ٍَالرئيسية

المفاوض النووي الإيراني لن يتحرك على إيقاع تهديدات ترامب

العالم – الخبر و إعرابه

-رغم ان ايران لا ترى اي مؤشرات ذات صدقية على قدرة امريكا لشن هجوم امريكي يدمر منشاتها النووية، الا انها تاخذ تهديدات ترامب على محمل الجد وتجهزت بكل ما تملك من قوة لرد سريع وحازم وقوي على اي حماقة امريكية تجعل ترامب يعض اصابع الندم.

-ايران تدرك جيدا، ان ترامب ما كان ليفكر بالتفاوض معها للحظة واحدة لو كان بامكانه ان ينفذ تهديداته على ارض الواقع، لكنه لا يملك شجاعة سلفه باراك اوباما، الذي اعتراف علنا، انه لو كان بامكان امريكا ان تفكك البرنامج النووي لما تأخرت لحظة واحدة.

-المراقبون لمشهد التفاوض مع ايران، في الداخل الامريكي، لاسيما بعض العقلاء في داخل ادارة ترامب، يرون في التهديدات التي يطلقها ترامب خلال حديثه عن المفاوضات مع ايران، بانها ليست سوى قنابل دخانية، للتغطية على اضطراره حصر المفاوضات بالملف النووي، وتجاهله بالكامل للمطالب التي كان يكررها هو واعضاء ادارته عن تفكيك البرنامج النووي الايراني، وكذلك التفاوض على برنامج الصواريخ الايرانية، والسياسية الاقليمية لايران.

-هناك من يرى ان تهديدات ترامب، تاتي ايضا لارضاء اللوبيات الصهيونية في امريكا، وكذلك لارضاء صديقه الخائب رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان يتصور ان ترامب سينفذ رغبته وحلمه في الهجوم على ايران، وكذلك تأتي التهديدات لعدم اتهامه بالتساهل مع ايران وسعيه التوصل معها الى اتفاق باي ثمن.

-اللافت انه ليس هناك اي حالة استياء في ايران من تهديدات ترامب، رغم ضجيجها العالي، فايران تعرف الرجل وتعرف سلوكياته جيدا، فكل ما يهم ايران هو حصر المفاوضات بالملف النووي وهو ما يفعله ترامب عمليا، في مقابل تقديمها ضمانات بعدم سعيها لامتلاك سلاحا نوويا، فايران ما دخلت المفاوضات من قبل وما وقعت على اتفاق 2015 الا لاثبات جديتها في عدم سعيها لامتلاك سلاح نووي، في مقابل رفع العقوبات الظالمة عن الشعب الايراني، اما التفاوض على قوتها العسكرية وخاصة الصاروخية، وكذلك سياستها الخارجية، فهو امر مرفوض لانه يمس استقلال قرارها وسيادتها، وهي خطوط حمراء صارخة في ايران.

-ترامب، الذي يستعجل التوصل الى اتفاق مع ايران، كما اراد ان يحل القضية الاوكرانية خلال يوم واحد فقط!، يعلم جيدا ليس امامه من طريق للحصول على اتفاق مع ايران، الا طريق العودة الى اتفاق عام 2015 ، او نسخة منه، فهو لم ولن يحصل على تنازلات من ايران اكثر مما هي موجودة في الاتفاق النووي، الا بعض التعديلات التي لا تغير من جوهره.

-ايران وبحكم تجربتها المرة مع امريكا، التي لم تلتزم يوما باي اتفاق مع ايران، لن تتحرك في المفاوضات على ايقاع ترامب المضطرب، فمن المؤكد انها ستعتمد على مبدأ الخطوة مقابل الخطوة، او القيام بخطوتين متزامنتين من كلا الطرفين، فامريكا ليس طرفا يمكن ان يحترم توقيعه.

-ايران وبحكم معرفتها بشخصية ترامب ومن يحيطون به، تعلم جيدا ان المقاومة امام ضغوط ترامب وتهديداته، هي افضل وسيلة للوصول الى حقوقها المشروعة، فتقديم ادنى تنازل امام هذا الشخص وادارته، سيؤخذ على ان ضعف، وهو ما سيدفع الجانب الاخر الى ممارسة المزيد من الضغوط، وهذه المقاومة الايرانية هي التي دفعت ترامب الى خيار التفاوض مع ايران، رغم انه كان يؤمن ايمانا عميقا ان الضغوط القصوى والتهديدات باستخدام القوة العسكرية، ستدفع ايران الى رفع الراية البيضاء، وهو ما لم يحصل لا في ولايته الاولى ولن يحصل بالتالي في ولايته الثانية.

-سحب ترامب، الذي يعتبر اكثر رؤساء امريكا تطرفا وعنجهية وصلفا، موضوع الصواريخ الايرانية والسياسية الخارجية لايران من على طاولة المفاوضات، وكذلك رضوخه لمطلب ايران الصارم والرافض للمفاوضات المباشرة، لعدم ثقة ايران بالجانب الامريكي، والجلوس باحترام وندية مع ايران، واستخدام لغة “مؤدبة” من قبل مبعوثه الى الشرق الاوسط ستيف وايتكاف مع ايران خلال جولة مسقط الاولى، كما صرح وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، وكذلك تجاهله الكامل لنتنياهو، ورفضه لحديثه عن تكرار السيناريو الليبي في ايران، وغيرها الكثر، كلها تشير بما لا يقبل الشك، ان امريكا هي الطرف الاكثر اصرارا للتوصل الى اتفاق مع ايران، بعد ان تيقنت ان الدبلوماسية هي افضل طريقة لتسوية المشاكل التي اصطنعتها مع ايران، وبعد ان تيقنت ان جميع الخيارات الاخرى قد فشلت فشلا ذريعا.

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2025-04-15 15:04:57
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى