أزمات ترامب الداخلية والخارجية في ولايته الثانية 

شفقنا- يتوالى تحاليل الخبراء والصحفيين بشأن مخططات دونالد ترامب بعد إستلامه مقاليد السلطة وطريقته في حله للأزمات التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية ، وتصدرت التنبؤات في هذا الشأن أبرزالصحف العربية والعالمية، من بينها ما نشرته صحيفة إندبندنت العربية بعنوان “تمهيد الساحة للتعامل مع ترمب” بقلم الدبلوماسي المصري “نبيل فهمي”، حيث أكد نبيل فهمي خلاله أن العالم على أبواب مرحلة انتقالية جديدة وأن ترمب سيكون نسخة معدلة وأكثر حدة وصدامية عما مضى، إذ يشعر وفريقه أن خطأهم الأكبر سابقا كان المبالغة في السعي إلى التوصل لحلول وسط بدلا من اقتلاع أواستئصال بعض السياسات من جذورها، وينعكس هذا التوجه على ترشيحه شخصيات خلافية إنما شديدة الولاء له لشغل مناصب في الإدارة الجديدة، وتأكيده مرارا أنه سيحاسب من عاداه سابقا، مما دفع شخصيات مهمة مثل رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية للاستقالة من منصبه، مما يجعل كثيرين يمهدون لما هو آت.

وشرح نبيل فهمي، أن ترمب بادر بخطوات لتمهيد الساحة الدولية لولايته المقبلة بتصريحات عدة، ومنها المطالبة بأراضي غرينلاند مما أثار الدنمارك وجعلها ترفع احتياطاتها الدفاعية، وكذلك مطالبته باستعادة قناة بنما إذا لم تخفض رسوم العبور فيها، كما هدد الملياردير الجمهوري بفرض ضرائب ورسوم جمركية على المكسيك وكندا والصين والدول الأعضاء في منظمة “بريكس” لأسباب واعتبارات مختلفة، وفي الوقت نفسه وجه الدعوة إلى الرئيس الصيني لحضور حفل تنصيبه على رغم أن بكين المنافس الأول لبلاده.

ونشرت صحيفة القدس العربي، مقال حمل عنوان “ترامب الجديد: لا حروب.. بل صفقات تغيروجه الشرق الأوسط” للكاتب “داني زاكن”، تنبأ فيه أن ثمة تقديربأن ستكون ولاية ترامب مختلفة جدا عن تلك العادية للرؤساء الديمقراطيين ومعظم الجمهوريين، وستنفذ التغييرات بعظمة وبسرعة أكبر مما في ولايته السابقة.

مضيفا أن ترامب الجديد ليس محبا للحروب بل للصفقات الكبرى ومصمم على تنفيذها بسرعة، كما يريد العمل على صفقة كبرى، صفقة شاملة ضخمة تقوم على أساس صفقة القرن في جوانب اقتصادية وأمنية، مع حلف إسرائيلي – أمريكي – سعودي مستقل يتضمن حلا للأزمات في المنطقة. 

وأكمل داني زاكن، أن الصفقة الكبرى الجديدة ستكون استمرارا عمليا أكثر لاتفاقات إبراهيم، وستشكل تحديثا لصيغة مرفوعة المستوى لصفقة القرن،  فقد تعلم ترامب من التجربة في المرة الماضية، التي نجحت جزئيا وترامب الجديد ليس محبا للحروب، بل للصفقات الكبرى، ومصمم على تنفيذها بسرعة. 

وتحت عنوان “امتحانات ترمب الصعبة” علق الكاتب الليبي “جمعة بوكليب” في صحيفة الشرق الأوسط، أن الامتحان الأصعب والأشد الذي يعده ترمب ليس في الخارج بل في الداخل الأمريكي. ويعني بذلك الامتحانات التي ستشهدها المؤسسات الدستورية والديمقراطية الأمريكية. 

 معتبرا أن المواجهات ستكون متتالية، إذ على عكس كل من سبقوه من الرؤساء الأميركيين يصرالرئيس ترمب على من اختارهم لتولي المناصب الرئيسة في إدارته على أن يكون ولاؤهم له شخصيا. وبالتالي نحا في منحى غيرمسبوق يذكربما كان يفعله كثيرمن الرؤساء في العالم ممن عرفوا بمواقفهم المناوئة للديمقراطية وممارستهم الاستبدادية ناهيك عن موقفه المعلن باستخدام الأجهزة الأمنية والعسكرية ضد خصومه في أميركا بغرض إزاحتهم من الطريق وخاصة بعد أن حكمت أعلى هيئة قضائية في البلاد في الشهورالماضية بحصانة الرئيس من التعرض للمحاكمة ضد أي أعمال يقوم بها خلال فترة حكمه. ذلك الحكم القضائي ومن أعلى هيئة قضائية بمثابة صك على بياض من المرجح جدا أن يطلق يد الرئيس ترمب في اتخاذ ما يراه مناسبا له دون خوف من عقاب وهذا يفضي بالضرورة إلى السؤال حول مدى قدرة الكونغرس الأميركي على الوقوف في وجه الرئيس ترمب جفاعا عن الدستوروالديمقراطية الأميركيين.

أما صحيفة العرب، فتصدرها تقريربعنوان “التخلص من الفوضى في الشرق الأوسط أكبر مما يعتقد ترامب”، تمت الإشارة فيه إلى ما لوح به الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي يستعد لدخول البيت الأبيض في العشرين من يناير الجاري بأنه سينهي سريعا الفوضى في الشرق الأوسط لصالح التركيز على التهديد الصيني الأكبر للمصالح الأميركية.

كما جاء في التقرير، أن إدارة ترامب الجديدة في الشرق الأوسط مثل سابقاتها تستطيع اختيار طريقة التعامل مع الفوضى القائمة بطريقة أكبر أو أقل فعالية، لكنها في كل الأحوال لن تستطيع إنهاء الفوضى بمرسوم رئاسي، تماما كما لا يمكن لأي تعويذة منع حدوث الزلزال أو هزاته الارتدادية.

ونشرت صحيفة الدستور، مقال لرئيس الأكاديمية الأمريكية في برلين “دانييل بنيامين” بعنوان “أزمات عاجلة.. قرارات متوقعة من ترامب فور توليه الرئاسة رسميا”، أوضح فيه أن ترامب سيبدأ ولايته الثانية أقوى وأكثر هيمنة كلاعب على الساحة العالمية مقارنة بما كان عليه عندما أدى اليمين قبل ثماني سنوات. ومع ذلك، فإن العالم الذي ينتظره مختلف تماما وأكثر تهديدا- مما كان عليه عندما ترك الرئاسة قبل أربع سنوات.

ويرى دانييل بنيامين، أن ترامب قد ينجذب بسرعة إلى تحديات السياسة الخارجية وسوف يواجه ترامب عالما من الفوضى والصراع: حرب مطولة في أوكرانيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر عدائية من أي وقت مضى، والشرق الأوسط لا يزال في حالة من الاضطراب بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب.

فيما تناول بنيامين، ما يتفاخربه ترامب من صفقات صنعها بنفسه، كما أشارإلى نهجه واستراتيجيته في السياسة الخارجية في ولايته الأولى، بينما في ولايته الثانية سيجد صعوبة أكبر في العمل مع أمثال بوتين والرئيس الصيني شي جين بينج والزعيم الذي أرسل له ما أسماه ترامب رسائل الحب، زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون.

hgkihdJ

المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2025-01-06 23:32:16
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version