الحياد والإنتخابات “الطبق الأساس” في لقاء بكركي
ألان سركيس-نداء الوطن
يبدو أن الرئيس الفرنسي غير الصدامي ايمانويل ماكرون وصل إلى استنتاج أن لا حلّ في لبنان بوجود هذه الطبقة السياسية، وأن تغييرها بات واجباً، لكن مفتاح الحلّ هو في يد الشعب وليس عند أي دولة أجنبية.
ما ردّده ماكرون في إطلالته الأخيرة التي وصف فيها السياسيين في لبنان بالخونة، هو الكلام الذي كان يردده البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي منذ أكثر من سنة، إذ كان يؤكّد أن هذه الطبقة الفاسدة تطعن جسد الوطن وتوصله للهلاك ولا يهمها أوجاع الناس وجوعهم، بل هدفها الحفاظ على مصالحها والإستمرار بسياسة السمسرة والفساد وسرقة خزينة الدولة ومال الشعب. ومنذ طرحه مبدأ الحياد ومطالبته بفك أسر الشرعية، يتحرّك الراعي لإيجاد حل لمآسي الناس محاولاً إستغلال اللحظة للقيام بعملية الإنقاذ، وأتى انفجار 4 آب المدمر ليكون العامل الذي ساهم في فتح المعركة المباشرة مع السلطة.
وأتى جمع الراعي للنواب المستقيلين في إطار تنظيم الصفوف من أجل الوصول إلى الأهداف المشتركة، فالراعي يرى في نشوء جبهة وطنية لاطائفية مناسبة للعمل من أجل تحقيق الأهداف الوطنية، ويتركز عمل سيد الصرح على حلّ الأزمة الإقتصادية أولاً وتحصين سيادة لبنان واستقلاله عبر إقرار مبدأ الحياد، وهذا الكلام قاله بوضوح ويردده دائماً. وشكلت كل هذه الطروحات أساس لقاء الراعي مع النواب المستقيلين، إذ إن الإنتخابات النيابية المبكرة كانت حاضرة بقوة في المباحثات، فالراعي، كما ضيوفه، يعتبر أن إعادة إنتاج السلطة ينطلق من السماح للناس بالإدلاء بصوتها واختيار نواب أكفاء، وهذا الأساس في عملية الإصلاح لأن استمرار الأكثرية مع هذه السلطة سيودي بالبلاد نحو الهلاك. ويحمل الراعي مطلب الإنتخابات النيابية المبكرة كي تكون فرصة لتصويب البوصلة، وإلا ستستمر السلطة بممارساتها الخارجة عن الدستور، خصوصاً أنها أجهضت المبادرة الفرنسية التي كانت تمثل فرصة ثمينة للإنقاذ.
إذاً، فإن النواب المستقيلين الذين شاركوا في الإجتماع مع الراعي وهم: نعمة افرام، ميشال معوض، نديم الجميل، بولا يعقوبيان، الياس حنكش، هنري الحلو وسامي الجميل، كانوا صوتاً واحداً في دعم مطلب الحياد والإنتخابات النيابية المبكرة، فأكد افرام ان “البطريرك لديه حرص كبير على بقاء الامل في لبنان ويرى ان الامل يتضاءل، نحن ابناء رجاء لذلك يجب ان نتمسك بهذه الارض”. وشدد على ان “المطلوب انتخابات مبكرة، لانها ترد المصداقية بين الشعب والقادة السياسيين”. والتقت يعقوبيان مع زميلها افرام حيث كشفت “اننا طالبنا بنزع الشرعية عن هذه الطغمة الحاكمة وان يستمر البطريرك بالوقوف الى جانب شعبه الذي لم يعد قادراً على الاستمرار في هذا الوطن. فهجرة الادمغة كبيرة من البلد، والبطريرك يشعر بهذا الهم”.
أضافت: “ناشدنا البطريرك بالوقوف الى جانب الناس في حقها بتجديد الشرعية بالطبقة السياسية، نحن لم نخرج من الحياة السياسية بل دخلنا الى جانب ناسنا الذين دعونا للاستقالة فقد تهدمت نصف بيروت، ولم يتحرك أحد او يحرك كرسيه الجالس عليه”. وأكدت ان “حياة لبنان بحياده، وصرخة بكركي مدوية وستصل الى كل مكان”.
وسأل النائب المستقيل الياس حنكش النواب في البرلمان: “ماذا تنتظرون، اذا كنتم حقيقة تخافون على مصير شبابنا يجب القيام بهذه الصدمة”. وقال: “استقلنا من أجل سببين، أولاً لسبب اخلاقي فلا يجوز بعد هكذا تفجير الاستمرار كأن شيئاً لم يكن، وثانياً بسبب عدم قدرتنا على التغيير من الداخل. والاشرف ان نشبك أيدينا مع الناس على ان نكون شهود زور في الداخل”، مشدداً على ان “الحياد هو خلاص لبنان، والمرحلة المقبلة ستكون صعبة على الجميع وعلى كل مسؤول ان يشعر بمسؤوليته”.