ذكرت مصادر ديبلوماسية عربية ان ولي العهد محمد بن سلمان ابعد الرئيس سعد الحريري عن الساحة السياسية اللبنانية بعدما قطع الدعم السياسي والمالي عنه، لا بل اكثر من ذلك قام بمحاسبة مالية، إذ صادر للرئيس الحريري ممتلكات في الممكلة العربية السعودية وارسل بن سلمان مندوبا من قبله وهو وزير الخارجية السعودي الى سعد الحريري حيث ابلغه وقف الدعم عنه سياسيا وماليا وعدم رغبة ولي العهد بان يكون الرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة في لبنان. وتابعت هذه المصادر ان السعودية وولي العهد محمد بن سلمان سوف يدعمان بهاء الحريري ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشقيق الاكبر لسعد الحريري. على اثر ذلك، قدم الرئيس سعد الحريري كل تشكيلاته الحكومية الى العماد عون من اختصاصيين كيلا يشرك حزب الله في الحكومة، الا ان الرئيس عون رفض تلك التشكيلات، فاعتذر الحريري عن تاليف الحكومة. وقام الرئيس نجيب ميقاتي بتاليفها، وقد اشترك فيها كل القوى السياسية بما فيها حزب الله. وحصل هذا الامر منذ اربعة اشهر حيث بدأ بهاء الحريري بالعمل اعلاميا من ايطاليا، ودفع اموالا لمحطات تلفيزيون ووظف اعلاميين لبنانيين لاجراء مقابلات من خلال مؤسسة اسماها صوت بيروت الدولي. ودفع بهاء الحريري اموالا نقدية الى محطات التلفيزيون واعلاميين لبنانيين.

وليلة امس توجه بهاء الحريري الى اللبنانيين والسنة حيث ابلغهم انه سيكون قريبا في بيروت. ويبدو ان بهاء الحريري سيشترك في الانتخابات النيابية ليأخذ مكان تيار المستقبل عبر مرشحين يختارهم، وتكون سياسته معادية لايران بالتصريحات السياسية ولا يجاري حزب الله باي تواصل سياسي ويحاول ان يكون له كتلة نيابية من حوالى سبعة الى عشرة نواب. وعليه، يدخل الممثلون لكتلته في الحكومة بعد الانتخابات ويمارسون السياسية في لبنان من خلال التوجيهات السعودية. كما ستقدم الرياض دعما ماليا لبهاء الحريري في حين يبقى الرئيس سعد الحريري في الامارات وباريس معلقا نشاطه السياسي وتيار المستقبل. وفي تحليل الامور، فان الوزير وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري وبعض القوى لن تتعاون مع بهاء الحريري باستثناء بعض القوى التي ستضغط عليها الولايات المتحدة لتكون حليفة لبهاء الحريري ضد ايران وعمليا ضد حزب الله.

وهكذا قطع ولي العهد السعودي كل دعم عن الرئيس سعد الحريري واعطى الضوء الاخضر لشقيقه بهاء، فيما تقول مصادر سياسية لبنانية ان بهاء سيلاقي دعما سعوديا لكنه سيصطدم بصعوبات لبنانية داخلية وغير معروف موقف فرنسا وغيرها تجاه بهاء الحريري وما اذا كان بهاء ملأ الفراغ مع ازاحة الرئيس سعد الحريري شخصيا.

– موازنة لا ترحم الطلاب والموظفين والفقراء –

الى ذلك، بين الترحيب اللبناني الرسمي بالمبادرة الخليجية التي نقلها وزير الخارجية الكويتي باستثناء بند سلاح حزب الله والتمسك به وبين المزايدات الكلامية بين القوى السياسية التي ستزداد اكثر فاكثر حتى موعد الانتخابات النيابية، يرزح المواطن اللبناني تحت وطأة الانهيار والذي يبدو انه وحده سيتحمل وزر موازنة قاسية تتضمن ضرائب ورسوما كثيرة. ذلك ان الطلاب واهاليهم والموظف العادي والطبقة الفقيرة هي التي ستطبق عليها الضرائب والرسوم في حين لن تؤثر سلبا هذه الموازنة في المسؤولين السياسيين وفي اصحاب الاموال الطائلة.

في غضون ذلك، وفي خضم الانهيار الذي حصل نتيجة الفساد المستشري في الدولة، لا تزال السرقة سارية، واخرها المسألة المتعلقة بكلفة اختبارات PCR في المطار ما ادى الى فتح تحقيق يستبعد المواطن التوصل الى محاسبة المرتكبين.

توازيا، حددت وزارة المالية المعدل المتوسط لسعر الصرف 10,083 ليرة للدولار في موازنة 2022 معلنة استمرار تعليق دفع استحقاقات سندات الخزينة بالعملة الاجنبية. اما عن الكهرباء فاليوم سيتم البحث في جلسة مجلس الوزراء حيث يميل وزير الطاقة الى زيادة تعرفة الكهرباء للتمكن من زيادة ساعات التغذية وفقا لاوساط وزارية.

– لا مقاطعة سنية في الانتخابات رغم تعليق المستقبل مشاركته –

وعلى صعيد الانتخابات النيابية وتعليق تيار المستقبل مشاركته فيها، تبين ان قرار الرئيس سعد الحريري لم يحدث «الخضة السياسية « التي توقعها حيث ان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي والمفتي ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة اكدوا ان لا مقاطعة سنية للانتخابات لان مصلحة الطائفة السنية لا تقضي بالخروج من الحياة السياسية. ورأت اوساط سياسية بارزة انه على رغم ان عائلة آل الحريري لديها شبكة علاقات دولية وعربية واسعة الا انه لم يصدر موقف خارجي، على سبيل المثال موقف فرنسي او اميركي او مصري حيال عدم مشاركة تيار المستقبل في الانتخابات النيابية في ايار 2022. ذلك ان الرد الاوروبي والاميركي لم يتوقف كثيرا على انكفاء تيار المستقبل سياسيا، بل اقتصر الامر على تجديد دعوتهم لاجراء الانتخابات في حين لم يصدر اي موقف عربي متضامن مع الحريري.

وفي الداخل اللبناني، لم تشهد المناطق السنية غضبا وامتعاضا من انكفاء تيار المستقبل عن الحياة السياسية، بل انحصر غضب الشارع السني في مناطق قليلة وفقا للاوساط السياسية البارزة. ورأت الاوساط السياسية البارزة المقارنة ان عام 1992 حصلت مقاطعة مسيحية اطلقتها بكركي واعتمدتها معظم القوى المسيحية، لكن لا تشبه الحالة السنية عام 2022 حيث ان الرئيس الحريري لم يدع الى مقاطعة سنية بل علق مشاركة حزبه، في حين ان ميقاتي والمفتي وشخصيات سنية بارزة اظهرت حرصها على الرئاسة الثالثة وصلاحياتها وعدم الانتقاص من كرامتها.

– مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي صعبة ودقيقة –

وحول تفاوض لبنان مع صندوق النقد الدولي، شددت اوساط اقتصادية على ان المسألة دقيقة وصعبة جدا، ذلك ان الحكومة اللبنانية عليها تلبية الشروط التي يضعها الصندوق، انما حتى اللحظة لا يبدو ان الامور «ميسرة» في هذا المجال.

– مصادر مقربة من قصر بعبدا: الكلام الشعبوي لن ينال من الرئيس عون –

من جهتها، قالت مصادر مقربة من قصر بعبدا ان الموازنة لم تصل الى صيغتها النهائية وعندما ينتهي الوزراء من دراستها سيأتون الى بعبدا وعندئذ الرئيس عون سيبدي رأيه. ولفتت الى بنود في الموازنة سقطت على غرار اعطاء صلاحيات استثنائية لوزير المال.

اما عن تحميل العهد مسؤولية كل ما حصل في لبنان وكلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بان العهد «حرق دينا ودين البلد»، فقد وضعت المصادر هذا الكلام في خانة الشعارات الشعبوية التي ستكثر مع اقتراب الانتخابات النيابية لافتة الى ان جنبلاط كان شريكا منذ 1992 في السلطة وكان له في كل الحكومات المتعاقبة وزراء. ورأت المصادر ان من يريد الافضل للبلد فليبدأ بنقد ذاتي قبل توجيه الانتقادات لغيره. وفي الوقت ذاته اشارت الى ان الرئيس عون ورث بلدا مديونا واقتصادا ريعيا غير انتاجي. وتابعت انه عام 2017، سأل عون عن كلفة سلسلة الرتب والرواتب وقيل له انها تساوي 1800 مليار ليرة، ولكن لاحقا تبين ان كلفتها كانت 2684 مليار ليرة وكانت قد اقرت السلسلة. فهل رئيس الجمهورية مسؤول عن تداعيات سلسلة الرتب والرواتب والتي جرى الكذب فيها ؟ وهل الرئيس عون مسؤول عن اندلاع الحرب السورية ونزوح مليون ونصف سوري الى لبنان، فضلا عن العقبات التي واجهت الانتاج اللبناني وتصديره نتيجة المعابر السورية المقفلة من جراء الحرب؟ وهل الرئيس عون مسؤول عن تفشي وباء كورونا الذي ارخى بظلاله على الاقتصاد وعلى الحياة الاجتماعية برمتها؟ وهل الرئيس عون مسؤول عن انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020؟ واشارت المصادر المقربة من قصر بعبدا الى ان عون عندما كان رئيسا للتيار الوطني الحر قدم مشروعا للكهرباء عام 2010 ووضع خطة كاملة، الا ان اخصامه في السياسية عرقلوا المشروع ولم يخجلوا من اظهار مواقفهم بعدم تمويل خطة الكهرباء، وكل ذلك كيلا يقوى ميشال عون.

وعن تعليق الحريري مشاركته، قالت المصادر انه خيار الحريري، الا ان عون يفضل ان يشارك المكون السني في الحياة السياسية. والرئيس عون حريص على المكون السني لانه مكون اساسي.

– الرد الرسمي للبنان على المبادرة الخليجية –

قالت مصادر رسمية عليا لبنانية للديار ان رسالة الرد الرسمية للدولة اللبنانية على المبادرة الخليجية تتضمن ترحيبا بالمبادرة الكويتية والتأكيد على الالتزام بالطائف وعلى اجراء الانتخابات النيابية والتعاون مع دول الخليج والنأي بالنفس كما ورد في البيان الوزاري. اضف الى ذلك وقف كل عمليات التهريب الى الدول الخليجية.

اما عن القرار 1701، فقد اعتبرت ان لبنان ليس وحده المسؤول عن الالتزام بهذا القرار، إذ ان «اسرائيل» تواصل خروقاتها وهي التي لا تحترم القرار 1701.

وعن القرار 1559، رأت المصادر الرسمية اللبنانية ان تنفيذه مرتبط بوضع المنطقة حيث له امتدادات اقليمية فضلا عن التطورات التي حصلت وهي الحرب السورية، وبالتالي التعاطي مع القرار 1559 وسحب سلاح حزب الله يعالج اقليميا ودوليا مشيرة الى ان هذا القرار ليس معالجة لبنانية صرف. وعن الشق المتعلق بحزب الله وسلاحه ، شددت المصادر الرسمية اللبنانية على ان هذا السلاح وجد ليحارب الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يزال يحتل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مؤكدة ان لبنان لن يقدم السلاح هدية كي تفرح اسرائيل.

– اوساط مقربة من حزب الله: المبادرة الخليجية هي املاءات اميركية للضغط على المقاومة –

في المقابل، رات اوساط مقربة من حزب الله ان المبادرة الخليجية هي ورقة املاءات وشروط اميركية على لبنان في اطار الضغوط القصوى، خصوصا ان هذه المبادرة تاتي تزامنا مع الانتخابات النيابية، والمطلوب زيادة الضغط على حزب الله. وتابعت هذه الاوساط ان هذه الورقة الخليجية تريد ان تحقق هدفين اساسيين: الضغط الداخلي على حزب الله من خلال تصديع علاقاته مع حلفائه وجعل كل الحلفاء في حالة احراج من التحالف مع المقاومة، باعتبار ان اي تحالف بين فريق سياسي لبناني وحزب الله سيؤدي الى مشكلة مع دول الخليج. كل ذلك ليترك حزب الله وحيدا بهدف تحقيق مجموعة من المطالب التي تريدها واشنطن، ابرزها بناء اكثرية جديدة برلمانية اي جبهة سياسية ضد حزب الله. واضافت الاوساط المقربة من حزب الله ان واشنطن تريد رئيس مجلس نيابي يصب في اطار توجهاتها وتريد حكومة تلبي شروطها ورئيس جمهورية ينفذ الاجندة الاميركية. باختصار تريد واشنطن تعديل موازين القوى عبر الانتخابات النيابية.

وعن سياسة القوات اللبنانية، رأت هذه الاوساط ان القوات منخرطة بشكل كبير في المشروع الاميركي-السعودي الكبير وهي احدى الواجهات التي تخوض بها واشنطن مواجهتها ضد حزب الله . واعتبرت انه من الطبيعي ان تكون القوات اللبنانية بعيدة عن مقاربة الازمة اللبنانية بشموليتها حيث انها توجه الاتهام حصرا لحزب الله، علما ان الازمة متشعبة داخليا واقليميا وحزب الله لا يتحمل مسؤولية الفساد في لبنان. واشارت الى ان القوات جزء من المنظومة التي شاركت في انهيار الدولة حيث كانت تعقد صفقات وتتقاسم الحصص مع بقية القوى السياسية ولم تقدم اي مشروع حقيقي لاعادة انتاج السلطة بشكل يحافظ على تماسك الدولة. واضافت ان حزب القوات وقف مع داعش والاخوان المسلمين وعارض قيام الجيش بحماية الحدود الشرقية الشمالية فكاد لبنان يتحول الى امارة داعشية بسبب السياسة القواتية التي دعمت هذه الخيارات الانتحارية في سوريا والتي كانت لتنتقل الى لبنان لولا مواجهة حزب الله لداعش ولكل التكفيريين. واستطردت الاوساط المقربة من حزب الله بالقول ان القوات اسهمت بدخول الاف اللاجئين السوريين الى لبنان وساعدت على الضغط على البنية الاجتماعية السياسية والاجتماعية والامنية. واعتبرت ان من يكون مع الدولة هو من يمنع الفتنة في حين ان احداث الطيونة كانت خير دليل على ان القوات تريد ضرب التعايش بين اللبنانيين وتسعى لتدمير الوحدة الوطنية. فكيف يمكن لحزب القوات الذي يدعي بانه يريد بناء الدولة يدعم مرور الداعشيين ويدعم الحركة الاخوانية التي تريد تمزيق لبنان. ووصفت الاوساط، ان سياسة القوات غير عقلانية بل هي ادات الى تنفيذ اجندة واشنطن في تحويل لبنان الى بؤرة للصراعات المحلية.

وللتذكير من يريد بناء الدولة لا ينقلب تارة على الوطني الحر وتارة على تيار المستقبل. وللتذكير ايضا ان من يريد بناء دولة فعلية لا يكون رأس حربة الانقلاب الذي كان يحضر له في لبنان يوم اختطاف سعد الحريري عام 2017.

– القوات اللبنانية: معركتنا الاساسية مع حزب الله ولن نتلهى بمتاهات وسجالات مع آخرين –

بدورها، فضلت مصادر القوات اللبنانية عدم الدخول في ردود على من يهاجم وينتقد حزب القوات بعد ان ظهر ان المنتقدين يشكلون حلقة ضيقة، علما ان لكل فريق سياسي في ان يدلي بما يريده. أما عن قرار الرئيس الحريري تعليق مشاركته النيابية، فاكدت المصادر ان هذا حق له وهذا خياره وهو اوضح ان عدم دخوله في المعركة البرلمانية لن ينسحب على الحياة الوطنية والسياسية، كما اكد الحريري ان بيت الوسط لن يقفل امام اللبنانيين.

على صعيد الموازنة، اعتبرت القوات اللبنانية انه من السابق لاوانه الحكم على موازنة لا تزال بنودها تدرس من قبل الوزراء مشيرة الى ان نواب القوات سيضعون ملاحظاتهم عليها عندما تصدر عن الحكومة وتصل الى البرلمان.

– حرية خيار ام خيانة للمستقبل؟ –

الى ذلك، كشفت مصادر وزارية للديار ان النائب هادي حبيش والنائب طارق المرعبي سيتحالفان مع القوات اللبنانية في عكار. ولفتت ان الاراء انقسمت حول هذا التحالف حيث ان تيار المستقبل اعتبره خيانة للرئيس سعد الحريري في حين انا لبعض الاخر وضع ذلك في خانة حرية الخيار في التحالفات الانتخابية.

– الحزب التقدمي الاشتراكي: نقترب من صيغة نهائية لتحالفنا مع القوات –

من جهته، قال مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي للديار صالح حديفة ان هناك اتصالات لصياغة نهائية للتحالفات مع القوات في الانتخابات النيابية في وقت ننتظر ما ستؤول اليه الحركة السنية ومع من سنتحالف من السنة . ولفت حديفة الى ان التقدمي الاشتراكي موجود في اقليم الخروب تاريخيا ولدينا شعبية كبيرة والنائب بلال عبدالله يمثلنا اليوم وقبله علاء الدين ترو. وكلامنا هذا لا يعني اننا نختصر التمثيل السني كله في اقليم الخروب، بل على العكس هناك تمثيل واسع للسنة للمقعد السني الثاني، ولنر لمن سيكون ومن سيلاقينا على العناوين ذاتها.

وعما قاله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بان العهد «حرق دين البلد»، قال حديفة ان كلام جنبلاط يمثل حالة اللبنانيين والواقع اللبناني «المحروق دينه». واضاف الى ان النائب وليد جنبلاط قدم مبادرات عديدة بهدف الوصول الى ارضية مشتركة مع التيار الوطني الحر، ولكن لم نصل اليها الا ان الحزب التقدمي الاشتراكي يحرص على عدم انتقال الخلاف السياسي مع التيار الوطني الحر على المستوى الشعبي وعلى عدم توتير الحياة الشعبية في المناطق التي نتشاركها مع الوطني الحر.

والموازنة يجب ان تراعي الطبقة الفقيرة، وسننتظر ماذا سيتعدل في موازنة الحكومة وسنعلن في المجلس النيابي موقفنا بشأنها.