الشؤون الحزبية، أن “انتخاب بايدن يوفر للرئيس الفلسطيني شريان حياة بعد العلاقات القاسية مع ترامب، ولكن لا أحد في إسرائيل حريص على الاندفاع للمفاوضات المنهارة منذ 2014، ورعاها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال الولاية الثانية للرئيس باراك أوباما، حين كان بيني غانتس وزير الحرب الذي حث الفلسطينيين على العودة للمفاوضات مع إسرائيل”.
وأوضحت أن “تصريح غانتس ليس احتفالياً، ومن الواضح أنه لا ينقل النوايا العملية والشخصية لإحياء المفاوضات مع الفلسطينيين، فقد كان بإمكانه نقل رسالة مباشرة لعباس، ويقترح عقد اجتماع، لكنه تجنب ذلك، لأن غانتس، مثل نتنياهو، لا يريدان فعل ما يضر بترامب، طالما أن واشنطن وتل أبيب متورطتان في المزيد من القضايا الملتهبة، بما في ذلك الدفاع المشترك والشؤون الدبلوماسية”.
وأكدت أن “غانتس لم يضع أبداً خطة سلام متماسكة، أو حلا للصراع مع الفلسطينيين، وبالنظر إلى تحديات غانتس لنتنياهو في ثلاث جولات انتخابية، كان فيها قائد الجيش السابق متحالف مع يسار الوسط السياسي، ورغم أنه يعلن تأييده لحل الدولتين، لكن القضية ليست على قائمة مهامه المباشرة، ولهذا السبب، ففي هذه المرحلة، فإن الخطة الوحيدة ذات الصلة هي صفقة القرن الخاصة بترامب”.
وأضافت أن “غانتس لم يقد أجندة دبلوماسية، أو أي مبادرة لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، حتى عندما انضم لحكومة نتنياهو في أيار/مايو الماضي لم يطالب بذلك، في حين اختار الأخير، كما هو متوقع، تجاهل الإشارات التصالحية التي أرسلتها القيادة الفلسطينية، التي تعتبر ترامب العدو اللدود لها، مما قد يرجح أن ينتظر نتنياهو دخول بايدن البيت الأبيض قبل التعامل مع القضية الفلسطينية”.
وأوضحت أنه “في الأسابيع المتبقية حتى كانون ثاني/يناير 2021، سيركز نتنياهو على تعظيم فوائد التطبيع مع الإمارات والبحرين والسودان، وهي الإنجازات التي ستبرز بشكل واضح في حملته الانتخابية المقبلة، بما فيها الزيارات التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة من كبار المسؤولين الإماراتيين لإسرائيل، وللتأكد أنهم لا يسرقون الأضواء، أصدر تعليماته لجميع الوزراء بتجنب السفر لشركاء إسرائيل الجدد دون إذنه، وقبل زيارته الخاصة”.
وأشارت إلى أن “اعتبارات سياسية تقود نتنياهو، كأن يفكر مرة أخرى بحملة انتخابية معقدة في الأشهر المقبلة، وسيحتاج لكل الدعم الذي يمكنه الحصول عليه من قاعدته السياسية من أجل البقاء، وبالتالي ليس لديه أي حافز لبدء مفاوضات مع الفلسطينيين التي تنطوي على محادثات حول حل الدولتين”.
ونقلت عن مصدر دبلوماسي كبير رافق نتنياهو في المفاوضات السابقة، أن “الأخير ينتظر تغيير الحرس في واشنطن، وتنصيب بايدن، وهو يعلم أن القضية الفلسطينية ستطفو على السطح، وستعاد لجدول الأعمال، لكنه سينجح، وإذا لزم الأمر، سيستأنف المحادثات مع الفلسطينيين كما فعل في الماضي، مع أنه لم يخرج بكثير من هذه المحادثات”.
وأوضحت أن “الإسرائيليين لم يعودوا مبالين بآفاق المفاوضات مع الفلسطينيين، رغم تصدرها سابقا للحملات الانتخابية، وأثارت جدالات عاصفة بين اليسار واليمين، فيما أدى تجميد المفاوضات، بجانب التهديدات الأمنية، إلى تمكين معظم الإسرائيليين من تنحية الصراع مع الفلسطينيين جانبًا، إلى حانب عملية التطبيع مع الدول العربية”.
وأشارت إلى أن “فرص قيام مرشحين سياسيين إسرائيليين قياديين بوضع المحادثات مع الفلسطينيين على رأس جدول أعمالهم ضئيلة، حتى رئيس حزب “يمينا” المؤيد للاستيطان، نفتالي بينيت، الذي يمثل اليمين الأيديولوجي والمستوطنين، ويشكل حاليًا التهديد الرئيسي لإعادة انتخاب نتنياهو، تجنب التعامل مع هذه القضية الموصوفة بأنها “البطاطا الساخنة” المثيرة للجدل”.
وأكدت أنه “رغم أن بينيت من أشد المدافعين عن خطة الضم، فقد أعلن تركيزه في السنوات المقبلة على كورونا، والانتعاش الاقتصادي، وردم انقسامات الإسرائيليين، لأن ارتفاع أسهمه السريع باستطلاعات الرأي في الأشهر الأخيرة نابع من تركيزه على اهتماماتهم اليومية أثناء تعاملهم مع أزمة صحية واقتصادية، وفي اللحظة التي يبدأ فيها الحديث عن ضم الأراضي، فإن العديد من الناخبين المحتملين سيديرون ظهورهم له”.
المصدر: المونيتور