الحدث
التاريخ الأسود يعيد نفسه..النظام السعودي يطمس آثار الصحابة ويرمم آثار الملوك وهذا ما فعله الهالك عبدالعزيز قبل 94 عاماً.
على مدار عقود طويلة، هدمت سلطات آل سعود أنقاض وبيوت ومزارات الصحابة الكرام رضوان الله عليهم؛ تحت ذريعة تطوير مكة المكرمة.
وأتت حملة التوسعة عبر مراحل متفاوتة على أكثر من 85 % من إرث مكة المكرمة التاريخي والثقافي والعمراني بما فيه إرث الصحابة.
وعلى سبيل المثال، أقيم فندق مكة هيلتون على أنقاض بيت الخليفة الأول أبو بكر الصديق، فيما بنيت دورات المياه على أنقاض بيت السيدة خديجة بنت خويلة (رضى الله عنهما).
وهدمت سلطات آل سعود دار الأرقم بن أبي الأرقم وأزالتها من الوجود، كما هدمت مسجد انشقاق القمر خلال حملة التوسعة الأخيرة للحرم المكي.
وقضى برج الساعة الشهير على أكثر من 400 موقع تاريخي وأثرى في مكة المكرمة بينها الكثير من إرث الصحابة. وحلّت الأبراج وناطحات السحاب أمام الأماكن المقدسة وصلت كلفة تشيدها لأكثر من 132 مليار ريال بواسطة شركات تتبع لأمراء من عائلة آل سعود.
وقال رجل دين من المملكة: إن معظم التغيرات في مكة المكرمة ليس لها تبريرا، سوى الاستثمارات المالية حول الكعبة المشرفة؛ بهدف الربح من التجارة الدينية لأمراء آل سعود.
وأضاف الداعية – الذي فضل عدم الكشف عن هويته لـ”التغيير” – أن الأبراج الشاهقة حول الكعبة المشرفة جميعها يعود لأمراء من العائلة الحاكمة، لافتا إلى أن هذه الاستمثارات ستتعاظم وستكبر مع تطبيع المملكة استيعاب 30 مليون حاج ومعتمر عام 2030.
وسعت سلطات آل سعود لاستيعاب 15 مليون حاج ومعتمر خلال العام 2020، لكن أزمة كورنا ألقت بظلالها السلبية، وعطلت تلك السلطات فريضة الحج على مسلمي العالم، واقتصرتها على بعض المسلمين من المملكة فقط.
وخلال توسعة الحرم المكي الأخيرة، حامت شبهات فساد معتادة على نظام آل سعود مع إطلاق مشروع جديد لتوسعة الحرم المكي في مكة المكرمة. وباتت شركات المقاولات تتسابق للعمل بمشاريع توسعة الحرم التي لا تنتهي، والتي باتت تثير حنق الزائر لبيت الله الحرام، وسط انتقادات واتهامات بأنها تمس قدسية الديار المقدسة وروحانيتها.
ويراقب كثيرون في ذعرٍ واستغراب واستهجان، تدمير مئات من المباني التاريخية والأثرية لإفساح الطريق أمام عمليات توسعة البيت الحرام.
ومؤخراً أعلن نظام آل سعود عن توسعة جديدة للحرم المكي الشريف برقم فلكي يصل إلى 100 مليار دولار.
وأدانت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة المملكة للحرمين بأشد العبارات خطط نظام آل سعود لفرض التهجير القسري على سكان حي شرائع النخيل في مكة المكرمة تمهيدا لإقامة مشاريع استثمارية مشبوهة عبر شركات تابعة للنظام.
وقالت الهيئة الدولية إن أكثر من 10 آلاف مواطن من سكان حي شرائع النخيل تم ترحيلهم قسريا بعد أن قرر نظام آل سعود تمليك أراضي الحي لصالح شركة استثمارية وسط شبهات فساد واسعة في الصفقة.
وأعربت الهيئة الدولية عن بالغ قلقها إزاء مخططات تهجير السكان الأصليين في مكة المكرمة لصالح إغراقها بمشاريع استثمارية لجمع الأموال على حساب طمس المعالم دينية والروحية والتاريخية للمدينة المقدسة.
في المقابل، طورت سلطات آل سعود المنطقة التاريخية “بوابة الدرعية” كمشروع تراثي ثقافي، وإعادتها إلى ماضيها العريق في القرن الثامن عشر، ولتصبح وجهة سياحية محلية وعالمية.
وكشفت النظرة المستقبلية لهيئة تطوير بوابة الدرعية، الملامح الحديثة للمكان الموغل في التاريخ، ليكون في قادم الأيام وجهة سياحية على المستوى العالمي.
وأعلنت وزارة السياحة في المملكة أن المنزل الذي أقام فيه ضابط بريطاني يعرف باسم لورانس العرب عشية حملته الشهيرة في الصحراء يجري تحضيره ليكون معلما يجذب السياحة.
وذكرت صحيفة تلغراف البريطانية في تغطيتها للقرار أن المقدم تي إي لورانس أقام لفترة وجيزة في ميناء ينبع على البحر الأحمر خلال ما عرفت باسم “الثورة العربية الكبرى” عام 1916 عندما أصبح الميناء قاعدة إمداد مهمة للقوات البريطانية والعربية التي قاتلت الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
وقال عمدة ينبع أحمد المحتوت: إنه بحلول نهاية العام الجاري قد يكون المنزل جاهزا للسياح لزيارته كجزء من حملة أوسع للمملكة لجذب المزيد من الزوار الأجانب.
وخلال الثورة العربية تم إيفاد لورانس لمساعدة رجال القبائل البدوية المحلية على الإطاحة بحكامهم الأتراك الذين كانوا متحالفين مع ألمانيا ضد البريطانيين والفرنسيين في الحرب العالمية الأولى.
و كانت صحيفة “الكون” قد نشرت عام 1926 هذا الخبر “آل سعود يدمرون أضرحة الصحابة.. عبدالعزيز يتظاهر بالإعتذار ويتهم رجاله”.مدعوما بالصور وتضمنت الوثيقة تحقيقا مصوّرا حيث تحدث عن انتهاك آل سعود لحرمة أضرحة الصّحابة والمقابر في مكّة والمدينة على السّواء.
وبحسب هذه الصحيفة المصرية التي كانت تصدر عن مجلة الكفاح العربي، فإن انتهاك آل سعود لحرمة أضرحة الصحابة والاثار الدينية والتاريخية استمرّ لأكثر من عام ، وشمل المقابر في مكة والمدينة على السواء ، وكانت ذروة تعديهم على المقدسات تدميرهم لأضرحة الأئمّة من آل بيت رسول الله صلّى الله عليه و آله في البقيع بتاريخ 20 نيسان/ابريل 1926.
الصحف والمجلّات العربية الصادرة في العشرينات من القرن المنصرم وثقت نشر وقائع هذه الاعتداءات المتكررة ؛ منها مجلة “اللطائف المصورة” المصرية بتاريخ 7 أيلول 1925، وجريدة “المصور” المصرية بتاريخ 4 كانون الأول 1925 ، وكذلك جريدة “العراق” البغدادية في نيسان 1926 لتغطية وقائع هدم أضرحة البقيع في المدينة المنورة.
وأهم ما في هذه الوثيقة تضمنها عزم الوهابيين الإساءة إلى القبر الشريف للنبي محمد (ص) . ومما كتب في هذا الصدد ، ما أورده محمد فؤاد الباحث في “مركز قضايا الخليج للدراسات الاستراتيجية” ، في دراسة له عن الدين و الدولة في المملكة السعودية : “لقد دخل الإخوان “الذراع العسكري للحركة الوهابيّة” إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة كفاتحين ، و أنّهم جاؤوا لتطهير المدينتين من البدع ، فأزالوا المعالم التاريخية و حطموا الآثار الدينية و هجموا على المسجد النبوي، وقد جاء في تقرير القنصلية الأميركيّة في عدن بتاريخ 17 آب 1926 أنّ ابن سعود أطلق النار على قبر النبيّ”.
و مما جاء في خبر صحيفة “الكون” :
– هدم آل سعود البيت الذي ولد فيه النبي محمد بن عبد الله في شعب الهواشم
– هدم آل سعود بيت السيدة خديجة بنت خويلد زوجة النبي
– هدم آل سعود بيت أبي بكر ويقع بمحلة “المسفلة” بمكة
– هدم آل سعود البيت الذي ولدت فيه فاطمة بنت محمد وهو في زقاق الحجر بمكة المكرمة
– هدم آل سعود بيت حمزة بن عبد المطلب عم النبي وأول شهيد في الاسلام
– هدم آل سعود بيت الأرقم وهو أول بيت كان يجتمع فيه الرسول (ص) سراً مع أصحابه
– هدم آل سعود قبور الشهداء الواقعة في “المعلى” و بعثروا رفاتهم
– هدم آل سعود قبور الشهداء في بدر
– هدم آل سعود البيت الذي ولد فيه علي بن ابي طالب والحسن والحسين عليهم السلام
– تدمير آل سعود “بقيع الغرقد” في المدينة المنورة حيث يرقد المهاجرون والأنصار من صحابة النبي (ص) وبعثروا رفاتهم
– ولقد همّ بنو القينقاع (و هم آل سعود) بتدمير القبة التي تظلل وتضم جثمان صاحب الرسالة محمد بن عبد الله (ص) ونبشوا ضريحه, لكنهم توقفوا حينما حدثت ضجة كبرى ضدهم, فارتدوا على أعقابهم خاسئين .
وما ورد ، غيض من فيض من الادلة حول حجم الخطر من داخل السعودية ومن داخل الفكر الوهابي والثقافة الوهابية. فعلاً ، ما حدث في تلك الحقبة التاريخية مروّع ، و يندى له الجبين ، فما قام به اتباع الملك السعودي عبد العزيز ال سعود، الوهابيون، ينبثق انطلاقاً من فكرهم بتهديم كل الاثار الدينية والتاريخية لرسول الله (ص) والصحابة والاضرحة والقبور والاثار التاريخية. و هي حقيقة ، أكدها سماحة السيد نصر الله قائلا أنهم “دمروا كل شي” .
المصدر: متابعات+التغيير