الحدث

قنبلة إيران النووية تثير الرعب.. إسرائيل خائفة فهل تقع الحرب مع طهران؟

نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريراً تحت عنوان: “الصقور من كل الأطراف مستعدون للانقضاض، إذا ما تباطأت إيران في المحادثات النووية”، وأشارت فيه إلى أنّ “التحذيرات المنسقة، التي صدرت الأسبوع الماضي من الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي، بأن “الوقت ضيق” لإحياء اتفاق يحد من أنشطة إيران النووية “تثير سؤالا مزعجاً: ما الذي ستفعله الحكومات المعارضة (الغربية) إذا استمر نظام طهران، كما يبدو مرجحاً، في التباطؤ مع تكديس الموارد اللازمة لبناء سلاح نووي؟”.

ولفت التقرير إلى أنّ إسرائيل ترى أن كل تأخير في المفاوضات يجعل إيران أقرب إلى قنبلة نووية”، مستشهداً بتصريح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد الذي قال: “يجب أن نتحرك. يجب أن نوضح أن العالم المتحضر لن يسمح بذلك”.
وبحسب التقرير، فإن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن كان أكثر حذراً، حيث أبدى استعداد واشنطن “للانتقال إلى مسارات أخرى إذا لم تغير إيران مسارها”، وقال: “ومع هذا، ما زلنا نعتقد أن الدبلوماسية هي الطريقة الأكثر فعالية”.

من جانبها، ترى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن المفاوضات المتوقفة تقترب من لحظة “حاسمة”.

ومع ذلك، يضيف التقرير: “الخوف حقيقي. يعتقد أغلب اليهود الإسرائيليين – 51 في المئة – أنه كان على إسرائيل مهاجمة إيران قبل سنوات خلال (المراحل الأولى) من تطويرها النووي، بدلاً من انتظار تسوية تفاوضية”، وذلك نقلا عن استطلاع رأي جديد في إسرائيل.

ويرى التقرير أن الأخطار واضحة، ومنها رد الفعل المحتمل للرئيس الإيراني المحافظ، إبراهيم رئيسي، على الضغوط الغربية.

ويضيف: “يقول حلفاؤه المتشددون (حلفاء رئيسي) الذين يسيطرون على جميع مراكز القوة الإيرانية إن المحادثات ستستأنف قريبا، لكنهم لم يحددوا موعدا لها. للأسف، تم استبدال المفاوض النووي الرئيسي عباس عراقجي بآخر متشكك وهو علي باقري كاني”.

وهناك عقبة جوهرية تواجه الحكومات الغربية التي تدفع باتجاه استئناف مفاوضات فيينا، حسب المقال، وهي أنه “بالنسبة إلى رئيسي ووزير خارجيته، حسين أمير عبد اللهيان، فإن الحصول على تخفيف للعقوبات من خلال إحياء الاتفاق النووي ليس على رأس أولوياتهما. ويعتقدان أنه إذا لزم الأمر، يمكن لإيران أن تدبر أمورها بدونه”.

الخطة البديلة

وأشار التقرير إلى خط آخر في استراتيجية الرئيس الإيراني، يتمثل في إصلاح أو تعزيز العلاقات مع الدول العربية، ومن ذلك الزيارات التي قام بها أمير عبد اللهيان مؤخراً إلى مصر وسوريا ولبنان، كما التقى بقادة الإمارات العربية المتحدة. وبعد شهور من المحادثات السرية مع المملكة العربية السعودية، التي استضافها العراق، قد يتم استئناف العلاقات الدبلوماسية المحدودة (بين طهران والرياض) قريباً.

وحذر المقال من أنه إذا حدث ذلك، فسيكون خطوة كبيرة نحو إعادة تأهيل إيران، وانهيار التحالف الإقليمي المناهض لها والمدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل، لكن إصرار رئيسي على استمرار الدعم على مستوى المنطقة لـ”حركات المقاومة” – المجموعات الشيعية في العراق واليمن وأماكن أخرى – يمثل عقبة كبيرة أمام أي تقارب بين إيران والعرب”، وفق الكاتب.

وبشأن مفاوضات فيينا يقول الكاتب: “من غير المرجح أن يتخلى رئيسي عن عملية فيينا من جانب واحد، الأمر الذي من شأنه أن يصب في مصلحة أعدائه. وبدلاً من ذلك، عندما يعود المفاوضون الإيرانيون في نهاية المطاف فإنهم سيضعون شروطاً أكثر صرامة، مثل الفوائد الاقتصادية على المدى القريب والقابلة للقياس، مقابل الامتثال”.

وتوقع التقرير أنّه مع استمرار المحادثات، ستتوسع قدرات إيران النووية بلا هوادة. وفي مرحلة ما، قد يدعو القادة الغربيون المحبطون إلى التوقف والتحول إلى ما يسمونه “الخطة ب”.

وتابع: “لا يعرف أحد، في ما يبدو، ما يستتبعه ذلك – ولكن ربما تكون الأخبار سيئة”.

ووفقاً للتقرير، فإنه بالنظر إلى عداوة إسرائيل العميقة والازدواجية الأميركية السابقة والعجز والتردد الأوروبي، فإن نهج رئيسي له منطق متعنت محدد. لكنه يتجاهل محنة المواطنين الإيرانيين الذين يعانون من الفقر بسبب العقوبات. إنه يتجاهل مخاوف الانتشار النووي ويهدد بحدوث شقاق دائم مع الديمقراطيات الغربية”.

وختم المقال قائلاً: “الأسوأ من ذلك، أن (نهج رئيسي) يفتح الباب أمام الصقور من كل الأطراف الذين يروجون بتهور للحلول العسكرية بينما، في الواقع، لا توجد مثل هذه الحلول'”.

وتساءل: “هل تقع حرب مع إيران؟”، واستطرد قائلاً: “فقط لأن ذلك لم يحدث بعد لا يعني أنه لن يحدث”.

(BBC)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى