خاص- مشهد تشييع السيدين الشهيدين رسائل بعدة اتجاهات

خاص شفقنا-بيروت-
ودع لبنان وجمهور المقاومة الأمينين العامين لحزب الله السيدين الشهيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين بموكبين مهيبين في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي دير قانون النهر جنوبي لبنان، في مشهدٍ كان فيه رسائل كثيرة ودلالات هامة داخليًا وعلى صعيد المنطقة.

وفي هذا السياق قال الباحث والمحلل السياسي الدكتور طلال عتريسي في حديث خاص لوكالة “شفقنا” إنّ “التشيع الضخم والكبير الذي حصل للسيدين الشهيدين له أبعاد ورسائل عدة، أولًا البعد الداخلي وهو بعد مهم لأن أصواتا كثيرة في الداخل كانت تحرض، وكانت تنشر تحليلات ورسائل تحاول أن تردع الناس عن المشاركة في التشيع، وتخيف الناس تارةً بالطقس، وتارةً بأن “إسرائيل” يمكن أن تقصف”، ومشيرًا إلى أنّ “الهدف الأساس من كل هذه الإيحاءات والإيماءات والتهديدات هو جعل المشاركة ضعيفة، لإثبات أن حزب الله انتهى أو تراجع أو لم يعد كما كان، وهذه الفكرة المركزية التي كانت تدور في ذهن قوى سياسية داخلية تتناغم مع اتجاه خارجي أميركي و”إسرائيلي”، يريد أيضًا أن يثبت أن حزب الله انتهى”.

وأضاف عتريسي :”الرسالة الكبيرة للداخل هي في هذا الحشد المليوني، أولا أثبت أن هناك قوة شعبية كبيرة لا يضاهيها أي قوة في لبنان على المستوى الشعبي، ثانيًا القدرة الدقيقة على التنظيم الفائق لمئات الآلاف من الناس في الجلوس والمسير والخدمات والإسعافات، إضافةً إلى أنّ الترتيب كان أيضًا رسالة قوية بأن هذا التنظيم لا يزال يمتلك هذه القدرة المهمة على مستوى البناء المختلفة، لأن هذه الرسالة المهمة بالنسبة إلى الداخل ستترك تأثيراتها في العمليات السياسية القادمة في لبنان”.

وعلى مستوى التأثير الخارجي لهذا الحدث قال عتريسي: “أولًا “الإسرائيلي” يشهد اليوم على لسان بعض المعلقين “الإسرائيليين” بأن حزب الله لم ينتهِ، وبأنه لا يزال كما كان، وبأن الوضع في لبنان عاد كما كان في السابق، وأن اغتيال القيادات لم يؤثر على بنية هذا التنظيم، ويقول بعض المعلقين “الإسرائيليين” أنهم فوجئوا بهذا الأمر، ما يعني أن حساباتهم كانت خاطئة، وهذه رسالة قوية أيضًا لهم وحتى للولايات المتحدة الأميركية التي تريد أن تتعامل مع لبنان باعتبار أن قوة حزب الله أو قوة الشيعة عمومًا قد تراجعت”.

وأردف: “هذا يعني إعادة الحسابات من جديد في كيفية التعامل مع هذا المكون الطائفي، من جهة على مستوى الشيعة، والمكون الحزبي التنظيمي على مستوى حزب الله من جهة ثانية، وهذه طبعًا رسالة إلى القوى الإقليمية أيضًا بأن لا أحد يستطيع في لبنان بعد التشييع تحديدًا أن يتجاهل الشيعة عمومًا، وحزب الله خصوصًا”، لافتًا إلى أنّ “الوقائع تفرض نفسها، فهذا الحشد الشعبي الضخم الكبير هو حقيقة يستحق أن يطرح الأسئلة على مستوى آخر حول هذا الشعب وهذا المجتمع الذي لا يزال يضمد جراحاته، ولا يزال بعيدا عن بيوته المدمرة، ولم ينتشل بعد كل شهدائه ومفقودي الأثر، هذا المجتمع هو الذي ينزل إلى الشارع بكل قوة وبكل عنفوان، وهذه ميزة خاصة لها خلفيات عقائدية واجتماعية وثقافية تحتاج إلى المتابعة والرعاية والاهتمام”.

وتابع عتريسي: “كما كان يقول السيد حسن أن هذه البيئة وهذا الشعب هو أصل المقاومة، وهو الذي يحمي هذه المقاومة، إذًا هذا الحشد الكبير بامتداداته الإضافية أيضًا خارج لبنان أيضًا كان مفاجئًا “للإسرائيلي”، لأنه شاهد كيف أن فكرة المقاومة جذبت إلى لبنان الحضور من مصر وتونس واليمن وإيران والعراق، ومن دول كثيرة”، مؤكّدًا أنّ “فكرة المقاومة ليست محصورة في لبنان أو حتى في فلسطين، وهذا الحشد الكبير والضخم والمهيب سيطرح أسئلة كثيرة على كل المعنيين بقضية المقاومة”.

مكتب لبنان| شفقنا

المصدر
الكاتب:منیر کابالان
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2025-02-24 21:25:42
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version