أمير عبد اللهيان في ندوة حول اليمن: زيارة سرية لمبعوث ابن سلمان إلى طهران.. کيف تعاطی معه الحاج قاسم؟
الوقت – في ندوة حملت عنوان “الليلة اليمنية” عقدت تكريماً لمقاومة وشجاعة شعب اليمن المظلوم في مرکز الشهيد مطهري بطهران، شکر “حسين أمير عبداللهيان” المساعد الخاص لرئيس مجلس النواب للشؤون الدولية منظمي الندوة، وقال: “ليس لدي شك في أنه بفضل الله عز وجل والمقاومة التي أظهرها شعب اليمن العظيم في السنوات الخمس الماضية، سنشهد قريباً الاحتفال بالنصر اليمني في دول محور المقاومة”.
وفي إشارة إلى التطورات السريعة والواسعة النطاق في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا، قال: “نری مثالاً على هذه التطورات في اليمن”، ثم تطرق إلى لقائه مع سفير السعودية في واشنطن آنذاك “عادل الجبير”.
حيث قال أمير عبد اللهيان: “عندما كنت مسؤولاً عن الملف اليمني في وزارة الخارجية، كان السيد عادل الجبير سفير السعودية في الولايات المتحدة، وأعلن بدء الحرب ضد الشعب اليمني المظلوم من واشنطن. وکان هذا غريباً وغير معتاد أن يعلن السفير بدء الحرب بدلاً من مسؤول عسكري”.
وأضاف: “بعد أيام قليلة انتُخب الجبير وزيراً للخارجية في السعودية، وبعد أقل من أسبوعين من الحرب اليمنية ذهبت إلى جدة لحضور اجتماع لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي. وعلى هامش الاجتماع، تحدثت مع السيد الجبير عن قضايا إقليمية واليمن. كان متوترًا جدًا واعتقد أن السعودية قوية جدًا لدرجة أن اليمن لا يستطيع البقاء حتى بضعة أيام ضد الضغط السعودي، وذلك بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا والکيان الإسرائيلي، وستستطيع السعودية إنهاء المهمة في غضون أيام قليلة. قلت له إن الحل في اليمن ليس الحرب وسترى أنكم ستخسرون الحرب اليمنية. قال لي غاضبًا سترى أننا سنقضي على الحوثيين في شمال اليمن في أقل من ثلاثة أسابيع، وكرَّر مرتين أننا سوف نقضي عليهم. ابتسمت وقلت له يا معالي الوزير نحن ننتظر المستقبل ولكنك مخطئ”.
وتابع المساعد الخاص لرئيس مجلس النواب للشؤون الدولية: “مرت أشهر قليلة، ولم نصل بعد إلى ذكرى غزو التحالف السعودي لليمن. ذات يوم كنت جالسًا في مكتبي في وزارة الخارجية، وأُجري معي اتصال من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. كان طلبهم أننا نريد إرسال مبعوث إلى طهران سراً ولدينا طلب منكم بخصوص اليمن. بعد أن أخبرت المسؤولين في البلاد بهذا الطلب، بمن فيهم الفريق الحاج قاسم سليماني، طلب مني الفريق سليماني قبول ممثلهم والاستماع إليهم”.
ومضی قائلاً: “في صباح اليوم التالي، عقدنا هذا الاجتماع في أحد المباني خارج وزارة الخارجية. أخبرنا المبعوث السعودي أننا غير قادرين على استمرار هذا الوضع، ونطلب منكم المساعدة في وقف إطلاق النار. دارت مناقشات طويلة وأخيراً نُقلت هذه الرسالة إلى السيد “عبد الملك الحوثي”. تم الاتفاق على أن يلتقي جنرال ولواء سعودي رفيع المستوى مع عضو في المجلس المركزي لأنصار الله عند معبر حدودي مشترك. كان هدفهم هو إقرار وقف إطلاق النار. لم يتخيل السعوديون أن الحرب، التي كان من المقرر الانتصار فيها في ثلاثة أسابيع، تجبرهم الآن الطلب من جمهورية إيران الإسلامية وبعد ما يقرب من تسعة أشهر التوسط لوقف إطلاق النار.
وقال أمير عبد اللهيان: “رغم أن مشهد الحرب في ذلك الوقت كان لمصلحة المقاومة اليمنية، وكان الجانب السعودي يعاني من هذا الوضع بشدة، إلا أنه عندما غادر مبعوث بن سلمان طهران قال: أرجوكم أخبروا “الحوثيين” في اليمن أننا إذا توصلنا إلى اتفاق، نريد بقاء الاتفاق سراً وعدم نشره في أي مكان”.
وأضاف: “جرت المحادثات في النقطة الحدودية، حيث تقرَّر أن يبدأ وقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام بشکل تجريبي. لكن بعد وقف إطلاق النار، أدركت السعودية فجأةً أنها لا تستطيع الاستمرار في هذا الوضع، وشجّع الأمريكيون والبريطانيون والصهاينة الذين کانوا يقودون السعودية، هذه الدولة وقالوا للسعوديين إننا ندعمكم ولا ينبغي أن يتم وقف إطلاق النار هذا. وفي النهاية، انتهك النظام السعودي وقف إطلاق النار بسبب هذه الوعود”.
ثم أثار عبد اللهيان تساؤلاً عن سبب عدم صدق السعوديين على طاولة المفاوضات، رغم كل المعاناة التي تلحق باليمن، ومن جهة أخرى كل المشاكل التي تمر بها السعودية، وقال “السبب أنهم يتطلعون إلى تغيير خريطة اليمن. بعد مضيّ خمس سنوات ومفاوضات سرية وعلنية مختلفة، اتفق المسؤولون السعوديون أخيرًا ومن وراء الكواليس على التنازل عن جزيرة “سقطرى” الاستراتيجية والفريدة لمصلحة الکيان الصهيوني والإمارات”.
وقال المساعد الخاص لرئيس مجلس النواب للشؤون الدولية: “هذه الخدمات التي تقدمها السعودية للکيان الصهيوني اليوم، ومحاولاتها لتفكيك العراق وسوريا واليمن من خلال الدعم المالي والتسليحي للإرهابيين، سترتدّ في النهاية عليها، والسعودية ستواجه التقسيم من قبل الکيان الإسرائيلي”.
وأكد أمير عبد اللهيان أن تصرفات السعودية والإمارات لن تكون في مصلحة الأمن الإقليمي، وقال: “اليوم هناك مشهد أبيض ومشرق في اليمن اليوم، وهو مشهد مقاومة الشعب اليمني، والنساء والأطفال الذين أظهروا أقوى صمود في أصعب ظروف الحصار البشري”.
ومضى يشرح سبب إطالة أمد الحرب السعودية في اليمن مع تدفق الأسلحة الغربية إلى اليمن، وقال إن “النظام السعودي والولايات المتحدة وبريطانيا يختبرون أخطر القنابل والأسلحة في اليمن”.
وأضاف أمير عبد اللهيان: “من حيث عدد السكان والمقاومة، فإن أنصار الله وحلفاءها لهم النصيب الأكبر في اليمن، واليمنيون أذكياء للغاية ولديهم أقدم حضارة في منطقتنا”.
وأكد المساعد الخاص لرئيس مجلس النواب للشؤون الدولية، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليس لديها انحياز خاص تجاه الجماعات اليمنية، وتعتقد أن مستقبل اليمن ملك لجميع اليمنيين. ولا ينبغي أن تتدخل في مستقبل اليمن أي دولة أجنبية، بما في ذلك إيران والسعودية وبريطانيا والولايات المتحدة والصهاينة.
وقال: “كان للفريق سليماني دور كبير في فضح وتفكيك المخططات الصهيونية والأمريكية في المنطقة. ولولا توجيهات قائد الثورة المعظم وتضحيات شهداء مدافعي الحرم والمستشارين العسكريين وقوات التعبئة الشعبية، لكان شكل منطقتنا اليوم مختلفاً”.
وفي جزء آخر من تصريحاته، أشار الأمير عبد اللهيان إلى اتفاق التطبيع بين الدول العربية والکيان الصهيوني، وقال: “اليوم، يستدعون حكام بعض الدول الصغيرة والمجهرية إلی شرفة البيت الأبيض بحقارة، ويقدِّم ترامب عرض السيرك للحصول على الأصوات. من المخزي أن يذهب حكام الإمارات والبحرين إلى البيت الأبيض لتطبيع العلاقات مع الکيان الصهيوني مثل الأطفال المتخلفين، فما علاقة ذلك بترامب وما دوره في هذه المعادلة؟”
وتابع: “بفضل جهود الفريق سليماني العزيز ورفاقه في دول مختلفة، تم تشكيل محور المقاومة. واليوم يلعب محور المقاومة الدور الأكثر حسماً في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين، وقريباً ستستسلم جميع دول المنطقة للمنطق والمقاومة ودور محور المقاومة في إرساء وترسيخ السلام والاستقرار والأمن في المنطقة”.
وختم قائلاً: “إن السعوديين تصوَّروا أن اليمن هو يمن رجال حفاة، لكنهم سرعان ما أدركوا أن هؤلاء الرجال الحفاة لديهم إرادة قوية، لدرجة أن السعودية والولايات المتحدة استسلمتا لهم رغم كل قدراتهما”.