سوريه ولعبة الأمم : مخطط دولي وتنفيذ اسرائيلي
سميه فحص /كاتبة واعلامية_لبنان
Soumaya.fahes@hotmail.com
ما يجري على أرض سوريا ليس حدثاً عابراً، ومعالجته لن تكون الا سياسيا ..فهي دولة اصبحت كباقي الدول التي تنطلق منها جبهات المعارضة على الحكم والسيطرة كما ولا يمكن تحقيقها بالآلية العسكرية أو الأمنية، لا بل علاجها سياسي، وفي السياسة وحدها يمكن سدّ كل المنافذ التي تسعى جهات كثيرة إلى التسلل منها، والرهان على صراعات
الداخل والخلافات السياسية والمذهبية والطائفية لأجل إضعاف سوريا كدولة، وجعلها متناحرة وغارقة في الدم والاقتتال..
فتدمير سوريا الممنهج ليس من اجل إزاحة النظام السياسي فقط أو الإطاحة بمناطق نفوذ الأسد ..وما نشهده اليوم هو تطبيق عملي لنظرية المؤامرة التي طالما تم التشكيك بها منذ عقود وهي إضعاف سوريا داخليا وتقسيمها إلى دويلات متناحرة درزية كردية واليوم العلويون يطلبون الحماية الروسية من هول اعمال الفصائل اللا سورية (الأجنبية) التي تنشر الذعر والخوف بين أهلها وحتى لا يعلو صوت معاكس للنظام الحالي ..
وهذا ما بدأنا نراه من تعزيز قوة إسرائيل وتمكينها من تنفيذ مشروع “إسرائيل الكبرى” الذي تم عمليا عبر تدمير القدرات العسكرية السورية وتشتيت الجيش و السيطرة على الموارد الاستراتيجية و إفقار وتهجير السكان الأصليين وإحداث تغيير ديموغرافي..
صراعات الداخل، ومحاولات العزل والتهميش هي التي وجدت فيها جهات خارجية فرصة التسلل إلى الداخل السوري كالعدو الاسرائيلي والتركي و…، ولفرض وقائع جديدة على الإدارة الجديدة، أو ضرب المسار الجديد الذى يفترض أن تكون سوريا قد سلكته ..
تبقى الاستحقاقات الداخلية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، هي الاستحقاقات الأساسية التى تواجهها الإدارة الجديدة..
تشهد منطقة الساحل السورى منذ أيام أحداثاً دامية، حيث أعلنت قوات الأمن السورية أنها
تخوض اشتباكات مع مجموعات مسلحة من ما أسمتها ((فلول النظام السابق))على حد تعبيرها.
العلويون سوريون وليسوا موالين للأسد
هذا ما قاله الكاتب والصحفي بسام يوسف، الذى ينتمي
إلى الطائفة العلوية، رفض أن يتم وصف مناطق اللاذقية وطرطوس بأنها مناطق موالية للأسد موضحا أن هذه المناطق كانت تحت سيطرة النظام، تماما كما كانت
العاصمة دمشق، التي لم يتم تصنيفها على أنها “موالية”..
أيام سوداء مرت على أهالي الساحل السوري من دون توقُّف للمجازر والانتهاكات التي يتعرّضون لها على أيدي فصائل مسلحة، وصفتها الحكومة السورية بـ((المنفلتة أو الخارجة عن القانون )) لكنها لم تتطرق الى اصحاب <
ولفتت مصادر محلية إلى وجود مئات المفقودين في القرى والمدن، بعدما اقتادهم المسلحون إلى جهات مجهولة، مرجّحةً أنهم تعرّضوا لمجازر جماعية..
ومنذ اللحظات الأولى التي اشتعلت فيها جبهة الساحل السوري بدأت التسريبات تصل تباعا عن هول المجازر التي ترتكب بحق شعب أعزل وقتله بحسب هويته وانتمائه الطائفي في بيوتهم ناهيكم عن القصص التي تحدث عنها بعض السكان عن حالات اغتصاب للنساء واسرهن واسر الفتيات من ابنائهم ..وأيضا عن المعيشة اللا إنسانية التي يعيشونها اهالي الساحل السوري من انقطاع دائم للكهرباء والمياه ضمن منطقتي اللاذقية وبانياس، وبدء نفاد المؤن الغذائية ..و أمّا العائلات التي هربت إلى الجبال والبراري، فليس لديها طعام أو مياه، ولا سقف يقيها القصف المدفعي الذي بات هاجساً يضاف إلى خشية هؤلاء من وصول الفصائل المتشدّدة إليهم..
شهود أحياء أكدوا ان الفصائل التي اقتحمت مناطقهم لا ينتمون الى سوريا ولا الى الاسلام بشيء وحتى مناظرهم تعيد بهم الذاكرة لأشكال مرتزقة
وعلى صعيد المناشدات يأتي خطاب البطريرك يوحنا اليازجي، الذي جاء فيه، «حُرمات النّاس وكراماتهم قد انتُهكت، والصّيحات والهتافات الّتي تُستخدم تبثُّ التّفرقة وتؤدّي إلى النّزعة الطّائفيّة وزعزعة السّلم الأهلي. كما أنّ العديد من المدن والبلدات والقرى قد أُحرقت بيوتها وسُرقت محتوياتها»، موضحًا أنّ «المناطق المستهدَفة هي أماكن العلويّين والمسيحيّين. وقد سقط أيضًا العديد من القتلى المسيحيّين الأبرياء». داعياً رئيس النظام أحمد الشرع إلى إيقاف المجازر فوراً
الكاتبة السورية هنادي زحلوط عبر احد القنوات ناشدت الرئيس الشرع وقالت: فوجئنا صباح السبت الماضي بجثامين أفراد أسرتي وعدد من سكان قريتنا بالشارع و نأمل أن يكون ما حدث آخر المآسي التي يعيشها الشعب السوري
وطالبت زحلوط بلجنة مستقلة تتابع ما حصل وتستمع للناجين من المجازر وتكريس مسار العدالة الانتقالية
وطالبت بوقف الانتهاكات والتفرغ لبناء الدولة السورية وترك القانون يأخذ مجراه بشأن ما شهدته البلاد حتى لا يتكرر المشهد مرة ثانية ..
سوريا والتوسع الاسرائيلي
نتنياهو :”الجولان أصبحت إسرائيلية للأبد
قدمنا دعم للمعارضة السورية و للميليشيات التى تحكم الآن وعالجنا جراحهم منذ ١٣ عام..
أهداف ~إسرائيل~ واضحة، وهي نشر الفوضى في سوريا وإضعاف السلطة الجديدة لتحقيق
الأهداف الإستراتيجية التي تسعى إليها.
فكلما نشأ صراع على الأراضي السورية كلما تحركت وسارعت إسرائيل على قطع أجزاء من سوريا وضمها إلى المنطقة العازلة ..
كما وسارعت حكومة نتنياهو الى التعليق حول احداث سوريا وحذرت من تصاعد أعمال
العنف وارتكاب ما وصفته بمجزرة” بحق العلويين، مؤكدة انها “ستحمي نفسها من اي تهديد قادم من سوريا
ادانات وشجب من الدول ودعم النظام الحالي
الخارجية الإيرانية اكدت أن العنف في سوريا قد يؤدي إلى عدم استقرار إقليمي..
وأعربت السعودية وقطر عن إدانتها
“للجرائم التي تقوم بها مجموعات خارجة عن القانون واستهدافها القوات الأمنية.
وأكدالأردن من جهته دعم سوريا ” فى كل ما تتخذه من إجراءات لحماية امنها ورفضه الى
تدخل خارجي أو محاولات لدفع البلاد نحو الفوضى..
تركيا أيضا دخلت على خط المواجهة وارسلت تعزيزات عسكرية من مناطق شرق سوريا لدعم القوات السورية التى اتجهت إلى
اللاذقية لبسط الأمن هناك.. أما مصر فرفضت التحركات التي من شأنها أن تمس بأمن وسلامة واستقرار الشعب السوري الشقيق”
هذا وأدانت الولايات المتحدة مقتل أشخاص غرب سورية على يد من وصفتهم بـالإرهابيين الإسلاميين المتطرفين، مطالبة إدارة المرحلة الانتقالية بمحاسبة مرتكبي المجازر ضد الأقليات..
وقال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في بيان: إن الولايات المتحدة تدين الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين، بمن فيهم الجهاديون الأجانب، الذين قتلوا أشخاصًا في غرب سورية في الأيام الأخيرة. وأكد أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الأقليات الدينية والإثنية في سورية، بما في ذلك المجتمعات المسيحية والدروز والعلويين والأكراد، وتقدّم تعازيها للضحايا وعائلاتهم. وأضاف يجب على السلطات المؤقتة في سورية أن تحاسب مرتكبي هذه المجازر ضد المجتمعات الأقلية في سورية..
وفي حديث الرئيس الشرع لـوكالة رويترز قال : عمليات القتل التي حصلت وتحصل هي فرصة انتقام من مظالم قديمة.. وان الأحداث في سوريا ستؤثر على المسيرة وسيسعى الى ترميم الأوضاع بقدر ما يستطيع ولن يذهب هذا الدم سدى دون محاسبة أو عقاب “حتى لو كان أقرب الناس إلينا” على حد تعبيره..
هذا وأعلنت وزارة الدفاع السورية صباح الإثنين عن انتهاء العمليات العسكرية في الساحل السوري مع ورود معلومات من مصادر ميدانية عن استمرار الانتهاكات والمجازر برغم اعلان الوزارة عن انتهاء العمليات ..
وأعلنت الرئاسة السورية مساء الإثنين عن توقيع اتفاق يقضي باندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية والتأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم..
مطالب شعبية رافضة للتقدم الإسرائيلي للنظام الحالي:: أوقفوا التقدم الإسرائيلي قبل إعادة بناء سوريا وهذا ان دل على شيء إنما يدل على عدم وجود رؤية او مصلحة أو نقطة قوة لأميركا و(إسرائيل) في البقاء في سوريا، وخصوصًا (إسرائيل) التي ترقص على رمال متحركة ومنزلقات مجهولة في سوريا، وما يراه السوري العروبي الأصيل من مشاهد للتقدم الاسرائيلي سيأتي يوم ينهض من أسفل تلك الرمال قوى وطنية تدافع عن أرضها وكرامتها، وهي قوى لا يستطيع الجيش التقليدي ضبطها، لأنها قوى عقائدية جريئة متعطشة للشهادة بمعنويات عالية، وأسلوبها القتالي غير التقليدي، ولا تجيده (إسرائيل) وأميركا المتصدعة معنويًّا وعسكريًّا..
وهذا ما أشار إليه المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي الخامنئي في تصريحه (مطلع العام الجديد)، حيث اعتبر أن سوريا تتعرض للاحتلال من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ودول إقليمية، وقد توعد “الذين اعتدوا على سوريا” بأنهم “سيجبرون يوما ما على التراجع أمام قوة شبابها”، محذرا في الوقت نفسه دولا إقليمية دون تسميتها من “مصير مثل مصير سوريا”..
وتحقيقه سيبقى رهن الأشهر والسنوات القادمة ..