إعلام إسرائيلي: “الحزب” لم ينهر.. يُهرّب الأموال وينتج المسيّرات
إلى جانب استمرار الاعتداءات على لبنان وخصوصاً محاولات إسرائيل لضرب “حزب الله” حتى النفس الاخير، من خلال آلة الطيران الحربي التي تنفذ وبشكل شبه يومي غارات واغتيالات، أدت إلى مقتل 140 عنصراً من حزب الله خلال 148 يوماً بحسب الإعلام الإسرائيلي، يتوقف هذا الاعلام عند قدرة الحزب على إعادة إنتاج قدراته العسكرية والاقتصادية، داحضاً كل ما تحاول الإدارة الإسرائيلية الإيحاء به بأنّ حزب الله انهار. وهو ما كان محور بحث تحت مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” وحمل عنوان “شائعات انهيار حزب الله سابقة لأوانها”.
تشير الصحيفة التي اعتمدت على أرقام وقراءات عسكرية وتحليلية أنّ “التنظيم (حزب الله) يُعيد بناء صفوفه القيادية، ويُهرّب الأموال والأسلحة، وينتج الطائرات بدون طيار”، وفي المقابل فإنّ “الجيش الإسرائيلي يراقب ويتصرف لمنع تطور حزب الله من أن يصبح تهديداً متجدّداً”، بحسب الصحيفة. بينما أشار مصدر عسكري إسرائيلي للصحيفة إلى أنّ “هناك مناطق يُنفّذ فيها الجيش اللبناني أكثر بكثير مما كنا نعتقد، لكننا نرغب دائماً بالمزيد”.
اغتيالات متواصلة
ينطلق المقال أيضاً مما اوردته بأنّه “على مدى 148 يوماً مضت منذ التوصل إلى وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية، قام الجيش الإسرائيلي باغتيال نحو 140 عنصراً من حزب الله من مختلف الرتب، أي بمعدل عنصر واحد يومياً تقريباً”، لتشير بعده الصحيفة إلى أنّ “حجم النشاط العسكري في جنوب لبنان، يظهر أن إسرائيل تأخذ على محمل الجد السياسة التي تم وضعها عشية الاتفاق، الذي تم توقيعه بعد عام من تبادل الضربات، والتدمير الشامل في المستوطنات على طول خط التماس، وعملية برية أودت بحياة أفضل الجنود الإسرائيليين، وإنّ أي محاولة من جانب حزب الله لاكتساب القوة سيتم تقليصها”.
وعن استمرار الاستهدافات الإسرائيلية لعناصر وقادة من حزب الله في جنوب لبنان، أشارت الصحيفة إلى أنّ “هذا يثبت أن الشائعات حول انهيار حزب الله كانت سابقة لأوانها”، إذ إنّ الحزب الذي فقد قياداته العليا في سلسلة من الاغتيالات، يعمل على تهريب الأسلحة والأموال، بما في ذلك عبر مطار بيروت، ولم يتخلَّ أيضاً عن جهوده في إنتاج الطائرات بدون طيار وغيرها من الوسائل بشكل مستقل”.
استعادة القيادة
وفي قراءة لمحلل عسكري للصحيفة فرأى أنه “على المستوى الاستراتيجي، هناك محاولة من جانب حزب الله لاستعادة سلسلة القيادة والسيطرة، بما في ذلك إعادة نشر المقرات والقيادات الإقليمية وقادة الألوية والقادة الميدانيين، كخطوة تمهيدية لإعادة بناء القدرات العسكرية، بما في ذلك وحدة الرضوان، القوّة التي تم تعيينها لاحتلال المستوطنات الإسرائيلية وخرجت من الحرب محطمة ومتضررة”.
وبحسب الصحيفة فلقد “أدرك الحزب تماماً أنه من الصعب إخفاء حشده العسكري، وهو يحاول إبقاء الأسلحة بعيداً من المناطق التي يخشى أن تتعرض لهجوم مباشر”.
البنى الاقتصادية
وإلى جانب المستوى العسكري، تطرقت الصحيفة إلى الشأن الاقتصادي للحزب، وذكرت أن “حزب الله يُدير أيضاً بنى تحتية اقتصادية داخلية، تمكن من تدفق الموارد تحت الضغط الاقتصادي في لبنان وضمن القيود التي يفرضها المجتمع الدولي، وأنّ الجيش الإسرائيلي لا يكتفي بمراقبة هذه التطورات، بل يعمل على منعها من أن تصبح تهديداً متجدداً”.
وأمام هذا الواقع، قال مسؤول عسكري للصحيفة إنّ “واقع حزب الله لا يزال يتشكل ويجب علينا أن نتحرك باستمرار”، مضيفاً أنّ “هناك عدداً قليلاً من المناطق حيث يفرض الجيش اللبناني سيطرته على حزب الله أكثر بكثير مما كنا نعتقد قبل وقف إطلاق النار لكننا نرغب دائمًا في المزيد”.