من خلف القضبان إلى أحضان الأمان: رولا حسنین تلتقی بطفلتها إیلیاء بعد 307 أیام- الأخبار الشرق الأوسط

.

 ومن قال إن الأحلام لا تتحقق، لم يشهد الأسيرة المحررة رولا حسنين وهي تعانق طفلتها إيلياء في ليلة حرية، التي عاشتها مدينة رام الله في فجر يوم الاثنين.

وقالت الزميلة رولا حسنين لوكالة تسنيم الدولية للأنباء، “لقد فقدت طفلي وهو شقيق إيلياء عند الولادة وقد فقدت ايلياء بعد 9 أشهر من ولادتها حين اعتقلني الإحتلال، هذا الفقد المتكرر كان يتسبب لي حالة نفسية وكان اليوم يمضي علي بألف سنة مما تعدون، والحالة الشعور التي مررت بها كانت صعبة للغاية، والانفصال عن الطفل يكون أصعب بكثير من انفصاله عن أمه، بسبب عاطفة الأمومة الفطرية”.
 

وتحدثت حسنين بأنها أصيبت بمرض الضغط المزمن بالأسر نتيجة الحالة النفسية الصعبة التي مرت بها وهي في الـ30 من عمرها.
 

إيلياء، الطفلة التي أخذها الاحتلال من حضن أمها وهي لم تتجاوز تسعة أشهر من العمر، بدت مذهولة بينما كانت تحاول استعادة تفاصيل وجه والدتها، وصدى صوتها، ولمسة يديها، وهي في حضنها أخيراً.

وتضيف الزميلة رولا لـ تسنيم: “نحن لم نكن على قيد الحياة نحن كنا على حياة القيد كان الإحتلال يمارس علينا إعتدائات مسيئة وخاصة الأسيرات من تفتيش مهين وحرمانا من الحاجيات الأساسية”.
 

أما الأب شادي بريجية، فقد تحمل دور الأب والأم لإيلياء مع غياب زوجته، فكانت معاناته صعبة نتيجة لإنقطاع الرضاعة الطبيعية عن ابنته، ليعيش عشرة أشهر من المعاناة بين رعايتها والحفاظ على توازن الأسرة.

وقال بريجية لوكالة تسنيم: “إيلياء عانت معاناة كبيرة خلال ولادتها لأنها طفلة خداج وجاءت للحياة قبل موعد ولادتها بحوالي شهر ونصف، مما انعكس على صحتها بشكل كبير وحدوث مضاعفات أثرت على مناعة جسمها مما يتطلب وجود رعاية طبية حثيثة لها”.

وأشار بريجية إلى أن اعتقال زوجته رولا، شكّل “صدمة وكارثة” بكل ما تحمله الكلمة من معنى على الجانبين النفسي والصحي للطفلة التي كانت تعتمد على الرضاعة الطبيعية من أمها والانقطاع المفاجئ نتيجة الاعتقال انعكس على صحتها بشكل كبير وعدم تقبلها للحليب الاصطناعي وظهور علامات الجفاف عليها.

وتابع بريجية، ” قمنا بمتابعة حالتها الصحية من خلال المستشفيات، وكانت المعاناة صعبة جدا، وحاولنا بشتى الطرق إبقائها على قيد الحياة”.

وتنفست الصحفية رولا حسنين الحرية بعد 307 أيام قضتها في سجون الاحتلال بتهمة “التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي”، وهي تهمة طالما وجهت ضد الفلسطينيين.

/انتهى/