المجتمعات الحرّة
-
تحقيقات - ملفات
النهضة بالوعي والانتماء والإرادة
حسن نزها _البناء المجتمعات الحرّة، تنهض بالوعي والانتماء لهويتها الحضارية وجذورها التاريخية، بإنسانها الحامل قضية بلاده، وترتقي بالجماعة التي تتوحّد على القيم المثلى. ومجتمعنا هو النموذج الحي للمجتمعات الحرّة، بإنسانه الجديد الذي تحدّث عنه باعث النهضة أنطون سعاده، وبالجماعة المؤمنة الواعية المؤيدة بصحة العقيدة التي تؤمن بقيم الحق والخير والجمال، ويؤمن كلّ فرد منها بقضية تساوي وجوده. إنّ سرّ مناعة المجتمع، قوّة الجماعة ووحدتها، وكلّ جماعة تتلكّأ عن تحمّل مسؤولياتها في تنقية الشوائب، تعرّض المجتمع للخطر وتضعفه وتضعه في مهبّ الأطماع والتحديات… المجتمعات التي يصيبها الوهن هي التي تتفكك روابطها، بسبب غلبة الفساد على الإصلاح، والشرّ على الخير، والموت على الحياة، وخطر عوامل الضعف والسوس الداخلي الذي ينخر المجتمع. أما في حالة حزبنا، الحزب السوري القومي الإجتماعي، فإنه يستمدّ قوته من عقيدته المحيية، ومن وحدة الروح والنهج، ومن أخلاق القوميين وإيمانهم بقضية حزبهم وأمتهم، وكل ما يتعارض مع هذه القيم، هو فيروسات قاتلة، وما من سبيل لمكافحتها، إلا بـ “الكي”. الذين اتخذوا مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي إيماناً لهم ولعائلاتهم وشعاراً لبيوتهم، آمنوا بأنّ الحزب هو سفينة نجاة الأمة وخشبة خلاصها من اليأس والنكبات والكوارث، وبأنه إنقاذ لها من أتون التخبّط لقرون وقرون في لجج محيطات الظلمة العاتية، وسبيل انتصارها وهي تصارع ألف تنين وتنين. انّ كلّ سلوك لا يمتّ بصلة إلى النهضة وقيمها وأخلاقها، يُلحق الأذى بالحزب، أكثر من أيّ أذى يلحق به من عدوه الوجودي، أو أيّ قوة خارجية على تعدّد هذه القوى وتنوّعها. لقد تعرّض الحزب لأخطار جمة خارجية، وواجهته علل كثيرة داخلية، وهذا ما شكل خطراً كبيراً عليه، إضافة إلى الأخطار المصيرية والوجودية. وحيال هذا الخطر، فإنّ الحزم والحسم في الإنقاذ الداخلي هو قوة للحزب، والقوة تتحقق بإرادة المؤمنين بحزبهم وقضيتهم. انّ النهضة أخذت على عاتقها مهمة النهوض بالمجتمع وتخليصه من الشوائب والمفاسد والتي هي في أساس ضعفه وتخلفه، ولعتقه وفكّ أسره من عوامل التخلف والفناء. كلّ جسم مهما كان قوياً وصحيحاً معرّض مهما كانت مناعته ومهما اتخذ من تدابير وقائية لأن تصيبه الأمراض، ولذلك، فإنّ الأولوية هي لمكافحة المرض واستئصاله، واجتثاث العلل قبل أن تستشري في الجسم السليم وتنقل فسادها إلى الأجزاء السليمة الأخرى. فرادة حزبنا، أنه حزب الفكر والنهج الواضحين، حزب الأخلاق والقيم، حزب البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة، حزب الشهداء والاستشهاديين. وهذه الفرادة هي التي تمّكننا من الانتصار في معركة المصير والوجود. *عميد في الحزب السوري القومي الاجتماعي
أكمل القراءة »