أزمة البطالة في أفغانستان تتفاقم في ظل حكم طالبان
وتقول نقابة العمال في أفغانستان أن معدل البطالة ارتفع بنسبة المثلين بعد سيطرة طالبان على البلاد. وتفيد إحصاءات النقابة أن نسبة البطالة بين الجيل الشاب والنساء، قد ازدادت بصورة غير مسبوقة.
وفي الوقت الحاضر، يقف مئات العمال يوميا عند مفترقات الطرق في كابل بحثا عن عمل، لكنهم يعودون ليلا إلى منازلهم خاليي الوفاض.
إن سياسات طالبان المُقيدة، وكما أقصت النساء من دورة العمل في أفغانستان، أدت إلى إقصاء ألوف الشبان عن العمل أو أن يخسروا وظائفهم وينضمون إلى مجموعات العاطلين.
وبالتوازي، لعب الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف والناتجة عن التغيرات المناخية، هي الأخرى لعبتها وزادت بشكل غير مسبوق من معدلات البطالة في أفغانستان.
عجز طالبان عن توفير فرص العمل
إن جماعة طالبان التي تسيطر على أفغانستان لأكثر من ثلاث سنوات، أخفقت في معالجة مشكلة البطالة وتوفير فرص العمل. ولم تستطع إيجاد وظائف للشبان والمواطنين بشكل عادل.
وعلى الرغم من الدعاية التي تمارسها طالبان على نطاق واسع أثناء عقد الاتفاقات المتعلقة باستثمار المناجم في أفغانستان، ومن أنها ستوفر بواسطة ذلك فرص عمل لألوف الأشخاص، لكن لا أحد يدري كيف يتم تعيين “ألوف الأشخاص” وباي طريقة.
وفي ظل ذلك، يمكن درك حقيقتين، أولهما أن هذا الكم من فرص العمل، لم يتم استحداثه من خلال إبرام اتفاقات التنقيب عن المناجم أصلا، بل أن طالبان تلجأ إلى الإعلان عن إحصاءات من أجل الدعاية وحسب. وثانيهما أن طالبان، تقوم بتعيين وتوظيف الأشخاص من المقربين منها والأسر التابعة لها، لكي لا يتم البوح عن صفقاتها وتأثيرها بالتالي على مصير المناجم.
ومن ناحية أخرى، قالت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لطالبان أنها تسعى لتدريب العمال مهنيا، في سبيل مواجهة البطالة، والتمهيد لايجاد فرص العمل لهم.
لكنه ليس واضحا، كم من ملايين الشبان العاطلين عن العمل في أفغانستان، تستطيع هذه الوزارة تدريبهم مهنيا، وكيف سيساهم هذا التدريب في انخراط هؤلاء في سوق العمل ووصلوهم إلى مرحلة جني المداخيل.
محاولات لإيفاد العمال إلى خارج أفغانستان
وتحدثت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لطلبان حديثا عن عقد اجتماع لمناقشة إيفاد العمال إلى خارج البلاد. وشارك في الاجتماع عدد من كبار مسؤولي طالبان بمن فيهم وزير العمل والشؤون الاجتماعية بالوكالة أمير خان متقي.
وأضافت الوزارة أنه تقرر خلال الاجتماع أن تقوم كل دائرة وجهاز بتأدية واجباتها بأفضل وجه من أجل تنظيم عملية إيفاد العمال إلى الخارج والإسراع في ذلك وكذلك توفير التسهيلات اللازمة للعمال الأفغان العاملين في الدول الأخرى.
ولم توضح طالبان إلى أي دولة ستقوم بإيفاد هؤلاء العمال، ومع أي دولة أجرت محادثات في هذا المجال.
وكانت الحكومة الأفغانية السابقة قد وعدت هي الأخرى، أنها توفد العمال إلى قطر وعدد أخر من الدول العربية، لكنها وحتى موعد سقوطها لم تتمكن من توفير الظروف اللازمة لذلك.
وبينما تسعى جماعة طالبان لإيفاد العمال إلى خارج أفغانستان، بحيث أن هيمنتها على البلاد، تسببت بهجرة جماعية للعمال المتخصصين والنخبة من أفغانستان وباتت بلادهم في الوقت الحاضر بحاجة إلى القوى والكوادر المتخصصة والحرفية والنخبة.
وقد هاجر المتخصصون والفنيون والنخبة الأفغان إلى دول الجوار، للهروب من سياسات طالبان التمييزية، وثمة قرابة 700 طبيب ومتخصص وما بعد التخصص، يعملون ويعيشون حاليا في الدول المجاورة لأفغانستان.
انتهى
المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2025-01-08 08:49:20
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي