ٍَالرئيسية

مؤتمر هرات للأمن؛ التركيز على تماسك القوى السياسية والاجتماعية المعارضة لطالبان

شفقنا – انعقدت الدورة الـ 12 لمؤتمر هرات للأمن، قبل أيام في العاصمة الاسبانية مدريد بمشاركة عدد من مسؤولي الحكومة الأفغانية السابقة، والنشطاء السياسيين والدبلوماسيين والخبراء والمثقفين وذلك على مدى يومين.

والتأم المؤتمر تحت عنوان “أفغانستان: بعث الأمل؛ الجهد المشترك” بهدف إجراء حوار حول الواقع الجاري ومسيرة أفغانستان المستقبلية.

ونظم المؤتمر “معهد أفغانستان للدراسات الاستراتيجية” برئاسة داود مراديان الرئيس السابق لقسم الدراسات الاستراتيجية بوزارة خارجية الحكومة الأفغانية السابقة.

وكان المؤتمر يُقام لسنوات في مدينة هرات غربي أفغانستان، ويستضيف خبراء ونشطاء سياسيين من بلدان مختلفة لا سيما الدول الثلاث الناطقة بالفارسية أي أفغانستان وايران وطاجيكستان.

لكن وبعد سيطرة طالبان مجددا على الحكم في أفغانستان، اضطر منظمو المؤتمر لمغادرة البلاد وإقامته في المنفى.

وكان المؤتمر قد عُقد العام الماضي في العاصمة الطاجيكية دوشنبه بحضور محمد إسماعيل خان وهو أحد الوجوه الجهادية المعروفة غربي أفغانستان والذي وقع في أسر طالبان لفترة من الزمن.

 

المطالبة بتأسيس الجمعية الوطنية الشعبية الأفغانية

وكان مستشار الأمن الوطني السابق ووزير خارجية حكومة أفغانستان السابقة رنغين دادفر سبنتا، من المتحدثين الرئيسيين في المؤتمر وسلط الضوء في كلمته بشكل رئيسي على انسجام وتماسك القوى المناصرة للديمقراطية والعدالة في أفغانستان.

وأشار سبنتا في كلمته إلى ظهور جبهات وتحالفات سياسية عديدة بعد سيطرة طالبان مجددا على الحكم في أفغانستان وقال أن “رواج المجموعات السياسية المتفرقة وغياب أجندة وطنية موحدة، لم يحقق النتائج المرجوة.”

ومن أجل إرساء الانسجام بين القوى السياسية والمدنية والاجتماعية والثقافية المعارضة لطالبان، دعا سبنتا إلى تأسيس “الجمعية الوطنية الشعبية الأفغانية”.

وقال مستشار الأمن القومي الأفغاني السابق أن هذه الجمعية يجب أن تضم “الرجال والنساء وجميع القوى السياسية والاجتماعية التي تؤمن باستقلال أفغانستان وحريتها ووحدتها.”

وأضاف: “إن جبهة موحدة من هذا القبيل، قادرة على العمل لبناء أفغانستان الخالية من الإرهاب والتطرف والتمييز والأمية والخصام، وتحقيق التقدم.”

وتابع سبنتا أن تشكيل تحالف متين وشامل في إطار منظمة سياسية في أرجاء البلاد، يمكن أن يمهد الطريق مؤكدا أن هكذا تحالف يساعد على تسهيل تشكيل حكومة مؤقتة تحظى بتأييد المشاركين والأسرة الدولية.

وقبل المؤتمر، دعا عدد آخر من الوجوه السياسية المعارضة لطالبان، في اجتماع “ويانا” إلى تحقيق الانسجام بين القوى المعارضة لطالبان والعمل على تشكيل حكومة مؤقتة.

وكان أعضاء المجلس الأعلى للمقاومة الوطنية لإنقاذ أفغانستان قد قالوا مرارا أنهم يسعون لتشيكل حكومة في المنفى وحكومة مؤقتة في أفغانستان.

غير أن هذه الجهود، لم تحقق بعد النتائج المنشودة، ولم تسهم على الأقل في ترسيخ الاتحاد والانسجام القوي والشامل بين القوى السياسية المعارضة لطالبان.

 

طالبان، ليست واقعا دائما في أفغانستان

وفي اليوم الأول من مؤتمر هرات للأمن، ألقى عدد من الدبلوماسيين ومسؤولي الدول المجاورة لافغانستان كلمات.

وقال ممثل باكستان السابق إلى أفغانستان أصف دراني في المؤتمر أن طالبان “ليست حقيقة دائمة” في أفغانستان.

واتهم طالبان بانها غير جاهزة للحوار لتسوية مشكلات أفغانستان بما في ذلك مع دول الجوار و”تستغل” ثقافة “العرقية البشتونية”.

وتابع دراني أن طالبان ومن خلال استغلال العرقية البشتونية، لا تسلم قادة وأعضاء تحريك طالبان باكستان (تي تي بي) إلى السلطات الباكستانية.

كما تحدث مندوب أفغانستان السابق لدى الأمم المتحدة محمود صيقل وقال أنه من غير الممكن التعاطي والحوار مع طالبان، لانها لا تعير أهمية لأي شكل من الحوار.

وأضاف صيقل الذي لديه خبرة سابقة في الحوار مع طالبان في الدورة الأولى من سيطرتها على أفغانستان أنه “شاخ وغزا الشيب لحيتي ورأسي لكني لم أحقق نتيجة من الحوار.”

وأشار إلى التعاطي مع طالبان عام 1999 في تركمانستان بوساطة الأمم المتحدة بين الحكومة الاسلامية برئاسة برهان الدين رباني وممثلي طالبان وقال انهم اتفقوا مع طالبان لتقاسم السلطة، لكنها رفضت بعد ثلاثة أيام في باكستان كل الاتفاقات المبرمة .

وتحدث السفير الأمريكي السابق في أفغانستان رايان كراكر فأكد أن الأسرة الدولية لا يجب أن تعترف بطالبان. لان هذا الاعتراف يعني تأييد جميع “الجرائم” التي اقترفتها هذه الجماعة ضد الشعب الأفغاني والمسامهة في تهديد أمن المجتمع الدولي.

وركز العديد من المتحدثين في المؤتمر على الحاجة للتعامل بوحدة وانسجام بين القوى السياسية والاجتماعية والعسكرية المعارضة لطالبان ودعوا إلى اعتماد “المقاومة والحوار” بالتزامن.

انتهى

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2025-02-28 13:43:20
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى